بعدما اجتاحت العالم... المشكلات تحاصر لعبة «ووردل»

لعبة «ووردل» تظهر على هاتف أحد الأشخاص في واشنطن (أ.ف.ب)
لعبة «ووردل» تظهر على هاتف أحد الأشخاص في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

بعدما اجتاحت العالم... المشكلات تحاصر لعبة «ووردل»

لعبة «ووردل» تظهر على هاتف أحد الأشخاص في واشنطن (أ.ف.ب)
لعبة «ووردل» تظهر على هاتف أحد الأشخاص في واشنطن (أ.ف.ب)

تمكنت لعبة الألغاز البسيطة «ووردل» أو «Wordle» من إثارة اهتمام الملايين من مستخدمي الإنترنت منذ بداية عام 2022.
وتتكون اللعبة ‏من مربعات خضراء وصفراء ورمادية. وتقوم على تخمين اللاعب لكلمة من 5 أحرف، مع منحه 6 محاولات، وإذا كان تخمين الحرف صحيحاً ومكانه صحيحاً في الكلمة، سيتحول لون المربع إلى اللون الأخضر، أما إذا كان الحرف صحيحاً وموجوداً في الكلمة لكن مكانه خطأ يتحول المربع للون الأصفر، بينما يعني المربع الرمادي أن الحرف ليس موجوداً في الكلمة على الإطلاق.
وانطلقت لعبة «ووردل» بصورة متواضعة، وصممها مهندس البرمجيات الأميركي جوش واردل، كشيء يلعبه مع صديقته بالاك شاه، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021 أصبحت متاحة للجماهير، ومع حلول منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي جمعت مليوني لاعب، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
وتعتمد لعبة «ووردل» على شبكة الإنترنت، ولا يوجد تطبيق رسمي لها، ويمكن اللعب باستخدام متصفح الهاتف الذكي أو سطح المكتب. وتمنح اللعبة للاعبين لغزاً واحداً فقط في اليوم، وبمجرد تخمين الكلمة الصحيحة، لن تحصل على كلمة أخرى إلا بعد منتصف الليل.

وحتى إذا كنت لا تلعب اللعبة، فمن الصعب تجنب تأثيرها، حيث اعتاد المشاركون على نشر نتائجهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحسب «الغارديان»، فقد قام مهندس البرمجيات جوش واردل، ببيع اللعبة الشهر الماضي لصحيفة «نيويورك تايمز» مقابل «مبلغ قيل إنه من 7 أرقام».
ورغم أن «نيويورك تايمز» تعمل بنظام «الاشتراكات المدفوعة»، إلا أنها قالت إن اللعبة «ستظل مجانية في البداية»، إلا أن هناك توقعاً بإمكانية إضافة إعلانات أو عروض ترويجية لها قريباً.
ومع انتشار اللعبة الواسع ظهرت بعض المشكلات.
بالنسبة للاعبين البريطانيين، أثارت قضية الإمبريالية الثقافية أو «الاستعمار الثقافي»، والمعروفة أكثر بمصطلح «التهجئة الأميركية»، بعض الجدل، بسبب اختلاف التهجئة أو المعاني في بعض الكلمات بين الإنجليزية البريطانية والإنجليزية الأميركية. وبعد أن قررت «نيويورك تايمز» استبعاد الكلمات «الغامضة»، أو التي يمكن أن تسبب الالتباس، أصبحت هناك مخاوف من أن تصبح اللعبة أكثر صعوبة.
https://twitter.com/RoseEmojiTico/status/1483930620795490304
أيضاً حدث عطل مفاجئ خلال الأسبوع الماضي، وبدلاً من وجود إجابة واحدة للأحجية، كانت هناك إجابتان، اعتماداً على ما إذا كنت تستخدم رابط صفحة الإنترنت (URL) القديم أو الجديد، وقررت «نيويورك تايمز» في نهاية المطاف إسقاط إحدى الإجابتين.
أيضاً أصيب الكثير من اللاعبين بالإحباط بسبب خسارتهم أحد التحديات، لأن نتيجته كان كلمة إنجليزية لها متشابهات كثيرة، مثل: «shame» و«shape» و«shave» و«shade» و«shale» و«share» و«shake».
ووفقاً لاختصاصية علم النفس، الدكتورة باتابيا تزوتزولي، فإن جاذبية اللعبة هي أنها تتوافق مع نظرية تقرير المصير. وتقول، «تشير النظرية إلى أنه يمكننا أن نصبح مصيرنا عندما يتم تلبية احتياجاتنا النفسية الفطرية الثلاثة: الاستقلالية والكفاءة والاتصال». وتضيف: «تتيح اللعبة الاستقلالية لأننا نختار قضاء بضع دقائق من يومنا للعبها... وتوفر الكفاءة لأننا نستطيع حل اللغز والأداء أفضل من الآخرين... ومن حيث الاتصال، فإنها تعزز الشعور بالانتماء إلى مجتمع أوسع».


