علماء يعتقدون بوجود «كون مضاد» لكونناhttps://aawsat.com/home/article/3542766/%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-%C2%AB%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF%C2%BB-%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%86%D8%A7
العلماء قالوا إن الكون الآخر هو بمثابة «صورة معكوسة لكوننا» (رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
علماء يعتقدون بوجود «كون مضاد» لكوننا
العلماء قالوا إن الكون الآخر هو بمثابة «صورة معكوسة لكوننا» (رويترز)
تقترح نظرية جديدة وجود «كون مضاد» لكوننا يعود إلى الوراء في الزمن. وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أشار فريق دولي من علماء الفيزياء النظرية إلى أن النظرية الكامنة وراء الدراسة تعتمد على ما يُعرف في الفيزياء باسم التناظرات الأساسية الثلاثة في الطبيعة وهي: الشحنة، حيث إن قلب شحنة الجسيم في تفاعل معين ينتج عنه شحنة متساوية ومعاكسة. والتكافؤ، لأن الصورة المعكوسة لتفاعل الجسيمات ستبدو مماثلة للصورة الأصلية. والوقت، لأن التفاعلات التي تسير إلى الوراء في الزمن تبدو مماثلة للتفاعلات الأصلية. ويُعرف هذا التناظر الأساسي باسم تناظر «CPT». ويقول العلماء إن هذه التماثلات الأساسية الثلاثة تشير إلى وجود كون بمثابة «صورة معكوسة لكوننا»، من شأنه أن يكون عكس كوننا تماماً، مما يعني أنه سيكون ممتلئاً بجسيمات معكوسة ومشحونة بشكل معاكس والتي تعود إلى الوراء في الوقت. ويمكن للنظرية أيضاً أن تلقي الضوء على غموض المادة المظلمة -التي يُقال إنها تشكل 95% من كوننا، لكنها غير مرئية تماماً بالنسبة لنا. ففي هذا الكون المضاد، ستتكون المادة المظلمة بشكل أساسي من نوع جديد من النيوترينو، الجسيمات عالية الطاقة ومنخفضة الكثافة التي لا تحمل شحنة موجبة أو سالبة. ووفقاً للعلماء، هناك ثلاثة أنواع معروفة من النيوترينوات وكلها تدور إلى اليسار، في حين أن جميع الجسيمات المعروفة الأخرى لها اختلافات في الدوران يميناً ويساراً، وقد يعني ذلك وجود نيوترينوات يمينية في مكان ما لا يمكننا اكتشافه، وهو «الكون المضاد». وتم نشر تفاصيل هذه النظرية الجديدة في مجلة «Annals of Physics».
إمساك في السماء وإفطار بين السُّحب… حكايات رمضانية من قُمرة القيادةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5120431-%D8%A5%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%83-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A5%D9%81%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8F%D8%AD%D8%A8%E2%80%A6-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%82%D9%8F%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9
إمساك في السماء وإفطار بين السُّحب… حكايات رمضانية من قُمرة القيادة
من داخل قمرة القيادة قائدا الطائرة يترقبان غروب الشمس الكامل لإعلان الإفطار (الشرق الأوسط)
في سماءٍ تعلو 30 ألف قدمٍ، حيث تتغيَّر الأوقات ويتبدَّل الشروق والغروب بسرعة تفوق إدراك الإنسان على الأرض، يعيش الملاحون تجربة صيام مختلفة، تعتمد على حسابات دقيقة ومعادلات فيزيائية، لضبط أوقات الإمساك والإفطار في ظل التَّحليق بسرعات عالية، وعبور مناطق زمنية متعددة.
التحدي الأكبر
يشرح الكابتن علي الشهري، مدير أسطول طائرات «البوينغ» في «الخطوط السعودية»، كيف أن تحديد أوقات الفجر والمغرب أثناء الطيران ليس بالأمر البسيط؛ إذ تؤثر عوامل عدّة على هذه الحسابات، من بينها الارتفاع عن سطح البحر. فكلما زاد الارتفاع زاد انكسار ضوء الشمس؛ ما يؤثر على توقيتَي الفجر والغروب، كما أن الطائرة إذا كانت متجهة إلى الشرق، فالشروق يحدث مبكراً، والعكس صحيح عند توجُّهها غرباً. أيضاً هناك سرعة الطائرة؛ فالسفر بسرعات عالية قد يجعل الشمس تغيب أو تشرق أسرع من المعتاد. وإذا أقلعت الطائرة قريبة من وقت الفجر أو المغرب، فإن الحسابات تختلف كلياً، وأخيراً تاريخ الرحلة فاختلاف طول النهار بين الصيف والشتاء يلعب دوراً مهماً في مدة الصِّيام.
