أسعار النفط ترتفع مع تصاعد العقوبات على روسيا

«الطاقة الدولية» تعقد اجتماعاً وزارياً استثنائياً اليوم

ترتفع المخاوف في الأسواق من استقرار أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل (رويترز)
ترتفع المخاوف في الأسواق من استقرار أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل (رويترز)
TT

أسعار النفط ترتفع مع تصاعد العقوبات على روسيا

ترتفع المخاوف في الأسواق من استقرار أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل (رويترز)
ترتفع المخاوف في الأسواق من استقرار أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل (رويترز)

قفزت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، مع فرض حلفاء غربيين المزيد من العقوبات على روسيا وعزل بنوك روسية معينة عن نظام سويفت العالمي للمدفوعات المالية بين البنوك، ما قد يتسبب في تعطل شديد لصادراتها النفطية.
وارتفع خام برنت 4.16 دولار، أو ما يعادل 4.3 في المائة، إلى 102.09 دولار الساعة 0915 بتوقيت غرينتش بعد أن سجل أعلى مستوى عند 105.07 دولار للبرميل في التعاملات المبكرة. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.19 دولار، أو 4.6 في المائة، إلى 95.78 دولار للبرميل بعد أن وصل إلى 99.10 دولار في التعاملات المبكرة.
يأتي هذا وسط مساعٍ أوروبية وأميركية وهندية للإفراج عن كميات من الاحتياطيات النفطية، لتهدئة الأسعار.
وقال دانييل هاينز الخبير الاستراتيجي للسلع الأساسية لدى إيه إن زد، وفق رويترز: «الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وأوروبا لعزل بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت أثارت مخاوف من تعطل الإمدادات... في المدى القريب».
ومن المقرر أن تعقد وكالة الطاقة الدولية اجتماعاً وزارياً استثنائياً اليوم الثلاثاء، لبحث تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على إمدادات النفط.
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية في تغريدة على تويتر أمس: «سنعقد اجتماعاً وزارياً استثنائياً غداً لبحث تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على المعروض النفطي وكيف يمكن لأعضاء وكالة الطاقة الدولية لعب دور في تحقيق استقرار أسواق الطاقة».
وقد تعهدت الوكالة التي مقرها باريس بحماية أمن الطاقة العالمية في أعقاب الغزو الروسي الذي أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط.
تواجه صادرات روسيا من جميع السلع، من النفط إلى الحبوب، اضطراباً شديداً بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات صارمة على موسكو وعزلت بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت. ويمثل النفط الروسي نحو 10 في المائة من إمدادات النفط العالمية.
ومع استمرار الحرب على أوكرانيا، من المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاؤها، وهي مجموعة معروفة معا باسم أوبك بلس، في الثاني من مارس (آذار) المقبل. ومن المتوقع أن تلتزم المجموعة بخطط ضخ 400 ألف برميل يومياً من الإمدادات في أبريل (نيسان).
وقبيل الاجتماع، خفضت أوبك بلس توقعاتها لفائض سوق النفط لعام 2022 بنحو 200 ألف برميل يومياً إلى 1.1 مليون برميل يومياً، ما يؤكد نقص المعروض في السوق.
وفي غضون ذلك، أظهر تقرير منفصل أن أوبك بلس أنتجت في يناير (كانون الثاني) أقل من أهدافها المتفق عليها بواقع 972 ألف برميل يومياً. وقال هاينز: «السوق تتسم بنقص شديد في المعروض مع بذل منتجي أوبك بالفعل جهوداً مضنية لزيادة الإنتاج أيضاً، وهو ما يعني أن أي مشكلة تتعلق بالإمدادات الروسية ستؤثر بشكل كبير في السوق».
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد، أن بلاده ملتزمة باتفاق تحالف «أوبك بلس» حول كميات إنتاج النفط والذي تقوده إلى جانب روسيا.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الطرفين بحثا خلال اتصال هاتفي «الأوضاع في أوكرانيا (...) وأثر الأزمة على أسواق الطاقة»، مضيفة: «أكد سمو ولي العهد حرص المملكة على استقرار وتوازن أسواق البترول والتزام المملكة باتفاق أوبك بلس».
على صعيد موازٍ، قالت شركة بي بي النفطية البريطانية، إنها قررت التخارج من حصتها البالغة 19.75 في المائة من عملاق النفط الروسي روسنفت بعد أن غزت روسيا أوكرانيا. ويشكل القرار نهاية مفاجئة ومكلفة لثلاثين عاماً من العمل في الدولة الغنية بالنفط.
ولم تكشف بي بي كيف تعتزم التخارج من حصتها التي قالت إنها سينتج عنها تكلفة تصل إلى 25 مليار دولار بنهاية الربع الأول. وتشارك روسنفت بنحو نصف احتياطات بي بي من النفط والغاز ونحو ثلث الإنتاج.
وقال برنارد لوني الرئيس التنفيذي لبي بي، الذي سيتنحى عن موقعه في مجلس إدارة روسنفت، في بيان: «شعرت بصدمة عميقة وحزن من الموقف الذي يتكشف في أوكرانيا وقلبي مع كل من تضرروا من ذلك. هذا ما دفعنا لإعادة النظر في موقف بي بي مع روسنفت».
وقالت بي بي إن الخطوة وأثرها المالي لن يؤثرا على أهدافها المالية قصيرة وطويلة الأمد في إطار استراتيجيتها للتحول بعيداً عن النفط والغاز إلى أنواع الوقود منخفضة الكربون والطاقة المتجددة.


