«آيفون إس إي»: هاتف ذكي متقدم بسعر أرخص

TT

«آيفون إس إي»: هاتف ذكي متقدم بسعر أرخص

لماذا تنفقون المزيد من المال إذا كنتم غير مجبرَين على ذلك؟ يلبي آيفون الجديد iPhone SE (سعره 430 دولاراً) جميع المعايير التي يحتاج إليها معظمنا في جهاز الهاتف الذكي.
هاتف «أساسي»
أعلنت «أبل» عن وصول هاتف آيفون جديد وزهيد إلى المتاجر يضم الأشياء الأساسية التي يحتاج إليها المستهلك في الهاتف الذكي. إذ يضم أحدث إصدار من جهاز آيفون SE شاشة أكثر سطوعاً ومعالجاً سريعاً، وكاميرا عالية النوعية وخدمة بطارية مرضية.
إلا أن معظمنا سيشعرون أن هذه المزايا ليست كافية. إذ وعاماً بعد عام، ينجذب معظم المستهلكين تلقائياً إلى أجهزة الآيفون الاغلى ثمناً التي يتراوح سعرها بين 700 و1100 دولار. وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تزودنا بمزايا فائضة نادراً ما نستخدمها، لم يعد الهاتف مجرد هاتف بالنسبة لمعظمنا، بل أصبح بمثابة استثمار في توقعاتنا العملية والترفيهية والتواصل مع من نحبهم.
باختصار، يمكن القول، إن آيفون SE الجديد من «أبل» يستهدف نوعاً محدداً من المستهلكين: الأشخاص الذين لا يأبهون بالصيحات الاستهلاكية. ينال هذا الجهاز إعجاب المستهلك الذي ينطبق عليه أحد المعايير التالية:
- لا يأبه بالمزايا المتطورة كالسرعات الخلوية الفائقة.
- يعي أن تقنية الهاتف الذكي باتت قديمة وبات من الواجب شراؤها بأسعار أدنى اليوم.
- لا يهمه عدد عدسات أو بكسلات الكاميرا، أو ما إذا كانت الشاشة تعكس حالته المادية العالية للأصدقاء.
- يجدد هاتفه فقط عندما يشعر أنه في حاجة إلى ذلك.
باختصار، يعتبر هذا الآيفون الجديد خياراً مناسباً لأولئك الذين يريدون هاتفاً جيد الأداء وبسعرٍ مقبول. إذا كنتم من هؤلاء، إليكم ما يجب أن تعرفوه عن الآيفون SE الجديد:
مزايا الهاتف
ما هي الأمور التي يمكنكم الحصول عليها من هاتف ثمنه 430 دولاراً؟
استخدمت «أبل» في صناعة هذا الجهاز أفضل الأجزاء المتوفرة في هواتفها الباهظة وحشرتها في هيكل آيفون قديم الطراز يضم زر أساسي وشاشة صغيرة.
> الجيل الخامس للاتصالات. لنبدأ من الأمور الرئيسية... كما أجهزة الآيفون الفاخرة، يضم طراز SE الجديد خدمة اتصال الجيل الخامس 5G، أي الشبكة الأحدث للاتصالات الخلوية. وخلال اختباراتنا التي أجريناها على الجهاز في منطقة «باي آريا»، في سان فرانسيسكو، رصدنا سرعات بيانات في خدمة الجيل الخامس تصل إلى 20 مرة أسرع من خدمات الجيل الرابع أو 4G. قد لا يكون هذا الأمر مثيراً للحماس، ولكنه يعد ميزة مهمة في ظل انتشار الشبكة الجديدة.
> معالج كومبيوتري. يضم الهاتف الجديد أيضاً المعالج الكومبيوتري نفسه الموجود في إصدارات الآيفون 13 الباهظة الثمن. وتبين من خلال اختبار السرعة الذي أجريناه بواسطة تطبيق «غيك بينش» أن الطاقة الحوسبية في الآيفون SE الجديد هي نفسها التي تنتجها أجهزة الآيفون 13؛ ما يعني أن التطبيقات تفتح وتعمل بسرعة وسلاسة عليه.
> خدمة البطارية. يتمتع جهاز SE بنقطة قوة إضافية، وهي خدمة البطارية. زُود إصدارات الأجيال السابقة من آيفون بدءاً من عام 2020 ببطارية متوسطة الأداء تنفد بحلول الساعة السابعة مساءً يومياً، بينما لاحظنا في الاختبارات أن بطارية الإصدار الجديد تدوم حتى وقت النوم.
نقائص طفيفة
