كيف تؤثر التمارين الرياضية على مرضى «كورونا طويل الأمد»؟

الحالة الصحية للكثير من مرضى «كورونا طويل الأمد» تتدهور بعد ممارستهم للرياضة (إ.ب.أ)
الحالة الصحية للكثير من مرضى «كورونا طويل الأمد» تتدهور بعد ممارستهم للرياضة (إ.ب.أ)
TT

كيف تؤثر التمارين الرياضية على مرضى «كورونا طويل الأمد»؟

الحالة الصحية للكثير من مرضى «كورونا طويل الأمد» تتدهور بعد ممارستهم للرياضة (إ.ب.أ)
الحالة الصحية للكثير من مرضى «كورونا طويل الأمد» تتدهور بعد ممارستهم للرياضة (إ.ب.أ)

منذ بدء تفشي فيروس كورونا، اشتكى الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا به من أعراض طويلة الأمد استمرت معهم بعد أشهر من التعافي، وهي الحالة التي تعرف باسم «كورونا طويل الأمد».
وقد نصح بعض الأطباء أولئك المرضى بممارسة التمارين الرياضية، مشيرين إلى أن بعض أعراض «كورونا طويل الأمد» قد تكون ناتجة عن قلة الحركة وضعف لياقة الجسم، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
إلا أن الأمر المثير للاهتمام هو أن الحالة الصحية للكثير من الأشخاص الذين عانوا من أعراض «كورونا طويل الأمد» تدهورت بشكل أكبر بعد ممارستهم للرياضة، وفقاً لعدد من الخبراء.

وقامت ناتالي لامبرت، عالمة الإحصاء الحيوي وعالمة البيانات الصحية في كلية الطب بجامعة إنديانا، بجمع البيانات المبلغ عنها ذاتياً من أكثر من مليون مريض بـ«كورونا طويل الأمد».
وقالت لامبرت، «لقد أظهر البحث الذي قمت به أن عدم القدرة على ممارسة الرياضة هي أحد أكثر الأعراض شيوعاً لـ(كورونا طويل الأمد). بعض المتعافين ببساطة يجدون أنفسهم متعبين للغاية بعد ممارسة أي قدر من الرياضة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض منهكة بشكل أكبر بعد أداء التمارين، مثل زيادة الإرهاق أو ضباب الدماغ أو آلام العضلات».
وذكرت دراسة استقصائية أجريت على 3762 شخصاً مصاباً بـ«كورونا طويل الأمد» ونُشرت في أغسطس (آب)، أن 89 في المائة من المشاركين أبلغوا عن الشعور بالضيق بعد بذل جهد بسيط في التمارين.

علاوة على ذلك، ذكرت دراسة أخرى نُشرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن بعض أوردة وشرايين مرضى «كورونا طويل الأمد» لا تعمل بشكل صحيح أثناء ممارسة الرياضة، مما يمنع وصول الأكسجين بكفاءة إلى أجسام المرضى، الأمر الذي يزيد من شعورهم بالتعب الشديد.
وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، إلى أن معاناة مرضى «كورونا طويل الأمد» من انتكاسات بعد ممارسة الرياضة «ليست له علاقة بمدى معاناتهم من مشكلات بالقلب أو الرئة».

وقالت إحدى المصابات بهذه الحالة، وتدعى ناتالي هولابو، «لقد أصبت بـ(كورونا) في مارس (آذار) 2020، ورغم أنني تعافيت من الفيروس، إلا أنني بعد ثمانية عشر شهراً، كنت لا أزال أعاني من سلسلة من الأعراض، بما في ذلك التعب وضيق التنفس والصداع وآلام المفاصل. ومن ثم، فقد قابلت طبيب قلب واختصاصي أمراض الرئة، وكلاهما استبعد معاناتي من أي أمراض أو مشكلات صحية أخرى، ونصحوني بأن أبدأ في ممارسة الرياضة. لكن بدلاً من تحسن حالتي الصحية، أدت التمارين إلى تفاقم الأعراض التي كنت أعاني منها».
وأضافت هولابو (31 سنة)، وهي محامية تعيش في بورتلاند بولاية أوريغون: «لم أشعر بهذا القدر من التعب من قبل، وأصبح معدل ضربات قلبي مرتفعاً للغاية حتى أثناء الراحة والاسترخاء وقل تركيزي بشكل ملحوظ».
وكشفت دراسة أجريت في نوفمبر (تشرين الثاني) على 29 امرأة أميركية، أن ممارسة الرياضة أثناء الإصابة بـ«كورونا طويل الأمد» قد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة تسارع معدل ضربات القلب الموضعي الانتصابي، وهو اضطراب يؤثر على تدفق الدم إلى القلب، الأمر الذي يؤثر على معدل ضربات القلب وضغط الدم والتعرق ودرجة حرارة الجسم.

ونصح الخبراء الأشخاص الذين يعانون من «كورونا طويل الأمد» بممارسة الرياضة بشكل تدريجي، مع ملاحظة تأثيرها عليهم، مشيرين إلى أن هذا التأثير قد يختلف من شخص لآخر، وأنه في حين أنه من المحتمل أن يفاقم أعراض البعض في بعض الحالات، قد يفيد البعض الآخر في حالات أخرى.