مقالات ذات صلة

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يتجول الناس حول الحي المالي بالقرب من بورصة نيويورك (رويترز)

استطلاع: توقعات النمو العالمي تصل إلى 3.1 % في 2024

من المتوقَّع أن يحافظ النمو الاقتصادي العالمي على وتيرته القوية، العام المقبل؛ حيث ستقوم البنوك المركزية الكبرى بتقليص الفائدة، في ظل أداء قوي للاقتصاد الأميركي

«الشرق الأوسط» (لندن)

«معادن» السعودية تتحول إلى الربحية في الربع الثالث بدعم من المبيعات

جناح الشركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)
جناح الشركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)
TT

«معادن» السعودية تتحول إلى الربحية في الربع الثالث بدعم من المبيعات

جناح الشركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)
جناح الشركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)

تحوّلت شركة «التعدين العربية السعودية (معادن)»، إلى الربحية بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، محققة صافي ربح بنحو مليار ريال تقريباً (266 مليون دولار)، مقارنة مع خسائر قدرها 83 مليون ريال (22 مليون دولار)، في الفترة المماثلة من العام الماضي.

وأرجعت الشركة في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية الرئيسية (تداول)، أسباب النمو إلى ارتفاع إجمالي الربح بمقدار 1.474 مليار ريال، أي ما نسبته 159 في المائة، نتيجة زيادة الأسعار وحجم المبيعات وانخفاض مصاريف الاستهلاك.

وإضافة إلى ذلك، ساهمت مطالبة التأمين المستلمة خلال الربع، لإعادة تبطين الخلايا داخل مصانع المصهر بمبلغ 94 مليون ريال، في دعم الربحية خلال الربع الحالي. وقابل هذه الزيادة في صافي الربح جزئياً ارتفاع المصاريف التشغيلية، بما في ذلك مخصص خسارة الائتمان المتوقعة.

وارتفعت المبيعات خلال الربع الحالي بمقدار 1.819 مليار ريال، ومعدل 29 في المائة، مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار بيع المنتجات لجميع المنتجات. إضافة إلى ارتفاع حجم المبيعات لجميع المنتجات، باستثناء الألومينا والألمنيوم الأساسي والذهب.

وعلى أساس فصلي، تراجع صافي الربح بنسبة 5 في المائة، نتيجة ارتفاع المصاريف التشغيلية، بما في ذلك مخصص خسارة الائتمان المتوقعة، وانخفاض دخل التأمين. وقابل هذا الانخفاض جزئياً ارتفاع إجمالي الربح، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار وحجم المبيعات، وانخفاض تكلفة التمويل، وتراجع صافي مصروف الزكاة وضرائب الدخل ورسوم الامتياز.

وارتفعت المبيعات على أساس فصلي بنسبة 12 في المائة، وبمقدار 861 مليون ريال، بسبب نمو أسعار البيع لجميع المنتجات باستثناء المدرفلة المسطحة. وكذلك ارتفعت المبيعات نتيجة نمو حجم المبيعات لجميع المنتجات، باستثناء الألومينا والألمنيوم الأساسي والذهب.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«معادن»، روبرت ويلت: «كشفنا خلال هذا الربع عن عدد من الإعلانات الاستراتيجية المهمة، التي من شأنها رسم معالم مستقبل وحدة أعمالنا في مجال الألمنيوم، وترسيخ مكانة الشركة في قطاع التعدين، بوصفه الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي».

وأضاف: «لا شك في أن الاتفاقيات التي أبرمناها مع (ألكوا) و(سابك) ستسهم في مسيرتنا التنموية، فمن خلال ترقية شراكتنا طويلة الأمد مع (ألكوا) والاستحواذ على كامل حصة الملكية ضمن شركتي إنتاج الألمنيوم لدينا، وهما (معادن للألمنيوم) و(معادن للبوكسايت والألومينا) سنقوم بتسهيل عملياتنا التشغيلية وتعزيز كفاءتها؛ تحضيراً للمرحلة المقبلة من تنمية أعمالنا في مجال الألمنيوم».

وبَيّن أن استحواذ «معادن» على حصة «سابك» في «ألمنيوم البحرين (ألبا)» يؤكد مساعي الشركة لتعزيز وتوسعة نطاق أعمالها على الصعيدين الإقليمي والدولي، و«استكشاف تقييم الاندماج المحتمل لأعمال الألمنيوم (ألبا) يتيح إمكانية واعدة لإنشاء شركة ألمنيوم جديدة ورائدة عالمياً، الأمر الذي سيرتقي بالقدرة الإنتاجية، ويعزز الروابط الاقتصادية الإقليمية، ويوفر قيمة مضافة لجميع الأطراف المعنية».

وبلغت ربحية السهم بنهاية الفترة الحالية 0.81 ريال، مقارنة مع 0.19 ريال في الفترة المماثلة من العام السابق.

وتضاعف صافي ربح الشركة خلال فترة 9 أشهر من العام الحالي بنسبة 333 في المائة، إلى 2.9 مليار ريال، مقارنة مع 686.9 مليون ريال على أساس سنوي.