ما الذي لن تحصلوا عليه في SE الجديد؟ إذا كنتم مهتمين بمعرفة الأشياء التي يفتقدها SE الجديد مقارنة بالإصدارات الباهظة من آيفون، اقرأوا التالي. ولكن لا تقلقوا؛ لأنها طفيفة.
• الاتصالات الفائقة السرعة. يفتقر الآيفون الزهيد الجديد إلى خاصية التوافق مع وظيفة تقنية «فائق السرعة” من اتصال الجيل الخامس يُعرف باسم «موجات الملّيمتر» «millimeter wave». يستطيع هذا الاتصال البياني، الذي يروج له مزودو خدمة الجيل الخامس كـ«فرايزون» و«إي تي آند تي».، توصيل سرعات خارقة إلى درجة تتيح لمستخدمها تحميل فيلم طويل في ثوانٍ.
ولكن المشكلة في هذه التقنية هي أنها تنتقل لمسافات قصيرة وتواجه مشاكل في اختراق الجدران والعوائق؛ ما يجعل التقاطها أمراً نادراً. هذا يعني أن الأشخاص الذين قرروا شراء الآيفون SE لن يلاحظوا أصلاً أنها غير موجودة.
> الكاميرا. ولكن أبرز مواطن ضعف الجهاز الجديد هي كاميرته مقارنة بالإصدارات الباهظة والحديثة من آيفون التي تضم نظام كاميرا متعدد العدسات قادر على التقاط المزيد من الضوء.
في اختباراتنا، التقط هاتف SE صوراً واضحة وحيوية في ضوء النهار، ولكنه لم يكن على قدر التوقعات في الأوضاع الضوئية المعقدة. ففي صورة التقطتُها لكلابي في مسار مظلل، أنتج الهاتف صورة قليلة التفاصيل وبألوانٍ غير طبيعية مقارنة بالآيفون 13 (700 دولار). كما تفتقر كاميرا هاتف SE أيضاً إلى الوضع الليلي المميز الموجود في الإصدارات الباهظة التي تلتقط صوراً في الظلام. ولكن في هذه الحالة، يمكنكم دوماً الاعتماد على ضوء الفلاش.
> الشاشة. ولا يمكننا أيضاً أن ننسى فارقاً بارزاً آخر هو الشاشة. تبدو شاشة الآيفون SE الجديد (4.7 بوصة) محصورة وقاتمة مقارنة بالهواتف الأخرى التي تأتي بمقاسات تتراوح بين 5.4 و6.7 بوصة. لعل هذا العامل هو الأوضح – وإذا كنتم تعانون من مشاكل في النظر أو تمضون الكثير من الوقت في مشاهدة الفيديوهات، ستفضلون غالباً شاشة أكبر.
الخلاصة
لا بد من تقديم بعض التنازلات عند البحث عن هاتف ذكي بسعرٍ متواضع ولكن الآيفون الجديد يقدم لمستهلكيه نتائج أكثر من مرضية. لا شك في أن الإصدارات الأخرى التي يبدأ سعرها من 700 دولار أفضل، ولكن ليس لدرجة تستحق دفع هذا الفارق في السعر.
ويجدر بنا أن نتذكر أيضاً، أنه توجد هواتف ذكية أخرى منافسة وبسعرٍ مشابه أبرزها «بيكسل 5A» من «غوغل» (400 دولار) الذي يضم نقاط ضعف وقوة مختلفة. فقد وجدنا في اختباراتنا أن هاتف «غوغل» يتميز بشاشة أكبر ويلتقط صوراً أفضل في الأماكن القليلة الضوء، ولكنه في المقابل يقدم أداء أقل سرعة من الآيفون SE ولا يتمتع بالمتانة نفسها.
في النهاية، برع الهاتفان بأداء الوظائف التي يحتاج إليها الناس – أي الاتصال بالإنترنت وإجراء الاتصالات والتقاط الصور – وبسعر أقل من نظرائهما الأغلى ثمناً؛ الأمر الذي لا بد من تقديره في عالمنا الذي يشهد ارتفاعاً صاروخياً في الأسعار.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تكنولوجيا بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تشير دراسة حديثة إلى أن نماذج اللغة الكبيرة تفتقر إلى فهم حقيقي للعالم، إذ تتفوق في مهام ثابتة، لكنها تتعثر مع تغييرات بسيطة، ما يثير تساؤلات حول جدواها.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد زوار في جناح شركة «أميركان إكسبريس السعودية» بمؤتمر «سيمليس» للمدفوعات الرقمية بالرياض (الشركة) play-circle 01:34

