شهدت إحدى محافظات الدلتا في مصر، واقعة وفاة طبيبة شابة في ظروف غامضة، وسط اتهامات عائلتها بتورط زوجها وعائلته في مصرعها.
وحسب وسائل إعلام مصرية، تلقى مركز شرطة الباجور في محافظة المنوفية (دلتا مصر)، بلاغاً بوصول الطبيبة المصرية آلاء رمضان خليل (27 عاماً)، المعيدة بكلية الطب جامعة المنوفية، إلى مستشفى سرس الليان بالمحافظة، وهي جثة هامدة وحررت الشرطة محضراً بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات، وأمرت بعرض الجثة على الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.
وعبر فيديو مصور، نشرته والدة الطبيبة، فائزة أحمد عبد الحميد عبد العظيم، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قالت فيه إن ابنتها وضعت مولوداً يوم 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، وظلت في منزل والدها نحو 10 أيام، حتى غضب الزوج وقرر نقلها لمنزل الزوجية يوم 7 فبراير (شباط) الجاري، وفي فجر يوم الوفاة نشبت مشكلة بين ابنتها وزوجها، ودارت بينهما مكالمة هاتفية، طلبت الطبيبة من والدتها القدوم وإعادتها لمنزل والدها، حتى فوجئت الأم بحماة ابنتها تخبرها: «بنتك رأسها اتكسرت وإحنا رايحين بيها مستشفى سرس الليان».
https://www.facebook.com/fayza.khalil.756/posts/293231366208505
وناشدت الأم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، القصاص لحق ابنتها، مؤكدة أن هناك شبهة جريمة قتل، واتهمت زوج ابنتها ووالده ووالدته بقتل ابنتها، وفوجئت بالإفراج عنهم عقب القبض عليهم بساعات من سرايا النيابة العامة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية.
وقالت النيابة العامة المصرية، في بيان لها، إنها تجري تحقيقاتها في الواقعة، التي لم تتوصل بعد إلى ملابسات وفاة الطبيبة (آلاء)، ولم تقطع بقتلِها أو إقدامِها على الانتحار.
وقالت النيابة: «تبينت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام سعي البعض لإثارة الرأي العام والادعاء كذباً بتعمد جهات التحقيق إخفاء ملابسات تلك الواقعة نظراً لاعتبار صفة زوج المتوفاة وأحد ذويه، وهو ما تؤكد النيابة العامة عدم صحته، وأنها ماضية قُدماً في تحقيقاتها لكشف الحقيقة بعدلٍ مُجردٍ دون أي اعتبار أو تمييز».
وأضافت: «وكانت النيابة العامة تلقت بلاغَ وصول الطبيبة لمستشفى سرس الليان العام متوفاة؛ لسقوطها من علو داخل العقار محل سكنها، فاتخذت إجراءاتها وصولاً لحقيقة الواقعة، حيث أجرت معاينة لشقة المتوفاة، ولموضع العثور على جثمانها أسفل سُلم العقار، وعاينت آثاراً ظهرت كموضع ارتكاز يدين على سور السلم المُقابل لشقتها، وندبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمانها للوقوف على سبب وكيفية حدوث وفاتها، كما ندبت خبراءَ الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الحادث بياناً لما فيه من آثارٍ قد تُسفر عن وضع تصور محددٍ لحدوث الواقعة وطلبت كذلك تحريات الشرطة حولها».
وأشارت إلى أنها «استمعت النيابة العامة لأقوال والدة المتوفاة التي اتهمت زوجها وذويه بدافع خلافات حديثة بينهما قُبيل الحادث بأيام، فاستجوبت لذلك زوج المتوفاة وشقيقيه ووالديه فأنكروا ارتكابهم الواقعة، وقرروا أن المجني عليها خرجت يومَئذ من مسكنهم متجهة لمسكنها بذات العقار، وأثناء ذلك سمعوا صوتَ ارتطام شديد، فتبينوا المتوفاة طريحة أسفلَ سُلم العقار، فحاولوا إسعافها إلى المستشفى إلا أنها فارقت الحياة».
https://www.facebook.com/photo?fbid=482266736595521&set=pcb.482267039928824
وسألت النيابة العامة خمسة شهود من الجيران بعقارٍ مجاور، فشهدوا بتلقيهم نبأ سقوط المتوفاة دونَ وقوفهم على كيفية حدوث الواقعة، ورأت واحدة منهم - فورَ سماعها صوت الارتطام - زوجَ المتوفاة وشقيقتَه مسرعين صوبَ اتجاه الصوت لاستطلاع الأمر، كما سألت النيابة العامة صديقتين للمتوفاة عن أحوالها الاجتماعية وملابسات الأيام الأخيرة قبلَ وفاتها، وطلبت النيابة العامة الاستعلام من شركات المحمول عن المكالمات الصادرة والواردة لهاتف المتوفاة، وكذا طلبت تحريات مباحث الشرطة حول الواقعة، التي أسفرت مبدئياً عن عدم التوصل لحقيقتها مع تكثيف الجهود لكشفها.
وبعدها أمرت النيابة بإخلاء سبيل المتهمين عقبَ استجوابهم لعدم توافر مبررات الحبس الاحتياطي في حقهم، واستكمال التحقيقات.
وفي نهاية البيان، حذّرت النيابة العامة المصرية من تداول وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية تفاصيل حول الحادث دون استكمال التحقيقات، وقالت: «تؤكد النيابة إدراكها لأهمية ودور وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل الفَعال مع المواطنين باعتبارها باباً مستحدثاً لنظر مظالمهم، ولكنها كذلك تحذر من استخدام ذات الوسائل نافذة لإثارة الفتن والقلاقل بين الناس، مُهيبة لذلك بالجميع تجنب تلك المحاولات المغرضة وعدم الالتفات إليها.
من جانبها، حذّرت نقابة الأطباء بمحافظة المنوفية، الأحد الماضي، جميع أعضاء النقابة من نشر أي معلومات تخص قضية محل تحقيقات ولم يصدر بحقها قرار نهائي من جهات التحقيق، وجاء ذلك عبر بيان نشرته النقابة من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
جاء البيان عقب نشر أحد الأطباء تفاصيل وصول جثمان الطبيبة «آلاء»، معيدة باراسيتولوجي بكلية الطب جامعة المنوفية، إلى المستشفى الجامعي بالمنوفية، وحجم الإصابات المتعددة بالجسد، مُرجحاً تعرضها للضرب قبل الوفاة، في منزل الزوجية بقرية الخضرة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
مصر: وفاة طبيبة في ظروف غامضة والنيابة تحقق
مصر: وفاة طبيبة في ظروف غامضة والنيابة تحقق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة