إدريس إلبا اللاعب يتبنى دور «سونيك»

حوار عن فيلمه الجديد وحبه لألعاب الفيديو

صورة من فيلم «القنفذ سونيك »2 الذي يتشارك إدريس إلبا وجيم كاري الأداء الصوتي فيه (أ.ب)
صورة من فيلم «القنفذ سونيك »2 الذي يتشارك إدريس إلبا وجيم كاري الأداء الصوتي فيه (أ.ب)
TT

إدريس إلبا اللاعب يتبنى دور «سونيك»

صورة من فيلم «القنفذ سونيك »2 الذي يتشارك إدريس إلبا وجيم كاري الأداء الصوتي فيه (أ.ب)
صورة من فيلم «القنفذ سونيك »2 الذي يتشارك إدريس إلبا وجيم كاري الأداء الصوتي فيه (أ.ب)

عندما يلعب إدريس إلبا دوراً جديداً - سواء كان خيالياً مثل سترينجر بيل في «ذا واير»، أو تاريخياً مثل نيلسون مانديلا في «مانديلا: مسيرة طويلة إلى الحرية» - عادة ما يُعنى بدرجة من الواقعية يبني عليها أداءه.
لم يكن هو الحال مع شخصيته الأخيرة، شخصية القنفذ الأحمر الكرتونية المعروفة باسم «ناكلز» في فيلم «القنفذ سونيك 2».
كما أوضح إلبا في مقابلة مرئية يوم الثلاثاء: «لم أقابل في حياتي أبداً أشخاصاً قصار القامة بقبضات كبيرة. آسف، لم أمر بمثل هذه التجربة. ربما تكون لديك سابقة في ذلك، ولكنني لم أفعل».
وبالنسبة إلى جيل من اللاعبين، فإن «ناكلز» مشهور بمنافسة القنفذ سونيك، نجم السرعة العالية في سلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة من إنتاج شركة «سيغا» منذ تسعينات القرن الماضي.
وقد حقق الفيلم المبني على اللعبة نجاحاً كبيراً في عام 2020. وهو ببطولة صوتية من «بن شوارتز» القائم بدور «سونيك» رفقة «جيم كاري» خصمه البشري اللدود في دور الدكتور روبوتنيك، ونجح في تحويل سلسلة ألعاب الفيديو إلى سلسلة أفلام سينمائية تمزج بين الحركة الحية والرسوم المتحركة.
ويعيد الجزء الثاني من الفيلم بعنوان «القنفذ سونيك 2» - الصادر يوم الجمعة من إنتاج «باراماونت» - إلى الأذهان الشخصيات والمنازعات المعتادة، فيما يضيف المزيد من الوجوه المألوفة من الألعاب، بما في ذلك «ناكلز»، المقاتل القوي ذي الأبعاد الجسدية غير المتوقعة مع الحقد الدفين ضد البطل.
يقول إلبا - الذي تشتمل سيرته السينمائية على أفلام الحركة (فاست أند فيوريس يقدم: هوبس أند شاو)، و«الفرقة الانتحارية»، وفيلم الرسوم المتحركة «زوتوبيا»، ثم ظهور خاص في مسرحية «القطط» الموسيقية من تأليف أندرو لويد ويبر - «إن لعب دور ناكلز في الفيلم الجديد كان أمراً محيراً للعقل تماماً».
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن إلبا (49 عاماً)، من عشاق ألعاب الفيديو، وفي جزء منه أيضاً إلى أنه (مثل كاتب هذه المقالة) والد لصبي عمره 7 سنوات، وكان حريصاً على إنتاج بعض الأفلام التي يمكن لكل أفراد الأسرة مشاهدتها.
وكما أوضح إلبا بقوله: «أنا وأنت نتذكر تلك الألعاب الأولى المبكرة، والآن ها نحن ذا. وكأن أبناؤنا يقولون: «يا إلهي، أستطيع مشاهدة (سونيك 2) مع والدي. هذه تجربة خاصة».
وانتقل إلبا للحديث أكثر عن تاريخه كلاعب وسلسلة مصادر الإلهام لشخصية «ناكلز»، بما في ذلك والداه. وإليكم مقتطفات محررة من تلك المحادثة.


إدريس إلبا أثناء حضوره العرض الأول لفيلم الرسوم المتحركة «القنفذ سونيك »2 بلوس أنجليس ( إ.ب.أ)