«أميركان إكسبريس السعودية»: البنية التحتية المتطورة تدعم زيادة إنفاق السياح

يرى الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس السعودية» أن البنية التحتية المتطورة للمدفوعات الرقمية بالسعودية وزيادة نقاط البيع تعززان إنفاق السيّاح.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا ستحدد انتخابات 2024 كيفية تطوير التكنولوجيا وحماية خصوصية المستخدمين ومستوى التدخل الحكومي في ذلك القطاع (أدوبي)

كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية على مستقبل التكنولوجيا؟

ستتأثر السياسات التكنولوجية بنتائج الانتخابات الأميركية بشكل كبير بسبب اختلاف رؤى كل مرشح حول تنظيم الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات ومكافحة الاحتكار.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا توفر «غاما» منصة ذكية لإنشاء العروض التقديمية بسرعة معتمدة على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التصميم (غاما)

كيف تسهّل منصة «غاما» العروض التقديمية عبر الذكاء الاصطناعي؟

يمكن الآن للمستخدمين تحويل أفكارهم إلى شرائح عرض احترافية وجاهزة في ثوانٍ، ودون عناء التنسيق اليدوي.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)

خاص «ساس»: دمج البيانات الحقيقية والاصطناعية سيقود التحول الرقمي في السعودية

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكد شركة «ساس» التزامها بدعم أهداف رؤية 2030 عبر استثمارات في البحث والتطوير لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (دبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
TT

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

أظهرت نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، مثل النماذج التي يقوم عليها نموذج «GPT-4»، قدرات مذهلة في توليد النصوص، سواء أكان ذلك في كتابة الشعر، أو تأليف المقالات، حتى تقديم حلول برمجية. تُدرَّب هذه النماذج، المعتمدة على بنى معمارية متقدمة تُعرف باسم «المحوّلات» (Transformers)، على توقع تسلسل الكلمات، ما يمكّنها من الاستجابة للمطالبات بطرق تحاكي فهماً يشبه البشري. ومع ذلك، تشير أبحاث حديثة إلى أن هذه النماذج، على الرغم من قدراتها المثيرة للإعجاب، قد لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم.

خريطة لمدينة نيويورك الأميركية (أدوبي)

التنقل في مدينة نيويورك دون خريطة

في دراسة حديثة قادها آشِش رامباتشان، أستاذ مساعد في الاقتصاد وباحث في مختبر نظم المعلومات واتخاذ القرار بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (LIDS)، قام الباحثون باختبار مدى قدرة نموذج لغوي مبني على «المحوّلات» على التنقل في مدينة نيويورك. وبينما أظهر النموذج دقة عالية في تقديم توجيهات دقيقة خطوة فخطوة عبر شبكة شوارع المدينة، تراجع أداؤه بشكل كبير عندما تمت إضافة عراقيل مثل إغلاق بعض الشوارع والتحويلات.

وعندما حلّل الباحثون أنماط التنقل التي أنتجها النموذج، اكتشفوا أن «خرائط» مدينة نيويورك التي كوّنها النموذج كانت تحتوي على مسارات غير واقعية، مثل شوارع غير موجودة وروابط غير دقيقة بين تقاطعات متباعدة. هذا الاكتشاف أثار تساؤلات حول حدود هذه النماذج، خاصة في البيئات التي تتطلب دقة كبيرة.

التداعيات في العالم الحقيقي

تنطوي هذه القيود على تداعيات هامة. فعلى الرغم من أن نماذج الذكاء الاصطناعي تبدو قادرة على التعامل مع مهام معقدة، فإن أداءها قد يتراجع بشكل كبير عندما تتغير المتغيرات البيئية، ولو بشكل بسيط. على سبيل المثال، قد يتمكن النموذج من التنقل في خريطة ثابتة لمدينة نيويورك، لكنه يتعثر عند مواجهة تحديات غير متوقعة، مثل إغلاق الشوارع. ويحذر فريق البحث من أن استخدام هذه النماذج في تطبيقات حقيقية قد يؤدي إلى فشل غير متوقع إذا واجهت سيناريوهات خارجة عن بيانات التدريب.

لعبة «أوثيللو» هي لعبة ألواح استراتيجية يشارك فيها لاعبان يلعبان على لوح مقسم إلى 8 × 8 مربعات غير مختلفة اللون (أدوبي)

مقاييس لتقييم الفهم

لمزيد من التعمق في مدى قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على تكوين «نماذج للعالم»، أي تمثيلات داخلية للقواعد والهيكليات، طوّر الفريق مقياسين جديدين للتقييم، هما «تمييز التسلسل» و«ضغط التسلسل».