مقالات ذات صلة

مبادرة مجتمعية للمشاركة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية

رياضة عالمية سيحظى المشاركون الذين يجري اختيارهم بفرصة مميزة لإبراز مواهبهم ومهاراتهم (كأس العالم للرياضات الإلكترونية)

مبادرة مجتمعية للمشاركة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية

أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الاثنين، إطلاق «نجوم كأس العالم للرياضات الإلكترونية» وهي مبادرة مجتمعية رائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية ولي العهد خلال استقباله توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (واس)

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية

استقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض، اليوم (الأحد)، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية تُمنح جوائز هذا العام ضمن 19 فئة متنوعة تُبرز مختلف جوانب قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

الجمعة... أرينا تحتضن جوائز الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية

تكريماً للتميز والإبداع بعالم الألعاب والرياضات الإلكترونية ينطلق نهاية هذا الأسبوع حفل جوائز الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في نسخته الخامسة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا رحلة تاريخية في اليابان الإقطاعية في لعبة «أساسينز كريد: الظلال»

مغامرات ملحمية في اليابان في لعبة «أساسينز كريد: الظلال»

آليات لعب ممتعة وعالم مفتوح ومهام متعددة وبيئة دائمة التغير

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية تستهدف المنحة توفير التعليم الأساسي الرسمي وغير الرسمي لأكثر من 27800 طفل 50 % منهم من الفتيات (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية)

«السعودي للرياضات الإلكترونية» يمنح 1.7 مليون دولار لتعليم الأطفال في بوركينا فاسو

قدَّم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية اليوم الاثنين، منحة لتعزيز التعليم في بوركينا فاسو.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بدر بن عبد الله بن فرحان: الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات

الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)
الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)
TT

بدر بن عبد الله بن فرحان: الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات

الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)
الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)

أعرب الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، الأربعاء، عن إيمان بلاده بأهمية الثقافة بوصفها ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وتعزيز الهوية الوطنية، ومحركاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي.

جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال «المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي 2025» بمدينة جدة، تحت شعار «أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية»، بحضور رستم مينيخانوف رئيس تتارستان، وحسين طه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، والدكتور سالم المالك مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، ووزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي، ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان اعتزاز السعودية برئاسة الدورة الحالية للمؤتمر الذي يهدف إلى تعزيز العمل الثقافي المشترك، والتعاون في تمكين الثقافة باعتبارها إحدى الركائز الداعمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، معرباً عن تقديرها لتعاون الدول الأعضاء لإنجاحها، والمشاريع والمبادرات التي ستنتج عنها، ومتطلعاً لمواصلة تفعيل العمل الثقافي المشترك.

وأشار وزير الثقافة إلى أن السعودية تدعم جهود «منظمة التعاون» في تمكين المثقفين والأدباء من الدول الإسلامية عبر تعزيز حضورهم بمختلف الفعاليات الثقافية، والمؤتمرات، والمشاريع البحثية داخل البلاد.

وناقش المؤتمر موضوعه الرئيسي «أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية» الذي قدّمته السعودية؛ حيث تناولت الجلسة الأولى تقارير تنفيذية، أولها لـ«الإيسيسكو» حول إنجازاتها في المجال الثقافي، والثاني لـ«لجنة التراث في العالم الإسلامي»، والثالث للاجتماع الـ19 للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية.

وتطرقت الجلسة الثانية إلى الوثائق التوجيهية، التي تضمنت مبادرة «الإيسيسكو» للحقوق الثقافية والحق في الثقافة بالدول الإسلامية، ووثيقة تحليلية حول قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في العالم الإسلامي، كذلك وثائق «رقمنة المعاجم ثنائية اللغة» و«استرداد الممتلكات الثقافية» في تلك الدول و«المعجم التاريخي المصوَّر لفن الخط العربي» المقدمة من السعودية.

