معهد بريطاني: يجب الحفاظ على قياس خصر أقل من نصف الطول

المملكة المتحدة لديها واحد من أسوأ معدلات السمنة في أوروبا (رويترز)
المملكة المتحدة لديها واحد من أسوأ معدلات السمنة في أوروبا (رويترز)
TT

معهد بريطاني: يجب الحفاظ على قياس خصر أقل من نصف الطول

المملكة المتحدة لديها واحد من أسوأ معدلات السمنة في أوروبا (رويترز)
المملكة المتحدة لديها واحد من أسوأ معدلات السمنة في أوروبا (رويترز)

تحث إحدى هيئات الرقابة الصحية في بريطانيا ملايين الأشخاص، لأول مرة، على التأكد من أن يكون حجم الخصر لديهم أقل من نصف طولهم، وذلك من أجل المساعدة في تجنب المشكلات الصحية الخطيرة، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
المملكة المتحدة لديها واحد من أسوأ معدلات السمنة في أوروبا، حيث يعاني شخصان من كل ثلاثة بالغين من زيادة الوزن أو السمنة بشكل رسمي في أزمة متصاعدة تكلف الآن هيئة الخدمات الصحية الوطنية 6 مليارات جنيه إسترليني سنوياً (7 مليارات و818 مليون دولار) والمجتمع الأوسع بمقدار 27 مليار جنيه إسترليني (أكثر من 35 مليار دولار).
الطريقة الأكثر استخداماً للتحقق مما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي هي مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يمكن لمعظم الناس قياس ما إذا كان وزنهم صحياً بالنسبة لطولهم بدقة. يعد مؤشر كتلة الجسم من 18 إلى 25 وزناً صحياً، أما الأرقام التي تتراوح بين 25 إلى 30 تدل على زيادة الوزن، وأكثر من 30 تعني السمنة.
لكن وسط مخاوف متزايدة بشأن تأثير السمنة على صحة السكان في إنجلترا وويلز، ولأول مرة على الإطلاق، كشف المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (نيس)، إن البالغين الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 35 يجب عليهم أيضاً قياس نسبة الخصر إلى الطول للبقاء بصحة جيدة.
https://twitter.com/NICEComms/status/1512338217051344898?s=20&t=HBiAXdPOExgtxhGP8wIiow
باستخدام النسبة مع مؤشر كتلة الجسم، يمكن للناس معرفة ما إذا كانوا يحملون دهوناً زائدة حول منطقة الوسط، الأمر الذي يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة، بما في ذلك السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
يمكن لأي شخص يرغب في معرفة نسبة الخصر إلى الطول استخدام الآلة الحاسبة عبر الإنترنت، أو يمكن أن يطلب من أحد المتخصصين الصحيين حلها نيابة عنه. لقياس الخصر، يجب تحديد الجزء السفلي من الأضلاع وأعلى الوركين، ولف شريط قياس حول الخصر في منتصف المسافة بين هذه النقاط والزفير بشكل طبيعي قبل أخذ القياس.
على سبيل المثال، تكون الأنثى التي يبلغ طولها 163 سم (5 أقدام و4 بوصات) ومحيط خصرها 74 سم (29 بوصة) صحية، ولكن رقم 81 سم سيدفعها إلى النطاق غير الصحي. يكون الرجل الذي يبلغ طوله 178 سم (5 أقدام و10 بوصات) معرضاً لمخاطر صحية متزايدة إذا كان قياس خصره 91 سم (36 بوصة).
ويقول المبدأ التوجيهي إن نسبة الخصر إلى الطول الصحية هي 0.4 إلى 0.49، مما يشير إلى عدم وجود مخاطر صحية متزايدة. النسبة من 0.5 إلى 0.59 تضع الناس في خطر متزايد من المشاكل الصحية، بينما 0.6 أو أكثر تعرضهم لأسوأ المشاكل.
وقال الدكتور بول كريسب، مدير الإرشادات في «نيس»، «تقدم مسودة المبادئ التوجيهية المحدثة للأشخاص طريقة بسيطة وفعالة لقياس أوزانهم حتى يتمكنوا من فهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على صحتهم واتخاذ الإجراءات لمعالجتها».
وتابع: «وجدت لجنتنا أن الفائدة الواضحة لاستخدام نسبة الخصر إلى الطول هي أنه يمكن للأشخاص قياسها بأنفسهم بسهولة، وتفسير النتائج، وطلب المشورة الطبية إذا كانوا معرضين لمخاطر صحية متزايدة».
وتحدد الإرشادات أيضاً طرقاً لتقييم السمنة لدى الأطفال، وتقول إنه يجب مراعاة خطط مصممة خصيصاً للأطفال الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع أو نسبة الخصر إلى الطول أعلى من 0.5.


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
TT

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو» على أنه تراث مشترك بين 16 دول عربية.

ويأتي الملف التراثي نتيجة تعاون مشترك بين وزارتي الثقافة والخارجية المصريتين وسائر الدول العربية التي تعد الحناء من العناصر الثقافية الشعبية المرتبطة بمظاهر الفرح فيها، كما تمثل تقليداً رئيساً لمظاهر احتفالية في هذه المجتمعات وهي: السودان، مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، الكويت، فلسطين، تونس، الجزائر، البحرين، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، اليمن، وقطر.

وتعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعاً يستمر منذ الاثنين الماضي وحتى الخميس 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في أسونسيون عاصمة باراغواي، للبت في إدراج 66 عنصراً جديداً رُشحَت على أنها تقاليد مجتمعية، وفق «اليونيسكو».

وذكّرت المنظمة بأن الحنّة (أو الحناء): «نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم وتحديداً تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتُستعمل أيضاً لصبغ الشعر أو جلب الحظ للأطفال».

الحنة تراث ينتقل بين الأجيال (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

وعللت «اليونيسكو» إدراج الحنّة في قائمة التراث الثقافي غير المادي بأنها «ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسة من حياته، وترافق طقوس استخدام الحنّة أشكال تعبير شفهية مثل الأغنيات والحكايات».

من جهته أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن تسجيل الحناء يُعد العنصر التاسع الذي تضيفه مصر إلى قوائم التراث الثقافي غير المادي منذ توقيعها على اتفاقية 2003، بحسب بيان للوزارة.

وأكدت الدكتورة نهلة إمام رئيسة الوفد المصري أن الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقساً اجتماعياً عريقاً في المجتمعات العربية؛ حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة، كما أشارت إلى «ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفهية، مثل الأهازيج والأمثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية».

وسلط الملف الذي قُدم لـ«اليونيسكو» بهدف توثيقها الضوء على أهمية الحناء بأنها عنصر ثقافي يعكس الروح التقليدية في المجتمعات المشاركة، وكونها رمزاً للفرح والتقاليد المرتبطة بالمناسبات الاحتفالية وفق الدكتور مصطفى جاد، خبير التراث الثقافي اللامادي بـ«اليونيسكو»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تمثل الحناء واحدة من أهم عناصر تراثنا الشعبي، فهي مرتبطة بمعظم مفردات التراث الشعبي المصري والعربي الأخرى؛ وهي وثيقة الارتباط بالنواحي الجمالية والتزيينية، وأغاني الحناء، فضلاً عن الأمثال والمعتقدات الشعبية، والاستخدامات والممارسات الخاصة بالمعتقدات الشعبية، وتستخدم الحناء في الكثير من طقوسنا اليومية، المتعلقة بالمناسبات السعيدة مثل الزواج والأعياد بشكل عام».

الحنة تراث عربي مشترك (بكسيلز)

وأكد جاد أن التعاون العربي تجاه توثيق العناصر التراثية يعزز من إدراج هذه العناصر على قوائم «اليونيسكو» للتراث اللامادي؛ مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وقال: «تثمن (اليونيسكو) عناصر التراث الشعبي المشتركة بين الدول، وقد سبق تسجيل عناصر النخلة، والخط العربي، والنقش على المعادن المشتركة بين مصر وعدة دول عربية؛ مما يؤكد الهوية العربية المشتركة».

وأضاف: «نحن في انتظار إعلان إدراج عنصر آخر مشترك بين مصر والسعودية على القوائم التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بـ(اليونيسكو) اليوم أو غداً، وهو آلة السمسمية الشعبية المعروفة».

وكانت بداية الحناء في مصر القديمة ومنها انتشرت في مختلف الثقافات، خصوصاً في الهند ودول الشرق الأوسط، حتى صارت ليلة الحناء بمثابة حفل «توديع العزوبية» في هذه الثقافات، وفق عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأدلة الأثرية والتحاليل العلمية وثقت دور الحنة باعتبارها مادة أساسية ذات أهمية كبيرة في الحياة اليومية للمصريين القدماء»، وتابع: «بخلاف استخدامها في الأغراض التجميلية مثل صبغ الشعر، فقد تمت الاستعانة بها في الطقوس الجنائزية؛ إذ يعتقد استخدامها في التحنيط، كما كانت جزءاً من الممارسات الروحية لتحضير المومياوات للحياة الآخرة، فضلاً عن صبغ الأقمشة والجلود».

ارتبطت الحناء بالمناسبات والأعياد (بكسيلز)

الفنان العُماني سالم سلطان عامر الحجري واحد من المصورين العرب الذين وثقوا بعدستهم استخدام الحنة في الحياة اليومية، وسجّل حرص الجدات على توريثها للأجيال الجديدة من الفتيات الصغيرات، يقول الحجري لـ«الشرق الأوسط»: «الحنة في سلطنة عمان هي رمز للفرحة، ومن أهم استخداماتها تزيين النساء والأطفال بها في عيد الفطر، حيث عرفت النساء العربيات منذ القدم دق ورق الحناء وغربلته ونخله بقطعة من القماش وتجهيزه، مع إضافة اللومي اليابس (الليمون الجاف)، لمنحها خضاب اللون الأحمر القاتم، وذلك قبل العيد بعدة أيام، ثم يقمن بعجن الحناء المضاف له اللومي الجاف بالماء، ويتركنه لفترة من الوقت، وقبل النوم يستخدمن الحناء لتخضيب اليدين والرجلين للنساء والفتيات».