يقيس «تمييز التسلسل» قدرة النموذج على التمييز بين سيناريوهات مختلفة، مثل تمييز موضعين مختلفين على لوحة لعبة «أوثيللو». ويقيّم المقياس ما إذا كان النموذج يفهم أن مدخلات مختلفة تحمل دلالات مختلفة.

أما مقياس «ضغط التسلسل» فيقيّم قدرة النموذج على إدراك الحالات المتطابقة، مثل وضعين متطابقين على لوحة لعبة «أوثيللو»، ويفهم أن خطوات التحرك التالية من كل وضع يجب أن تكون متشابهة.

قام الفريق باختبار هذه المقاييس على فئة معينة من المسائل تشمل تسلسلاً محدداً من الحالات والقواعد، مثل التنقل في شبكة شوارع أو لعب «أوثيللو». من خلال هذه التقييمات، سعى الباحثون لفهم ما إذا كانت النماذج قد طوّرت بالفعل نماذج منطقية للعالم.

العشوائية قد تؤدي إلى فهم أعمق

كشف البحث عن نتيجة غير متوقعة، حيث أظهرت النماذج التي دربت على تسلسلات عشوائية قدرة أكبر على بناء نماذج داخلية دقيقة مقارنة بتلك التي دربت على بيانات منظمة. على سبيل المثال، في لعبة «أوثيللو»، كانت النماذج المدربة على حركات عشوائية قادرة على التعرف على جميع الحركات الممكنة، حتى الحركات غير المثلى التي لا يلجأ إليها اللاعبون المحترفون.

وأوضح كيون فافا، الباحث الرئيسي وأستاذ زائر في جامعة هارفارد، أنه «من الناحية النظرية، عندما يتم تدريب النموذج على حركات عشوائية، فإنه يرى مجموعة كاملة من الاحتمالات، بما في ذلك الخيارات غير المحتملة». ويبدو أن هذا التعرض الواسع «يساعد النموذج في تكوين نموذج أكثر دقة للعالم، وإن لم يلتزم بالأسلوب الأمثل».

ورغم هذه النتائج، لم يستطع أي من النماذج تكوين نموذج منطقي متكامل للعالم في مهمة التنقل. وعندما أضاف الباحثون تحويلات إلى خريطة نيويورك، فشلت جميع النماذج في التكيف. وأشار فافا إلى أن «التراجع في الأداء كان مفاجئاً؛ إغلاق واحد في المائة فقط من الشوارع تسبب في انخفاض الدقة بشكل حاد، من أداء شبه مثالي إلى 67 بالمائة فقط».

تراجع أداء نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير عندما تتغير المتغيرات البيئية ولو بشكل بسيط (أدوبي)

بناء نماذج للعالم موثوقة

تسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على تحدٍ كبير، يتمثل في أنه عندما تبدو المحوّلات قادرة على أداء مهام معينة، فإنها قد تفتقر إلى الفهم الأساسي للقواعد. وشدّد رامباتشان على ضرورة الحذر، قائلاً: «غالباً ما يفترض الناس أنه بما أن هذه النماذج تحقق نتائج رائعة، فلا بد أنها طوّرت فهماً جوهرياً للعالم. لكن دراستنا تشير إلى أننا بحاجة إلى النظر في هذا الافتراض بعناية وعدم الاعتماد على الحدس فقط».

ويخطط الباحثون لتوسيع دراستهم لتشمل تحديات أكثر تعقيداً حيث قد تكون القواعد غير معروفة كلياً أو متغيرة. وباستخدام مقاييسهم التقييمية على هذه المجالات، يأملون في فهم حدود نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل وتوجيه تطويرها في المستقبل.

تداعيات أوسع وأهداف مستقبلية

تتجاوز تداعيات هذا البحث فهم العالم الافتراضي، وتمس التطبيقات العملية. إذا كانت نماذج الذكاء الاصطناعي غير قادرة على تكوين نماذج داخلية دقيقة للعالم، فإن ذلك يثير تساؤلات حول استخدامها في مجالات تتطلب منطقاً دقيقاً، مثل القيادة الذاتية، والأبحاث العلمية، والتخطيط اللوجستي. ويقول الباحثون إن الحاجة ملحة لإعادة التفكير في كيفية تدريب هذه النماذج وتقييمها لتكون أكثر تكيفاً وموثوقية.

هذا البحث مدعوم من قبل عدة مؤسسات، بما في ذلك مبادرة علوم البيانات في جامعة هارفارد، ومؤسسة العلوم الوطنية، ومؤسسة ماك آرثر. سيتم عرض الدراسة في مؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية، حيث سيواصل الباحثون مناقشة تعقيدات نماذج الذكاء الاصطناعي واستكشاف مسارات جديدة لتطويرها.