اكتشاف 5 مقابر أثرية لكبار رجال الدولة غرب القاهرة

تتميز بنقوشها وتعود لعصر الانتقال الأول

وزير السياحة والآثار يتفقد إحدى المقابر المكتشفة في سقارة (وزارة السياحة والآثار)
وزير السياحة والآثار يتفقد إحدى المقابر المكتشفة في سقارة (وزارة السياحة والآثار)
TT

اكتشاف 5 مقابر أثرية لكبار رجال الدولة غرب القاهرة

وزير السياحة والآثار يتفقد إحدى المقابر المكتشفة في سقارة (وزارة السياحة والآثار)
وزير السياحة والآثار يتفقد إحدى المقابر المكتشفة في سقارة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، أمس، اكتشاف 5 مقابر أثرية، بمنطقة آثار سقارة، بالجيزة (غرب القاهرة) تخص كبار الدولة في فترة الدولة القديمة (2686 - 2181) قبل الميلاد، وعصر الانتقال الأول (2181 - 2055) قبل الميلاد، أي أكثر من 4600 عام، وتتميز بنقوشها الملونة، ومن المقرر أن تنظم الوزارة جولة صحافية بموقع الكشف يوم السبت المقبل للتعرف على تفاصيله.
وتفقد الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، أمس، أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة الواقعة شمال غربي هرم الملك «مرنرع» بسقارة، حيث تم «العثور على خمس مقابر منقوشة، بداخلها عدد من الدفنات واللقى الأثرية، ترجع لفترة الدولة القديمة، وعصر الانتقال الأول»، مشيراً إلى «كثرة الاكتشافات الأثرية التي شهدتها منطقة سقارة خلال السنوات الأخيرة الماضية»، بحسب بيان صحافي.
الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أكد «أهمية الكشف الأثري»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الاكتشاف يساهم في إعادة كتابة تاريخ مصر في عصر الانتقال الأول، والذي ما زالت بعض تفاصيله غامضة، وذلك من خلال توفير معلومات عمن عاشوا وحكموا في تلك الفترة»، موضحاً أن «عصر الانتقال الأول فترة مهمة من تاريخ مصر شهدت انهياراً للدولة، سياسياً واقتصادياً، حيث استقل حكام الأقاليم بالحكم في أقاليمهم، وانهار الاقتصاد نتيجة استنزاف موارد الدولة في بناء الأهرامات في الدولة القديمة، وقلة فيضان النيل، وتأثير ذلك على الزراعة».
ومنطقة آثار سقارة هي جزء من جبّانة منف، وتبعد عن القاهرة نحو 40 كم، غرباً، وترجع تسميتها إلى المعبود «سُكر»، أحد معبودات مصر القديمة، وتعدّ منطقة آثار سقارة بمثابة متحف مفتوح، حيث تضم آثاراً من مختلف الحقب التاريخية المتعاقبة على مصر.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة العاملة في المنطقة، في بيان صحافي، أن «المقبرة الأولى من بين المقابر المكتشفة تخص شخصاً يدعى (إيري) من أحد كبار رجال الدولة، وتتكون من بئر تؤدي إلى غرفة دفن منقوشة الجدران، صوّر عليها العديد من المناظر الجنائزية، منها مناظر لموائد القرابين، وواجهة القصر، وأواني الزيوت السبعة، ويوجد بها تابوت ضخم من الحجر الجيري، ومجموعة من القطع المنقوشة التي تخص صاحب المقبرة»، مشيراً إلى أن «البعثة الأثرية تعمل حالياً على تنظيف المقابر المكتشفة، وتوثيقها أثرياً».
وترجع المقبرة الثانية لزوجة شخص يدعى «يارت»، وهي عبارة عن بئر مستطيلة الشكل، أما المقبرة الثالثة فتخص شخصاً يدعى «ببي نفرحفايي»، كان يشغل مناصب عدة، منها السمير الأوحد، والمُشرف على البيت العظيم، والكاهن المُرتل، ومطهر البيت، بينما تخص المقبرة الرابعة سيدة تدعى «بيتي»، وحملت ألقاب مزينة الملك الوحيدة، وكاهنة المعبودة «حتحور»، وهي عبارة عن بئر مستطيلة الشكل تقع على عمق 6 أمتار تحت سطح الأرض، وترجع المقبرة الخامسة لشخص يدعى «حنو»، وتتكون من بئر مستطيلة الشكل تقع على عمق نحو 7 أمتار، ومن بين ألقابه المشرف على القصر الملكي، والسمير الأوحد، والأمير الوراثي، والعمدة، والمُشرف على البيت العظيم، وحامل أختام الوجه البحري، والمشرف على البستان.
ويعتبر هرم زوسر المدرج، أشهر آثار سقارة، لكونه أقدم بناء حجري في التاريخ، وتضم منطقة آثار سقارة، مقابر لملوك وكبار موظفي الأسرتين الأولى والثانية، إضافة إلى أهرامات لأهم الملوك في الأسرتين الخامسة والسادسة، من بينها هرم الملك ونيس، أول من نقش غرفة دفنه بنصوص الأهرام، والتي كان الهدف منها حماية الملك خلال رحلته في العالم الآخر، وتضم منطقة سقارة أيضاً مقابر كبار رجال الدولة القديمة الملكية، وعصر الانتقال الأول والدولة الوسطى، (2055 - 1650 ق.م)، والدولة الحديثة (1550 - 1069 ق.م)، والتي تتميز بأسلوبها المعماري المختلف عما كان متعارفاً عليه في طيبة، من بينها مقبرة الملك حور محب (1323 - 1295 قبل الميلاد).
ومن أهم ما تتميز به سقارة مدفن العجل المقدس أبيس والمسمى بالسرابيوم، والذي استمر استخدامه منذ الأسرة الثامنة عشرة حتى العصر البطلمي. ولا يقتصر تاريخ سقارة على التاريخ الفرعوني، بل تضم آثاراً قبطية مثل دير الأنبا إرميا جنوب شرقي المجموعة الهرمية للملك زوسر، والذي ظل مستخدماً حتى القرن العاشر الميلادي.
وعلى مدار السنوات الماضية كانت منطقة سقارة مسرحاً للعديد من الاكتشافات الأثرية، من بينها الكشف عن مئات التوابيت الآدمية الملونة بداخلها مومياوات، في حالة جيدة من الحفظ، لكبار رجال الدولة والكهنة من الأسرة الـ26، والذي تم اختياره من أفضل 10 اكتشافات أثرية في العالم لعام 2020، إضافة إلى اكتشاف مقبرتين من عصر الأسرة الخامسة للكاهن المطهر «واح تي» والمشرف علي القصر الملكي «خوي» وعدد من المقابر الخاصة بالقطط.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».