الثقافة محرك للتنمية

وأكد حسين طه أن الثقافة تشكّل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، وأداة لتعزيز الهوية الإسلامية، وترسيخ قيم التعايش والتسامح، مشيراً إلى أن مفهومها تطور ليشمل الصناعات الثقافية والإبداعية، التي أصبحت رافداً اقتصادياً مهماً يعزز التنافسية الدولية، ويخلق فرصاً استثمارية، خاصة مع التحولات الرقمية المتسارعة.

وتطرق إلى التحديات التي تواجه التراث الثقافي الإسلامي، بينها محاولات طمس الهوية الإسلامية في القدس، والتعديات الإسرائيلية المستمرة على التراث الفلسطيني، داعياً لاستراتيجية إسلامية موحدة لحمايته.

وأشاد بوثيقة «الإيسيسكو» لتعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على القدس الشريف، مؤكداً التزام «منظمة التعاون» بالعمل مع الدول الأعضاء لتعزيز الثقافة الإسلامية، ونشر قيم الوسطية والتسامح، بما يسهم في بناء مجتمعات أكثر وعياً واستقراراً.

وتناول المؤتمر في دورته الحالية أهمية الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة؛ حيث قدم الدكتور رائد السفياني محاضرة افتتاحية حول دور الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية، وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال دعم الاقتصاد الإبداعي.

واستعرض المؤتمر عدة وثائق ومبادرات توجيهية، كان من أبرزها مبادرة «الإيسيسكو» للحقوق الثقافية، ووثيقة استرداد الممتلكات الثقافية في العالم الإسلامي التي تقدمت بها السعودية، إضافة إلى وثيقة حول رقمنة المعاجم ثنائية اللغة، والمعجم التاريخي المصور لفن الخط العربي. كما شهد المؤتمر زيارة المشاركين لبينالي الفنون الإسلامية «وما بينهما»، الذي يعرض فنون العالم الإسلامي بأسلوب معاصر.

حماية الثقافة الفلسطينية

أكدت فلسطين في كلمتها أمام المؤتمر أن الثقافة تشكل خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات الطمس والتهويد، مشيدة بدور السعودية الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات الإسلامية، موضحة أن العدوان الأخير على غزة استهدف البنية الثقافية الفلسطينية بشكل ممنهج؛ حيث تم تدمير المسارح والمكتبات والمراكز الثقافية، مما يستدعي تحركاً جماعياً لإعادة إعمار البنية الثقافية المنكوبة، ودعم المبدعين الفلسطينيين.

وحذّرت من التحديات الخطيرة التي تواجهها القدس والخليل نتيجة حملات التهويد والاستيطان، مشددة على أن اختيار الأخيرة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2026 يمثل مسؤولية جماعية لحمايتها. وطرحت مبادرات عدة لتعزيز التعاون والشراكة، من بينها إنشاء صندوق لإعادة إعمار المراكز الثقافية بغزة، وإطلاق أرشيف رقمي لتوثيق جرائم الإبادة الثقافية.

التراث الثقافي السوداني

من جانبه، شدد السودان على الدور المحوري للثقافة في تحقيق التنمية والاستقرار، داعياً إلى دعم الجهود الإسلامية لحماية التراث السوداني الذي تعرض للدمار بسبب الحرب الدائرة، موضحاً أن «قوات الدعم السريع» دمّرت ونهبت المؤسسات الثقافية، بما في ذلك المتاحف والمكتبات والمعاهد الفنية، ودور الوثائق الوطنية «مما يشكل تهديداً خطيراً للهوية الثقافية السودانية».

وطالبَ ممثل السودان الدول الإسلامية والمنظمات الدولية بدعم جهود إعادة بناء البنية التحتية الثقافية، واستعادة الممتلكات الثقافية المسروقة، وتعزيز التعاون في مجالات النشر والإعلام والتعليم والتراث، مشدداً على أهمية إبقاء التراث السوداني جزءاً من المشهد الثقافي الإسلامي، وعدم السماح للعوامل السياسية أو النزاعات المسلحة بطمسه.

وشهد ختام اليوم الأول للمؤتمر اعتماد مشاريع قرارات المؤتمر، التي تضمنت خططاً لتعزيز التعاون الثقافي، وحماية التراث الإسلامي، ودعم الدول التي تواجه تحديات. كما حدد «إعلان جدة» أبرز التوصيات والتوجهات المستقبلية للعمل المشترك.