> هل كنت لاعباً للفيديو قبل أن بطولة هذا الفيلم؟
- بكل تأكيد. لدي «عصا اللعب» في حقيبتي فعلياً. وعندما بدأت اللعب، كان عندي «كومودور 64» (حاسوب منزلي من الثمانينات). كان هذا أكثر ما يمكن أن نحصل عليه وقتها. وعندما استطعت تحمل تكلفة الشراء، ابتعت لنفسي منصة «سيغا غينيسيس». وتمكنت من امتلاك كل منصة جديدة منذ ذلك الحين. وأنا الآن رجل ناضج، ولكنني ما زلت ألعب «فيفا» و«سباق السيارات».
> ما الذي ناقشتموه أنت والمخرج جيف فولر حول ناكلز في لقائكم الأول؟
- حاولنا تجربة بعض الأصوات لمعرفة ما قد تبدو عليه الشخصية. إنها شخصية آمرة ومُهددة بشكل مبالغ فيه. في الواقع أردت أن أحاول أن ألعب الشخصية بنبرة شديدة الحدة. ظننت أن هذا قد يكون مضحكاً. لكنهم لم يعتقدوا أن ذلك مضحكاً، وأن تلك الفكرة انتهت سريعاً. (يضحك)، لكننا جربنا أصواتاً، وإيقاعات، ولهجات مختلفة. و«ناكلز» ليس ثرثاراً، ولكنه عندما يتكلم، فإنه فظ للغاية.
> شعرت كما لو أن لديك فكرة محددة من أين جاءت شخصية «ناكلز» وكيف تريد أن تبدو. كيف تفسر ذلك؟
- أول شيء لاحظناه أنه أتى من عالم قديم، وهو محارب من قبيلته، والإنجليزية ليست لغتهم الأولى. يفتقد لحس الدعابة بنفس طريقة عمل سونيك. إنه صارم وواقعي للغاية، ويستخدم الإنجليزية فقط لتوضيح وجهة نظره ويمضي قدماً. ولا يعبأ كثيراً بالتفاصيل الدقيقة. استخدمنا هذه البنية الدرامية كطريقة لنبدأ بتطوير ما تبدو عليه الشخصية.
> هل قابلت أشخاصاً في الحياة الواقعية يركزون بشدة على أهدافهم ولكنهم ربما يحتاجون إلى مساعدة أكبر في المواقف الشخصية أو لا يفهمون السخرية بشكل كامل؟
- أنا أعمل في صناعة تصدر فيها الكثير من التعليمات في كافة الاتجاهات - افعل هذا، وافعل ذلك - وغالباً ما يكون الأشخاص الأكفاء يقولون: «مهلاً، دعونا ننجز هذا الأمر». والداي من غرب أفريقيا - انتقلا من فريتاون، سيراليون، إلى لندن في بداية السبعينات. لذا عندما لا تكون الإنجليزية لغتك الأولى والثقافة مختلفة تماماً - حس الدعابة الإنجليزي يتجاوز كثير من عقول الناس - كنت شاهداً على ذلك.
> نشأت في لندن، هل شعرت بأن ثقافتها وعاداتها كانت جوهرية بصورة أكبر بالنسبة لك من والديك؟
- لقد ولدت هناك، لذلك لم أدرك ذلك حتى كبرت بما يكفي لأفهم أن الثقافة الإنجليزية ليست ثقافتهم. أذكر أنني شعرت بذلك. كانت أمي تقول لي: «نحن نفعل الأشياء بهذه الطريقة في أفريقيا». لم أجرؤ على قولها لأمي، لكني كنت أفكر، أننا لسنا في أفريقيا - نحن في إنجلترا. كانت تلك بداية فهمي لذلك الصدام الثقافي. لكنني زرت أفريقيا عدة مرات، وأذكر أنني ذهبت إلى سيراليون وتعرفت على كل هذه الأشياء الثقافية التي رأيتها طوال حياتي، ولكني لم أعرف من أين جاءت. وكانت هناك، في أصول والدي ووالدتي. كان ذلك رائعاً.
> كانت شركة «باراماونت» صريحة وواضحة في رغبتها القيام بالمزيد مع «ناكلز»، بما في ذلك الجزء الثاني من فيلم «سونيك»، ومسلسله التلفزيوني الخاص. هل كان ذلك جزءاً من إقناعك بدعوة المشاركة؟
- إنها كذلك الآن. بصراحة، عندما حصلت على الدور، لم أكن حتى أعرف أنه سيكون على الطاولة. اعتقدت أنني كنت سوف أمثل في فيلم واحد. لكن الآن، حقيقة أنني أستطيع أن ألعب المزيد من شخصية «ناكلز»، وربما الانطلاق في عالمها الخاص، هو أمر عظيم.
> أتعرف أي واحدة أقصد؟ الجاسوس مع السلاح؟
- لست متأكداً مما تتحدث بشأنه.
> لديه اسم مشهور بالأرقام.
- ألديه أرقام؟ ناكلز! ناكلز لديه أرقام. لا أسلحة.
> هل من الآمن القول إننا لن ننشر أي أخبار عن «جيمس بوند» في محادثة حول «القنفذ سونيك»؟
- كلا. كلا، آسف لخيبة أملكم في ذلك.
> باستبعاد ذلك، هل سيفاجئك، بعد سنوات عديدة من الآن، أن تكون الأدوار التي تشتهر بها هي، لنقل، سترينجر بيل، ونيلسون مانديلا، و«ناكلز»؟
- أعتقد أنه بالنسبة لأي ممثل، فإن الحلم هو استطاعة لعب الأدوار المختلفة، وألا أكون متهاوناً، وأشعر بأنني كنت محظوظاً لأنني أعمل في هذه المهنة. إنها مثيرة للاهتمام. كنت في برنامج إذاعي، وكانوا يقولون (بصوت مذيع الراديو المزدهر): «لقد لعب دور لوثر. لقد لعب دور (وحوش بلا وطن). والآن: يلعب دور ناكلز. يبدو الأمر مثل: أوه، ربما يمكنك القول إنه لعب دور الفقمة في فيلم (العثور على دوري)، ودور الجاموس في فيلم (زوتوبيا). ولعب دور القطة. والآن يقوم بدور (ناكلز). تبدو تشكيلة الأدوار هذه أكثر ملائمة. الانطلاق من «مانديلا» إلى «ناكلز» أمراً بعيد التصور.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق ماغي سميث في لقطة من عام 2016 (أ.ف.ب)

ماغي سميث سيدة الأداء الساخر

بأداء عملاق وخفة ظل وسخرية حادة تربعت الممثلة البريطانية ماغي سميث على قلوب معجبيها، كما جمعت بين الجوائز وبين حب الجمهور.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.