كتابة السطور استخدمت كعقاب في مصر القديمة

يبدو أن التلاميذ الذين يطلب منهم كتابة السطور في الفصول الدراسية عقابا لهم ليس أمرا جديدا بل يعود لأبعد مما كان يظنه الناس.
فقد تم اكتشاف سطور كتبها عدد من «التلاميذ المشاغبين» من بين 18 ألف قطعة من الفخار المنقوش المكتشفة في موقع حفر أثري، في مصر.
كانت شظايا الفخار، المعروفة باسم «أوستراكا»، عبارة عن أجزاء من أوانٍ وجرار تستعمل كمواد للكتابة منذ نحو 2000 سنة.
واستخدم قدماء المصريين الأوستراكا في أمور مثل الإيصالات، والقوائم، وحتى كتابة السطور كعقوبة مدرسية.
أجرت جامعة توبنغن الألمانية عملية التنقيب بالاشتراك مع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية التي نشرت الخبر أن قطع الفخار تقدم لمحة عن الحياة اليومية لمستوطنة أثريب القديمة.
ووفقاً للبروفسور كريستيان ليتز من جامعة توبنغن، الذي قاد عمليات التنقيب، فإن العديد من الشظايا الفخارية نشأت من مدرسة قديمة.
ويوضح البروفسور ليتز: «هناك قوائم بالأشهر، والأرقام، والمسائل الحسابية، والتمارين النحوية، و«أبجدية الطيور».
ويحتوي عدد كبير من الأوستراكا أيضاً على تمارين للكتابة يصنفها الفريق كعقاب دراسي. إذ تنقش الشظايا الفخارية بحرف واحد أو اثنين في كل مرة، في الأمام والخلف على السواء.
كما اكتشفوا أيضاً فئة خاصةً من الأوستراكا التي تحتوي على الصور.
يقول البروفسور ليتز: «تظهر هذه الشظايا الفخارية استعارات مجازية مختلفة، بما في ذلك حيوانات مثل العقارب، والسنونو، والبشر، وآلهة من المعبد المجاور، وحتى الأشكال الهندسية».
كانت الأوستراكا منقوشة بالحبر والقصب أو العصا المجوفة (كالأموس)، وكانت تستخدم كمادة للكتابة أرخص من ورق البردي.
وكان علماء الآثار قد شرعوا في الحفر والتنقيب بموقع «أثريب» الأثري عام 2003 الواقع على مسافة 40 كيلومترا شمال القاهرة.