تحتفل نقابة التشكيليين المصريين، بيوم المرأة العالمي، وشهر المرأة، هذا العام بمعرض «المبدعات»، الذي يضم مشاركات من 65 فنانة مصرية وإيطالية، شاركن بأعمال عديدة، ذات أحجام متفاوتة، تنوعت بين النحت والتصوير الزيتي، والكولاج، والطباعة، والكومبيوتر غرافيك، والتصوير الجداري، والأعمال الخزفية، والتركيبية.
وازدحمت القاعة الدائرية الكبرى، بمقر النقابة بدار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة)، مساء أول من أمس، بالمشاركات، ومحبي الفن التشكيلي، خلال افتتاح المعرض، الذي حضره المستشار الثقافي الإيطالي الدكتور ديفيد اسكلماني، ونقيب التشكيليين الدكتورة صفية القباني، وصورت لوحات «المبدعات» حالات المرأة المختلفة من حزن وفرح وضيق وهزيمة وانتصار وكفاح من أجل تحقيق أحلامها، وطموحاتها في المجتمع، أينما حلت بروحها المبهجة، القوية والرقيقة في ذات الوقت.
عمل لمنى رفعت
وتقول قوميسير المعرض الدكتورة حنان سمير عضو مجلس إدارة النقابة لـ«الشرق الأوسط» إن «النقابة فكرت في إقامة المعرض لفناناتها في مثل هذا اليوم، ليكون تكريماً للتشكيليات المصريات، ولإبراز دورهن ومساهماتهن الكبيرة في مجالات الفن منذ جيل الرواد، إنجي أفلاطون، وتحية حليم، وجاذبية سري، وعفت ناجي وعايدة عبد الكريم، واللواتي قدمن أعمالاً مبهرة صورن خلالها كفاح المرأة وما تقوم به من أعمال مهمة في المجتمع المصري، سواء كان داخل المنزل أو خارجه في مجالات العمل المختلفة».
ويشارك في المعرض المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي، فنانات من جيل الوسط، بجانب عدد كبير من الفنانات الشابات ليعبر عن تواصل الأجيال، ومن بين الفنانات المصريات المشاركات في المعرض، نازلي مدكور ورباب نمر وميرفت السويفي وزينب سالم وسامية الشيخ وجيهان فوزي وإيمان كامل وميسون قطب وفيروز سمير وزينب نور، وريهام الشربيني ونيها حتة، ورانيا الحلو وعلية عبد الهادي وميرفت شراباش.
الفنانة رانيا الحلو، التي تشارك بثلاث لوحات، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أقدم مجموعة عنوانها (أرواح داخل أو خارج الإطار)، اخترت فيها رمزاً من رموز مصر الفرعونية، وهو الـ(با) الممثل للروح التي تترك مقبرة الموتى أثناء النهار، وتتحرك بين الناس، ثم تعود للميت مرة أخرى».
وقد غيرت الحلو في لوحاتها الثلاث شكل الطائر، ووضعت رأس آدمي على جسم هدهد، والذي تعتبره من الطيور القريبة جداً من قلبها، وأعطت الحلو اللوحات الثلاثة اسم أشجار (تحوت)، وهي أشجار الدوم المعروفة، والتي ترمز للحكمة والعلم والموعظة، وتعبر عن الحياة في العالم الآخر، وما فيها من أسرار.
لوحة لصفية القباني
وشاركت الفنانة التشكيلية نيها حتة، بلوحة عنوانها «رفقاً بالقوارير»، وهي تعبير مباشر عن المرأة بصورة عامة، وذكرت لـ«الشرق الأوسط» أنها استخدمت الفخار كثيمة شكلتها في صور مختلفة، لتعبر بها عن حالات المرأة، وأوضاعها، التي تعيشها ولحظاتها المتباينة بين السعادة والتعاسة، والشباب والنضج، والمسؤولية والقدرة على القيادة، والضعف، وكل ما تمر به المرأة من حالات إنسانية متباينة.
أما الفنانة الإيطالية أنتونيلا ليوني فقد شاركت بلوحة كبيرة نقلتها من الواقع، كانت في الأصل صورة قامت بالتقاطها لبائع في السوق صادفته نائماً على قفص فاكهته، وقتها كانت تريد أن تدخل في أحلامه، وبعد أن التقطت ليوني الصورة، وعادت لمنزلها زادت دهشتها أكتر وقررت أن تجعل منها لوحة تصور فيها ما شعرت به، وما تمنته حين شاهدت الرجل نائماً، وفي اللوحة رسمت الفنانة الإيطالية الرجل غائماً تحت سديم من الألوان في فضاء وكأنه يرتفع بأحلامه عن الواقع وما به من مشكلات، ثم كتبت فوقه بيت شعري لأبي تمام يقول فيه «كم منزل في الأرض يألفه الفتى، وحنينه أبداً لأول منزل».
وأشارت ليوني إلى أن اللوحة مرسومة بالطريقة التي تحبها وهي «الأيبرو»، حيث يكون الرسم بداية على الماء، وتنقله على لوحة من ورق البردي، تعطيه الرسم بتعرجاتها طابعاً يعبر عن حالة الرجل وحياته ومتاعبه وسعيه للراحة وهروبه منه بالنوم حتى لو كان وسط ضجيج الأسواق.