وسط تجدد موجة العنف في المجتمع الباكستاني، وقعت أول حالة من القتل المستهدف لكاهن مسيحي في مدينة بيشاور مساء أول من أمس. وقُتل الكاهن ويليام سراج بينما جرح آخر إثر فتح مهاجمين مسلحان النار عليهما.
وقد سيطرت الشائعات على مدينة بيشاور حول تجدد أنشطة «داعش» و«طالبان الباكستانية» في المنطقة منذ مقتل الكاهن.
وقال رئيس شرطة المدينة، إنه تم تطويق المنطقة بأكملها، وبدأت عملية بحث للقبض على المهاجمين المسلحين الذين يبلغ عددهما اثنين. وقال مسؤول كبير في الشرطة «كنا نبحث في لقطات كاميرات المراقبة وفي روايات شهود العيان للحصول على صورة واضحة للمهاجمين، ومن أين جاءوا، وإلى أين تمكنوا من الفرار بعد القتل». وتضم بيشاور جالية كبيرة من المسيحيين. وقال أحد زعماء المجتمع المحلي، إن الكاهن لم يكن يواجه أي تهديد من أي مكان، وإنه كان يتحرك بحرية في المدينة قبل هذا الحادث. وذكر بيان للشرطة، أن الحادث وقع بالقرب من الطريق الدائرية داخل حدود مركز شرطة جولبهار. وذكر البيان، أن وحدة كبيرة من الشرطة وصلت إلى مكان الحادث وتباشر حالياً عمليات البحث. وقالت الشرطة «يجري جمع الأدلة من مسرح الجريمة كما يتم فحص كاميرات المراقبة جميعاً». وأضاف البيان، أن «الجثة نُقلت إلى المستشفى لإجراء تشريح لها، بينما تجرى حالياً المزيد من التحقيقات».
وقال البيان، إن «ويليام سراج كان يعمل قساً في كنيسة داخل مركز شرطة تشامكاني». وقالت المتحدثة باسم مستشفى ليدي ريدينغ «إن الكاهن المصاب خرج من المستشفى بعد تلقي العلاج الطبي للإصابات البسيطة لديه». وقال مسؤولو الشرطة، إنه طبقاً للتقارير الأولية، فإن هناك اثنين من المهاجمين المتورطين في الحادث. وأضاف «لقد تم البدء في تحقيق شامل». وذكر المكتب، أن أفراد الأقلية مستهدفون، مضيفاً أن ذلك كان «عملاً إرهابياً». وأوضح، أن الشرطة كانت في الماضي قد حددت هوية مرتكبي الهجمات التي تستهدف الأقليات، وقال، إن الأمر نفسه سيتم في هذه الحالة أيضاً. وقال الضابط، إن المسؤولين كانوا يجرون حصراً جغرافياً ويبحثون في بيانات أخرى.
وقال المكتب «نحن مصممون على حماية الأقليات»، وأضاف، أنه تم تشكيل فريق مكون من مسؤولين من إدارة مكافحة الإرهاب وشرطة بيشاور للتحقيق في القضية. «وتستهدف كل من (حركة طالبان باكستان) و(داعش) أهدافاً طائفية وأقليات في المجتمع الباكستاني». لكن هذه الحادثة هدف فريد لأن الكاهن ويليام سراج كان شخصية غير بارزة في المجتمع المسيحي. ولم يكن طرفاً في أي خلافات في الأيام الأخيرة. وقد أعرب المسؤولون الباكستانيون عن مخاوفهم من أن «طالبان باكستان» والجماعات الإرهابية الأخرى قد تتشجع إثر استيلاء «طالبان الأفغانية» على كابل، وربما يستعيدون عمليات القتل المستهدفة وغير ذلك من أشكال الهجمات الإرهابية. ووفقاً لمعهد دراسات السلام الباكستاني، كان هناك 207 حوادث إرهابية في باكستان عام 2021، بزيادة قدرها 45 في المائة عن عام 2020. وبعد هجوم على الشرطة في إسلام آباد قال وزير الداخلية الشيخ راشد أحمد، إن موجة جديدة من الإرهاب ضربت البلاد. وتستهدف «طالبان» الآن رجال الشرطة في المدن الرئيسية؛ لأنهم يريدون اختراق خط الدفاع الأول. وإذا تمكنوا من اجتياحه سوف يتبعهم طوفان كاسح. وقد حذر معظم جاه أنصاري، المفتش العام لشرطة خيبر بختونخوا، في وقت سابق من أن فرع تنظيم «داعش» في المنطقة يمكن أن يشكل تهديداً أكبر من حركة «طالبان باكستان».
بيشاور في قبضة الخوف بعد مقتل كاهن
207 حوادث إرهابية في باكستان عام 2021 بزيادة قدرها 45 %
بيشاور في قبضة الخوف بعد مقتل كاهن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة