البروبيوتيك العلاجي للأطفال

تساؤلات طبية حول تناوله على شكل مكمّلات غذائية

البروبيوتيك العلاجي للأطفال
TT

البروبيوتيك العلاجي للأطفال

البروبيوتيك العلاجي للأطفال

أصبحت كلمة البروبيوتيك Probiotics أو البكتيريا الحميدة، من الكلمات المعروفة لكثير من الأمهات؛ نظراً لشيوع استخدام اللفظ من الأطباء وخبراء التغذية، وهي البكتيريا الجيدة التي تساعد في الحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي. وحدوث خلل في أعدادها يمكن أن يتسبب في الإصابة بالنزلات المعوية والإسهال.

- بكتيريا مفيدة
وتوجد هذه البكتيريا في مواد طبيعية، مثل اللبن الزبادي ومخلل الملفوف sauerkraut. والآن يتوفر البروبيوتيك كمكمل غذائي على شكل أقراص سهلة المضغ تحمل نكهات مختلفة لاستخدامها في علاج الأطفال من الإسهال وفي رفع مناعتهم بشكل عام؛ لأن وجودها ينافس البكتيريا الضارة، وبالتالي يحافظ على بيئة صحية في الأمعاء والجهاز الهضمي، وهو الجهاز الذي يعمل كأكبر مخزن للخلايا المناعية في الجسم.
من المعروف أن بكتيريا الأمعاء تبدأ في التكون في رحم الأم. وأثناء الولادة الطبيعية تنتقل العديد من الميكروبات الضارة والمفيدة من الأم للطفل. وعلى وجه التقريب، فإن 63 في المائة من بكتيريا أمعاء الرضع تكون مطابقة للبكتيريا الموجودة في أجسام أمهاتهم؛ مما يدل على أن صحة الأم تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال. وهناك عوامل أخرى تؤثر على سلامة سلالات البروبيوتيك في مرحلة الرضاعة، أهمها التعرض المبكر للمضادات الحيوية، والجينات الوراثية، وأيضاً التغذية. ولبن الأم يحتوي على البروبيوتيك بشكل طبيعي، وهناك بعض الألبان الصناعية تتم إضافة البروبيوتيك إليها.
وعلى الرغم من أن فوائد البروبيوتيك الطبيعي مؤكدة، فإن تناوله على شكل مكملات غذائية للأطفال لا يزال محل جدل كبير. وهناك بعض الدراسات التي ترى أن استخدام البروبيوتيك مفيد في الكثير من الحالات، سواء الخاصة بالجهاز الهضمي مثل تقليل فترة المرض في التهاب المعدة والأمعاء الحاد وعلاج البكتيريا الحلزونية التي تسبب قرحة المعدة لاحقاً، أو دوره الفعال في الحماية من حساسية الجلد (الإكزيما) تبعاً لدراسات أجريت على 4755 رضيعاً تناولوا جميعاً مكملات البروبيوتيك. وكلما كانت تحتوي على سلالات متعددة من البكتيريا، زادت فاعليتها في منع الإصابة بالإكزيما.
كما أوضحت دراسات أخرى، أن المكملات لها تأثير وقائي ضد الإسهال الناتج من تناول المضادات الحيوية التي تؤثر على التوازن بين البكتيريا الضارة والجيدة.

- مكملات البروبيوتيك
كما أوضحت 11 دراسة، أن البروبيوتيك يساعد في تقليل حدة الآلام الناتجة من أمراض الجهاز الهضمي المناعية، مثل متلازمة القولون العصبي irritable bowel syndrome وأيضاً التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis ومرض كرون المناعي Crohn›s disease بجانب علاج الإمساك المزمن الذي يسبب آلاماً مستمرة للأطفال، ويمكن أن يؤدي إلى تقرحات في فتحة الشرج.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسات أشارت إلى عدم وجود آثار جانبية كبيرة تذكر لاستخدام هذه المكملات في الأطفال الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل في الجهاز المناعي، فإنه حتى الآن لا توجد توصيات بتناولها بشكل يومي طالما لم يعانِ الطفل من مرض معين.
أوضحت الدراسات، أن معظم الآباء يعطون أطفالهم المكملات من منطلق أنها إذا لم تفدهم فهي بكل تأكيد لن تضرهم، خاصة أن الجمعية العامة لأطباء الأسرة بالولايات المتحدة (AAFP) قالت، إن الأمر حسب توصية الطبيب وليس هناك موانع طبية.
والحقيقة، أن هناك العديد من أنواع وسلالات البروبيوتيك للاختيار من بينها، ويمكن أن تختلف الجرعات بشكل كبير بين المكملات الغذائية، وبالتالي من الصعب معرفة الجرعة أو عدد المرات الذي يجب أن يتناوله الطفل، بجانب وجود منتجات كثيرة لا تحمل الموافقة الطبية منFDA ، وأيضاً عدم وجود دراسات كافية لأثار استخدامها على المدى الطويل.
وحتى الآن لا توجد فوائد مثبتة لإعطاء الأطفال الأصحاء البروبيوتيك العلاجي بانتظام. ولم تتم الموافقة عليه علاجاً لأي مرض أو حالة معينة، فضلاً عن إمكانية أن يسبب الغازات والانتفاخ للأطفال الأصغر عمراً. وعلى الرغم من أن هذه الآثار الجانبية ليست ضارة، فإنها مزعجة بطبيعة الحال؛ ولذلك يكون الخيار الصحي والآمن هو إعطاؤه للطفل بشكل طبيعي من خلال الأطعمة، مثل الزبادي من دون اللجوء إلى الأقراص، وبشكل عام لا يفضل إعطاء الأطفال تحت عمر عام هذه الأدوية.

- التعامل بحذر
أظهرت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على أمعاء بعض البالغين الذين تناولوا مكملات البروبيوتيك لفترة معينة بعد تناول المضادات الحيوية، أن الأمر استغرق أشهراً حتى يعود التوازن الميكروبي بشكل كامل بعكس التصور العام أنها أيام عدة فقط. ويمكن أن يؤدي استخدام البروبيوتيك بشكل مفرط إلى تراكم البكتيريا في الأمعاء الدقيقة واحتمالية حدوث ألم في البطن، فضلاً عن إمكانية أن تؤدي الكميات الكبيرة من البروبيوتيك إلى تخمير السكريات التي تمر عبر القناة الهضمية؛ مما قد يتسبب في تراكم غازات مثل الهيدروجين والميثان تؤدي إلى حدوث الانتفاخات بجانب إنتاج حمض اللاكتيكlactic acid الذي يؤثر على الإدراك الطبيعي عند وصوله إلى المخ. ينصح الخبراء الآباء بالتعامل مع المكملات الغذائية (مهما كانت مفيدة) على أنها أدوية يمكن أن يكون لها آثار جانبية مستقبلاً كما يمكن أن تتداخل مع عمل أنواع العلاج الأخرى وتؤثر بالسلب عليها. وعلى سبيل المثال، هناك دراسات عن احتمالية أن يؤدي تناول البروبيوتيك مع المضادات الحيوية إلى حدوث مقاومة ضد سلالة المضاد الحيوي؛ مما يؤدي إلى حرمان الطفل من العلاج بهذه السلالة مستقبلاً في حالة إصابته بعدوى ميكروبية؛ ولذلك يجب التعامل مع مكملات الأطفال بمنتهى الحرص.
- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

علاج مشكلات البصر قد يقلل احتمالات الإصابة بالخرف

صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

علاج مشكلات البصر قد يقلل احتمالات الإصابة بالخرف

تقول منظمة الصحة العالمية، إن هناك نحو 55 مليون شخص يعانون الخرف على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بخاخات الأنف قد تقلل احتمال انتقال نزلات البرد إلى أفراد آخرين ضمن العائلة (أ.ف.ب)

دراسة: بخاخات المحلول الملحي تقلل مُدة نزلات البرد لدى الأطفال

قدّر باحثون أن إعطاء الأطفال محلولاً مكوناً من الملح والماء يمكن أن يقلل مدة نزلات البرد بيومين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سيدة لديها أرق (رويترز)

ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان في كل مرحلة عمرية؟

يُعد النوم أمراً أساسياً وحيوياً في حياة كل إنسان، ومع الانتقال من مرحلة عمرية لأخرى يختلف عدد ساعات النوم التي يحصل عليها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك للقهوة فوائد كبيرة على بكتيريا الأمعاء المفيدة (إ.ب.أ)

القهوة قد تساعد في حماية العضلات مع التقدم في العمر

قد يؤدي تناول القهوة إلى حماية العضلات مع التقدم في العمر، وتقليل احتمالات التعرض لإصابات من السقوط، وقد يُبقي الإنسان قادراً على الحركة لفترة أطول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 7 حقائق عن صيوان الأذن الخارجي

7 حقائق عن صيوان الأذن الخارجي

الأذن البشرية سمة مميزة للوجه. وعند وصف الجزء المنحني بالطيات والظاهر للعيان من الأذن، فإننا نتحدث عن «صيوان الأذن» Auricula أو Pinna.

د. عبير مبارك (الرياض)

أمراض القلب والأوعية الدموية للصغار والكبار

صورة لقلب مصاب باعتلال عضلته (إلى اليمين) وقلب سليم
صورة لقلب مصاب باعتلال عضلته (إلى اليمين) وقلب سليم
TT

أمراض القلب والأوعية الدموية للصغار والكبار

صورة لقلب مصاب باعتلال عضلته (إلى اليمين) وقلب سليم
صورة لقلب مصاب باعتلال عضلته (إلى اليمين) وقلب سليم

تقام خلال شهر سبتمبر (أيلول) احتفالات مختلفة لعدد من المناسبات الصحية، هدفها رفع مستوى الوعي حول مواضيع تلك المناسبات، ومنها الرجفان الأذيني، ومرض الشريان الأبهر، واعتلال عضلة القلب عند الأطفال، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وصحة الرئة، وسرطان الأطفال. وسوف نسلط الضوء على ثلاثة من أهم هذه المواضيع.

اعتلال عضلة القلب عند الأطفال

تم اعتماد «سبتمبر» شهراً للتوعية باعتلال عضلة القلب عند الأطفال (Pediatric Cardiomyopathy) من قبل مؤسسة اعتلال عضلة القلب للأطفال (Children’s Cardiomyopathy Foundation, CCF) - لتثقيف الجمهور حول هذا المرض الخطير الذي يهدد حياة الأطفال ويؤثر على كيفية ضخ عضلة القلب للدم.

تشير تقارير مؤسسة اعتلال عضلة القلب للأطفال (CCF) إلى أن اعتلال عضلة القلب هو أحد الأسباب الرئيسية لتوقف القلب المفاجئ لدى الشباب، وأنه يتسبب في وفيات يتجاوز معدلها معدل وفيات جميع سرطانات الأطفال مجتمعة، وأن هناك أكثر من 30 ألف طفل في الولايات المتحدة تم تشخيص إصابتهم بأحد أشكال اعتلال عضلة القلب الذي تتراوح شدته من خفيفة إلى شديدة، ويؤثر على الأطفال من جميع الأعمار أو الجنس أو العرق.

شعار شهر التوعية بالرجفان الأذيني

قد يكون المرض وراثياً أو مكتسباً، ولا يوجد سبب معروف للحالة لدى 2 من كل 3 أطفال، بينما يخضع 40 في المائة من جميع الأطفال الذين يتم تشخيصهم لعملية زرع قلب أو يموتون.

كما تشير هذه التقارير إلى أن كثيراً من الأطفال الذين يعانون من اعتلال عضلة القلب يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية نسبياً مع بعض القيود على نمط الحياة، وتناول علاج القلب يومياً والزيارات المتكررة للطبيب لمراقبة الحالة. واعتماداً على سبب المرض ونوعه ومرحلته، تكون هناك تعديلات في النظام الغذائي، وتقييدات في ممارسة الرياضات التنافسية، والرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي.

شعار شهر التوعية باعتلال عضلة القلب لدى الأطفال

حقائق عن المرض

• اعتلال عضلة القلب هو مرض مزمن تصبح فيه عضلة القلب متضخمة أو سميكة أو صلبة بشكل غير طبيعي. ونتيجة لذلك، يصبح القلب غير قادرٍ على الانقباض أو الاسترخاء بشكل طبيعي. ومع تفاقم اعتلال عضلة القلب، يصبح القلب أكثر ضعفاً، إلى أن يفقد قدرته على ضخ الدم عبر الجسم والحفاظ على إيقاع كهربائية القلب في وضع طبيعي.

• اعتلال عضلة القلب مرض معقد له أعراض وأسباب تختلف بشكل كبير. قد لا تظهر أي أعراض على بعض الأطفال المصابين، بينما قد يعاني البعض الآخر من نفخة قلبية، وتظهر عليهم علامات تضخم القلب، ويعانون من ضيق في التنفس، أو تنفس سريع، أو تعب شديد. لا يتم تحديد سبب اعتلال عضلة القلب دائماً، لكن الالتهابات الفيروسية والوراثة العائلية من الأسباب الرئيسية.

• وفقاً لسجل اعتلال عضلة القلب للأطفال (PCR)، يتم تشخيص إصابةِ واحدٍ من كل 100000 طفل في الولايات المتحدة تحت سن 18 عاماً باعتلال عضلة القلب، الذي يعدّ السبب الأول للسكتة القلبية المفاجئة وعمليات زرع القلب لدى الأطفال.

عندما يتم تشخيص إصابة طفل باعتلال عضلة القلب، تتأثر الأسرة بأكملها، في المنزل، في المستشفى، في المدرسة، وعند السفر. ستكون هناك قضايا طبية وعاطفية ومالية جديدة، على الأسرة أن تتعامل معها. ومع تقدم الطفل في السن، ستكون هناك تغييرات أخرى تشمل تعديلات في النظام الغذائي، وأخرى في الأدوية الجديدة، وتطبيق القيود على النشاط البدني، والتعرض لمشكلات نفسية اجتماعية مختلفة. لا شك أن أفراد عائلة الطفل المريض سيشعرون بالقلق، وهنا يبرز دور المؤسسات الصحية ومقدمي الرعاية في المساعدة والدعم وإدارة عملية التعايش مع اعتلال عضلة القلب والتكيف مع تغييرات نمط حياتهم والروتين الجديد، وأنه مرض يمكن التحكم فيه مع الرعاية الطبية المناسبة.

شعار شهر التوعية بتمدد الأوعية الدموية الأبهرية

الرجفان الأذيني

الرجفان الأذيني (atrial fibrillation)، المعروف أيضاً باسم «Afib» أو «AF»، هو النوع الأكثر شيوعاً من حالات عدم انتظام ضربات القلب (arrhythmia). تقدر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن ما يصل إلى 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة مصابون بالرجفان الأذيني.

عادةً، تنقبض الحجرات العلوية من القلب (الأذينان) أولاً، يليها الجزء السفلي (البطينان). ويخلق هذا الانقباض والاسترخاء إيقاع القلب «lub-dub» المألوف، الذي يدفع الدم من حجرات القلب العلوية إلى الحجرات السفلية ثم إلى الجسم.

وفقاً لجمعية القلب الأميركية، يعيش نحو 2.7 مليون أميركي مع الرجفان الأذيني. وهو شائع لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكبر، ويمكن أن يؤدي إلى جلطات دموية وسكتات دماغية وفشل القلب ومضاعفات أخرى مرتبطة بالقلب. ويضاعف الرجفان الأذيني - غير المعالج - من خطر الوفاة المرتبطة بالقلب، ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 5 أضعاف.

وقد ساعدت منظمة «أوقفوا الرجفان الأذيني» (Stop Afib)، وهي منظمة عالمية لمرضى الرجفان الأذيني، في قيادة حملات التوعية بالرجفان الأذيني، والتي تم تصميمها لزيادة فهم الرجفان الأذيني وإبلاغ المرضى ومقدمي الرعاية الصحية بشكل أفضل حول هذه الحالة المعقدة.

عندما يكون الشخص مصاباً بالرجفان الأذيني، تكون الإشارات الكهربائية التي تتحكم في نبضات القلب غير متزامنة. وبدلاً من العمل معاً، يرتعش الأذينان أو يرتجفان؛ فيتسارع القلب بدلاً من أن ينبض، ولا يستطيع ضخ الدم عبر حجراته وإخراجه إلى أنحاء الجسم كما ينبغي. ونتيجة لذلك، لا يتدفق الدم من الأذينين إلى الحجرات السفلية للقلب (البطينين) بطريقة طبيعية.

وعادة، ينبض القلب من 60 إلى 100 مرة في الدقيقة، أما عند المصابين بالرجفان الأذيني فيمكن أن يصل معدل ضربات القلب لديهم إلى 175 نبضة في الدقيقة.

الرجفان الأذيني في حد ذاته لا يشكل خطراً على الحياة. ومع ذلك، فإن عدم انتظام ضربات القلب المرتبطة بالرجفان الأذيني، يمكن أن يتسبب في تجمع الدم بالقلب وربما تشكيل جلطة. ويمكن أن تتحرر الجلطة وتنتقل إلى دماغ الشخص، مسببة سكتة دماغية.

وتفيد تقارير الجمعية الوطنية للسكتة الدماغية (The National Stroke Association) بأن الرجفان الأذيني يزيد من خطر إصابة الشخص بالسكتة الدماغية بنسبة 500 في المائة، وأن السكتات الدماغية المرتبطة بالرجفان الأذيني تسبب وفيات أكثر من السكتات الدماغية الأخرى.

وفقاً لجمعية السكتات الدماغية الأميركية (The American Stroke Association)، فإن تشخيص وعلاج الرجفان الأذيني قد يمنع من 60 إلى 80 في المائة من السكتات الدماغية. في بعض الأحيان، لن يعاني الأشخاص المصابون بالرجفان الأذيني من أي أعراض. ومع ذلك، قد يواجه آخرون واحداً أو أكثر من الأعراض التالية:

• اضطراب نبضات القلب.

• خفقان القلب (سرعة، أو رفرفة، أو قصف).

• دوخة أو دوار.

• ضيق في التنفس، ألم أو ضغط في الصدر، تعب شديد.

الرجفان الأذيني عموماً لا يختفي. يستطيع فريق الرعاية الصحية شرح خيارات العلاج المختلفة والمساعدة في تطوير خطة الرعاية.

يمكن أن يشمل علاج الرجفان الأذيني ما يلي:

• الأدوية: أدوية ضبط معدل ضربات القلب، وأدوية مميعة للدم لمنع تكون جلطات الدم.

• علاج غير جراحي: استخدام القسطرة لتعطيل الإشارات الكهربائية الخاطئة.

• جهاز تنظيم ضربات القلب (pacemaker) هو جهاز صغير يراقب نبضات القلب ويرسل إشارة لتحفيز القلب إذا كان ينبض ببطء شديد.

• الجراحة: عملية القلب المفتوح لتتبع الكهرباء في القلب، مما يسمح للنبض بأن يعود طبيعياً. أو الجراحة طفيفة التوغل باستخدام كاميرا صغيرة للمساعدة في رؤية ما بداخل القلب، مما يسمح بتصحيح عدم انتظام الكهرباء في الغرف العلوية للقلب.

اعتلال عضلة القلب لدى الأطفال أحد الأسباب الرئيسية لتوقف القلب المفاجئ لدى الشباب

تمدد وتسلخ الشريان الأبهر

ويمثل هذا الشهر شهر التوعية أيضاً بتمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري وتسلخ الأبهر.

تفيد تقارير المركز الوطني الأميركي للإحصاءات الصحية بأن هناك ما يقرب من 15 ألف حالة وفاة مرتبطة بشريان الأبهر كل عام، بما في ذلك الشريان الأبهر الصدري والشريان الأبهر البطني. فعندما يشمل تمدد الأوعية الدموية و - أو تسلخ الشريان الأورطي (الشريان الرئيسي الخارج من القلب)، فإن الانتفاخ والتمزق يُعدّ من بين الحالات الأكثر خطورة التي تهدد الحياة. ومع ذلك، يمكن علاج الشريان الأبهر المصاب بنجاح، خصوصاً عند اكتشافه قبل حدوث حالة طارئة.

يوصف تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري (Thoracic Aortic Aneurysm) وتسلخ الأبهر (Aortic Dissection) بأهم أشكال مرض الأبهر (aortic disease).

وعندما تصبح جدران جزء من الأوعية الدموية ضعيفة ورقيقة، يؤدي ذلك إلى انتفاخ أو تضخم الأوعية الدموية وهو ما يسمى عادة تمدد الأوعية الدموية. أما التسلخ فهو تمزيق البطانة الداخلية للأوعية الدموية، ما يتسبب في تسرب الدم بين طبقات جدار الوعاء الدموي. وقد يتمزق تمدد الأوعية الدموية (يُسْلَخ) أو يتمزق تماماً. في ظل ظروف معينة، قد يتم تسلخ الأوعية الدموية حتى في حالة عدم وجود تمدد الأوعية الدموية.

عند التشخيص بتمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري العائلي، أو الصمام الأبهري ثنائي الشرفات، أو وجود تاريخ عائلي، تجب استشارة طبيب القلب أو جراح القلب للخضوع للفحص باستخدام تصوير الأوعية المقطعية (CTA)، لتأكيد التشخيص وعمل المراقبة الطبية بشكل مناسب وتقديم العلاج قبل حدوث تسلخ الأبهر. يعد التحكم في ضغط الدم أمراً مهماً، وكذلك ضبط الأدوية. يوصى أيضاً بتعديل الأنشطة والتمارين وتجنب رفع الأثقال والإجهاد لفترات طويلة، وتجنب التدخين لمنع إصابة جدار الأوعية الدموية للشريان الأبهر وفروعه.

* استشاري طب المجتمع