هاتف «جي 4» من «إل جي».. يقدم الكاميرا الأسرع بين الهواتف الذكية

تصميم أنيق بجهة خلفية جلدية فاخرة ينافس مباشرة أفضل الأجهزة

هاتف «جي 4» من «إل جي».. يقدم الكاميرا الأسرع بين الهواتف الذكية
TT

هاتف «جي 4» من «إل جي».. يقدم الكاميرا الأسرع بين الهواتف الذكية

هاتف «جي 4» من «إل جي».. يقدم الكاميرا الأسرع بين الهواتف الذكية

قررت شركة «إل جي» الدخول بمواجهة مباشرة مع أفضل الهواتف الذكية الحديثة في الأسواق اليوم، وذلك بإطلاق هاتف «جي 4» G4 أول من أمس في كوريا، ثم إطلاقه في مايو (أيار) في الأسواق العالمية. ويتميز الهاتف بتصميم أنيق وكاميرا متقدمة جدا ومواصفات تقنية عالية. وتبلغ سماكته 9.8 مليمتر، ويتوقع أن يبلغ سعره 650 دولارا أميركيا.
وسيشعر المستخدم بجمال تصميم الهاتف لدى الإمساك به، حيث يقدم جهة خلفية جلدية طرية معالجة بطريقة خاصة لمنع خدشها بسهولة. ويتوفر الهاتف في 8 ألوان؛ هي البني والأحمر والأصفر والأزرق والرمادي والأسود والأبيض والذهبي، مع توفير أغطية خلفية سيراميكية لمن يرغب في ذلك. ووضعت الشركة جميع أزرار التفاعل مع الهاتف في الجهة الخلفية لتسهيل التفاعل مع القوائم بيد واحدة، بشكل يشابه ذلك المستخدم في إصدار «جي 3».
وتقدم الكاميرا التي تبلغ دقتها 16 ميغابيكسل أداء مذهلا، ذلك أنها تستطيع التقاط الصور بسرعة 0.6 ثانية، وهي الأسرع بين كاميرات الهواتف الجوالة الذكية، والأكثر إشراقا بفضل استخدام فتحة عدسة ذات قياس يبلغ f-1.8، وهي أفضل من كاميرات هاتفي «سامسونغ غالاكسي إس 6» و«إس إيدج» عالية الأداء (من حيث المواصفات التقنية) بفارق يبلغ 0.1 لكل معيار. ويمكن التقاط صور بغاية الوضوح في ظروف الإضاءة المنخفضة، ذلك أنها تسجل ضوءا أكثر بنسبة 80 في المائة مقارنة بهاتف «جي 3» السابق، مع رفع وضوح الصور الملتقطة للعناصر التي تتحرك بسرعة. وأضافت الشركة طبقة رقيقة جدا شبه شفافة فوق العدسة لجعل الصور أكثر واقعية ودقة من حيث الألوان.
وطورت الشركة برمجيات الكاميرا بشكل كبير بتوفير نمط خص لتسجيل الصور بصيغتها الخام RAW ومن دون ضغطها وفقدان أي تفاصيل. وتستطيع الكاميرا التقاط 4 صور متتالية في آن واحد لخفض عدد مرات معاودة الالتقاط للحصول على الصورة المثالية. هذا، ويمكن التقاط صور بانورامية بدقة تصل إلى 104 ميغابيكسل بتجميع الصور آليا إلى جانب بعضها البعض. وبالنسبة للكاميرا الأمامية، فتعمل بدقة 8 ميغابيكسل، وهي دقة مبهرة نظرا لأن الكثير من الهواتف الجوالة الأخرى تستخدم هذه الدقة للكاميرا الخلفية الرئيسية. ومن شأن هذه الكاميرا توفير صور ذاتية «سيلفي» ذات دقة ممتازة وجودة عالية، وتساعد بإجراء محادثات الصوت والصورة ذات جودة عالية جدا من طرف المستخدم، في حال توافر سرعة اتصال عالية.
وبالنسبة للشاشة الكبيرة التي يبلغ قطرها 5.5 بوصة، فتعرض الألوان بشكل أفضل بنسبة 20 في المائة مقارنة بالأجهزة الأخرى، وهي 25 في المائة أكثر إشراقا تحت أشعة الشمس و50 في المائة أكثر تباينا، مع خفض استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 11 في المائة مقارنة بهاتف «جي 3». وسيلاحظ المستخدم أن الشاشة منحنية قليلا لحمايتها ضد الخدش، ولكنها ليست منحنية بالمقدار نفسه الموجود في هواتف سلسلة «جي فليكس» G Flex.
وتعرض الشاشة الصور بالدقة الفائقة (2560x1440 بيكسل) وبكثافة تبلغ 534 بيكسل للبوصة الواحدة (مقارنة بـ577 لـ«غالاكسي إس 6» و441 لـ«إتش تي سي وان إم 9»)، مع استخدام 3 غيغابايت من الذاكرة ومعالج «سنابدراغون 808» سداسي النواة الذي يستخدم نواتين بسرعة 1.8 غيغاهرتز و4 أنوية بسرعة 1، 44 غيغاهرتز للاستخدام وفقا للحاجة. وبالنسبة للسعة التخزينية، فيقدم الهاتف 32 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة مع توفير القدرة على رفعها باستخدام بطاقات الذاكرة الإضافية «مايكرو إس دي»، وسهولة استبدال البطارية التي تبلغ قدرتها 3000 ملي أمبير. ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «آندرويد 5.1»، ويستخدم واجهة الاستخدام «يو إكس 4. 0» UX 4.0 الخاصة من «إل جي» التي تقدم الكثير من الوظائف المفيدة في تصميم مريح للاستخدام، مع إزالة بعض الوظائف التي لم يحتجها المستخدمون بكثرة.
ويتنافس هذا الهاتف مع أفضل الهواتف الذكية الأخرى الموجودة في الأسواق اليوم، مثل «إتش تي سي وان إم 9» و«غالاكسي إس 6» و«آيفون 6 بلاس» من حيث المواصفات التقنية والتصميم الفاخر وواجهة الاستخدام المريحة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».