ولحسم هذه التحديات، يلجأ الطيارون المسلمون إلى التكنولوجيا الحديثة؛ إذ طوّر الكابتن محمد جايل العتيبي تطبيق «Muslim Pilot»، الذي يعتمد على خوارزميات دقيقة لتحديد أوقات الصَّلوات والإفطار خلال الرحلات الجوية. يقول الكابتن الشهري: «هذا التطبيق أصبح أداةً لا غنى عنها للطيارين المسلمين حول العالم؛ إذ يمكّنهم من حساب أوقات الصلوات والإفطار بدقة متناهية، حتى في ظل التنقل بين خطوط الطول المختلفة».
قائد طائرة «الخطوط السعودية» يتناول تمرة الإفطار أثناء رحلته الجوية (الشرق الأوسط)
تأثير الارتفاع والاتجاه على موعد الإفطار
يرتبط وقت غروب الشمس على الأرض بزاوية انحدارها تحت الأفق، التي تبلغ نحو 0.83333 درجة عند مستوى سطح البحر. ولكن على ارتفاع 30 ألف قدم، يمكن أن تصل هذه الزاوية إلى 3 درجات؛ ما يؤدي إلى تأخير الغروب لبضع دقائق إضافية، تصل أحياناً إلى 15 دقيقة.
وهذا يعني أنه عندما يرى المسافرون في الأرض الشمس قد غربت، قد يظل الطيارون يرونها في الأفق لبعض الوقت؛ ما يستوجب انتظار التأكد من الغروب الكامل قبل الإفطار.
قائد طائرة «الخطوط السعودية» يردد دعاء الإفطار (الشرق الأوسط)
اتجاه الطائرة هو عامل رئيسي في حساب مواقيت الصلاة والصيام. فإذا كانت الطائرة تتجه شرقاً، فإن النهار يصبح أقصر، حيث تقترب الطائرة من الشروق التالي بسرعة أكبر. أما عند التوجه غرباً، فإن الطائرة «تهرب» من الغروب؛ ما يطيل ساعات النهار، وقد يجعل الصِّيام أصعب وأطول.
يقول الكابتن الشهري: «في بعض الرحلات المتجهة غرباً، يمكن أن يزيد طول النهار إلى 24 ساعة أو أكثر؛ ما يجعل الصيام غير ممكن، وهذا يتطلَّب من الطيارين استخدام رخصة الإفطار وفق الفتاوى الشَّرعية».
أقصر مدة للصِّيام
في الرحلات المتجهة شرقاً، خصوصاً خلال فصل الشتاء، قد يكون النهار قصيراً جداً. على سبيل المثال، رحلة من جدَّة إلى مانيلا (الفلبين)، حين تقلع الساعة 06:00 صباحاً بتوقيت السعودية، تصل إلى لحظة الغروب فوق كمبوديا بعد نحو 8 ساعات، أي نحو الساعة 14:00 بتوقيت السعودية، ما يجعل مُدَّة الصِّيام قصيرة نسبياً.
متى يكون الصِّيام مستحيلاً؟
يقول الكابتن الشهري: «في رحلات الصيف الطويلة من السعودية إلى أميركا، التي تستغرق 13 أحياناً، قد يُقلع الطيارون بعد الفجر بخمس ساعات، ويصلون إلى أميركا بعد الظهر، ليتبقَّى على المغرب نحو 6 ساعات. عند حساب ذلك، قد يصل طول النهار إلى 24 ساعة، وأحياناً أكثر؛ ما يجعل الصِّيام غير ممكن عملياً؛ لذا يُلجأ إلى رخصة الإفطار».
التعامل مع الظروف الصعبة
وحسب الكابتن الشهري، فإن في بعض الحالات، قد تُصادف الطائرة سُحُباً كثيفة تحجب رؤية الشمس؛ ما يجعل تحديد أوقات الفجر أو الغروب صعباً. في هذه الحالات، يعتمد الطيارون على تطبيق «Muslim Pilot»، كما يتبعون قاعدة الاحتياط الشرعي بتقديم وقت الإمساك وتأخير الإفطار؛ لضمان صحة الصيام وفق الفتاوى الإسلامية».
بين السماء والأرض... الصِّيام في عالم متغير
في النهاية، يظلُّ صيام الملاحين تجربة مختلفة، حيث تتداخل قوانين الفيزياء مع الأحكام الشرعية، ليُصبح ضبط الوقت تحدياً يومياً في رحلات تمتد لآلاف الكيلومترات. وفي حين يواجه الصائمون على الأرض فروقاً زمنية بسيطة، يعيش الطيارون في عالم تتبدَّل فيه الأوقات كل لحظة؛ ما يجعلهم في حاجة دائمة إلى العِلم والدِّقة والتقنية، ليؤدوا عباداتهم وسط سماء لا حدود لها.