مقالات ذات صلة

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك جرعة من لقاح «كورونا» (رويترز)

رجل يتهم لقاح «فايزر» المضاد لـ«كورونا» بـ«تدمير حياته»

قال مواطن من آيرلندا الشمالية إن لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا دمر حياته، مشيراً إلى أنه كان لائقاً صحياً ونادراً ما يمرض قبل تلقي جرعة معززة من اللقاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)
يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)
TT

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)
يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)

عادت الفنانة السورية يارا صبري إلى الدراما العربية من جديد بعد فترة غياب دامت 4 سنوات، بتجسيد شخصية الأم «ميادة» في مسلسل «العميل» مع الفنان أيمن زيدان، والفنان سامر إسماعيل.

وكشفت يارا في حوار لها مع «الشرق الأوسط» عن تفاصيل العودة للدراما، والتشابه بين شخصيتها الحقيقية وشخصية «ميادة» في المسلسل.

وأبدت الممثلة السورية سعادتها لما حققته شخصية «ميادة» في مسلسل «العميل» من حضور ونجاح في الشارع العربي، وقالت: «بلا شك المسلسل كان يعطي انطباعاً بالنجاح، ولكن بالنسبة لي، لم أكن أتوقع أن تحقق شخصية ميادة كل هذا النجاح، وتثير التفاعل في الشارع العربي والسوري، فأشكر الله على أن عودتي كانت قوية وجيدة، وأعد أن هذا المسلسل أعاد اكتشافي درامياً».

وأشادت يارا بأداء بطل العمل الفنان السوري سامر إسماعيل الذي يجسد شخصية ابنها «الضابط أمير»، مضيفة: «هذه هي المرة الأولى التي ألتقي فيها سامر إسماعيل في عمل درامي، ووجدته إنساناً مسؤولاً، ومجتهداً، ولطيفاً، وجذاباً، والعمل معه متعة، لا أريد أن تكون كلماتي عبارة عن مدح فقط، ولكنه يستحق كل كلمة قلتها في حقه، وأتمنى أن أراه دائماً في أحسن صورة، وأن يقدم أعمالاً جيدة لجمهوره السوري والعربي».

وعن سبب عودتها للتمثيل بعد انقطاع من خلال مسلسل «العميل»، تقول: «كان لابد من العودة مرة أخرى للتمثيل الذي أعشقه، ربما بعض الظروف الشخصية التي تعرضت لها مؤخراً كانت سبب غيابي، والعودة كانت مهمة للغاية، وللعلم لم تكن سهلة مطلقاً، فكان لابد من اختيار العمل الجيد الذي يعيدني للجمهور، وأحمد الله أن العودة كانت من خلال هذا العمل الذي توفرت فيه كل عوامل النجاح من إنتاج وبطولة وإخراج وتأليف، والتصوير الذي خرج في صورة رائعة».

يارا صبري وزوجها ماهر صليبي (إنستغرام)

وعن الصعوبات التي واجهتها في أثناء التصوير تقول الفنانة السورية: «أكبر عائق كان السفر إلى تركيا، حيث كنا نمضي أسابيع هناك لتصوير المشاهد، والتحضير للدور تطلّب وقتاً طويلاً». وأوضحت أن «شخصية (ميادة) في المسلسل تتمحور حول أم تحاول إعادة أولادها لحضنها بعد أن ضاع منها ابنها الثاني في طفولته، وصعوبة الشخصية تكمن في أن عليها إظهار الضعف في أغلب الوقت، ولكن أحياناً لابد أن تكون قوية، ورغم أن مبادئها فوق أي اعتبار، لكن قد تتنازل عنها من أجل أولادها، خصوصاً حينما تعلم بعمل نجلها في التهريب».

ترى يارا صبري أن حبها لأولادها هو العنصر الرئيسي المشترك بين شخصيتها الحقيقية، وشخصية ميادة في مسلسل «العميل»، وتقول: «في أي دور درامي أجسده، أحاول دائماً أن أربط يارا صبري بالشخصية، فميادة تشبهني كثيراً في حبها لأولادها، وفي أنها يمكن أن تضحي بأي شيء في حياتها من أجل أسرتها، ولكن يختلفان في الظرف والثقافة اللذين يعيشانهما والبيئة التي تربتا فيها، فميادة سيدة وجدت حالها ضعيفة بعد أن رحل زوجها الذى كان يعمل في الممنوعات، وترك لها ولداً وحيداً بعد أن تم خطف الثاني، ما جعلها تتحمل مسؤولية فوق طاقتها، عكس يارا التي كان معها زوجها في تربية أولادها».

يشار إلى أن الفنانة السورية رفضت تأكيد وجودها في الموسم الدرامي الرمضاني لعام 2025، وقالت: «حتى الآن لا أستطيع تحديد ذلك، هناك أعمال درامية معروضة عليّ، ولكنني لم أحسم موقفي بعد».