بيشاور في قبضة الخوف بعد مقتل كاهن

207 حوادث إرهابية في باكستان عام 2021 بزيادة قدرها 45 %

إجراءات أمنية وتفتيش وسط حالة تأهب أمني عقب مقتل كاهن وفرار مسلحين في بيشاور (إ.ب.أ)
إجراءات أمنية وتفتيش وسط حالة تأهب أمني عقب مقتل كاهن وفرار مسلحين في بيشاور (إ.ب.أ)
TT

بيشاور في قبضة الخوف بعد مقتل كاهن

إجراءات أمنية وتفتيش وسط حالة تأهب أمني عقب مقتل كاهن وفرار مسلحين في بيشاور (إ.ب.أ)
إجراءات أمنية وتفتيش وسط حالة تأهب أمني عقب مقتل كاهن وفرار مسلحين في بيشاور (إ.ب.أ)

وسط تجدد موجة العنف في المجتمع الباكستاني، وقعت أول حالة من القتل المستهدف لكاهن مسيحي في مدينة بيشاور مساء أول من أمس. وقُتل الكاهن ويليام سراج بينما جرح آخر إثر فتح مهاجمين مسلحان النار عليهما.
وقد سيطرت الشائعات على مدينة بيشاور حول تجدد أنشطة «داعش» و«طالبان الباكستانية» في المنطقة منذ مقتل الكاهن.
وقال رئيس شرطة المدينة، إنه تم تطويق المنطقة بأكملها، وبدأت عملية بحث للقبض على المهاجمين المسلحين الذين يبلغ عددهما اثنين. وقال مسؤول كبير في الشرطة «كنا نبحث في لقطات كاميرات المراقبة وفي روايات شهود العيان للحصول على صورة واضحة للمهاجمين، ومن أين جاءوا، وإلى أين تمكنوا من الفرار بعد القتل». وتضم بيشاور جالية كبيرة من المسيحيين. وقال أحد زعماء المجتمع المحلي، إن الكاهن لم يكن يواجه أي تهديد من أي مكان، وإنه كان يتحرك بحرية في المدينة قبل هذا الحادث. وذكر بيان للشرطة، أن الحادث وقع بالقرب من الطريق الدائرية داخل حدود مركز شرطة جولبهار. وذكر البيان، أن وحدة كبيرة من الشرطة وصلت إلى مكان الحادث وتباشر حالياً عمليات البحث. وقالت الشرطة «يجري جمع الأدلة من مسرح الجريمة كما يتم فحص كاميرات المراقبة جميعاً». وأضاف البيان، أن «الجثة نُقلت إلى المستشفى لإجراء تشريح لها، بينما تجرى حالياً المزيد من التحقيقات».
وقال البيان، إن «ويليام سراج كان يعمل قساً في كنيسة داخل مركز شرطة تشامكاني». وقالت المتحدثة باسم مستشفى ليدي ريدينغ «إن الكاهن المصاب خرج من المستشفى بعد تلقي العلاج الطبي للإصابات البسيطة لديه». وقال مسؤولو الشرطة، إنه طبقاً للتقارير الأولية، فإن هناك اثنين من المهاجمين المتورطين في الحادث. وأضاف «لقد تم البدء في تحقيق شامل». وذكر المكتب، أن أفراد الأقلية مستهدفون، مضيفاً أن ذلك كان «عملاً إرهابياً». وأوضح، أن الشرطة كانت في الماضي قد حددت هوية مرتكبي الهجمات التي تستهدف الأقليات، وقال، إن الأمر نفسه سيتم في هذه الحالة أيضاً. وقال الضابط، إن المسؤولين كانوا يجرون حصراً جغرافياً ويبحثون في بيانات أخرى.
وقال المكتب «نحن مصممون على حماية الأقليات»، وأضاف، أنه تم تشكيل فريق مكون من مسؤولين من إدارة مكافحة الإرهاب وشرطة بيشاور للتحقيق في القضية. «وتستهدف كل من (حركة طالبان باكستان) و(داعش) أهدافاً طائفية وأقليات في المجتمع الباكستاني». لكن هذه الحادثة هدف فريد لأن الكاهن ويليام سراج كان شخصية غير بارزة في المجتمع المسيحي. ولم يكن طرفاً في أي خلافات في الأيام الأخيرة. وقد أعرب المسؤولون الباكستانيون عن مخاوفهم من أن «طالبان باكستان» والجماعات الإرهابية الأخرى قد تتشجع إثر استيلاء «طالبان الأفغانية» على كابل، وربما يستعيدون عمليات القتل المستهدفة وغير ذلك من أشكال الهجمات الإرهابية. ووفقاً لمعهد دراسات السلام الباكستاني، كان هناك 207 حوادث إرهابية في باكستان عام 2021، بزيادة قدرها 45 في المائة عن عام 2020. وبعد هجوم على الشرطة في إسلام آباد قال وزير الداخلية الشيخ راشد أحمد، إن موجة جديدة من الإرهاب ضربت البلاد. وتستهدف «طالبان» الآن رجال الشرطة في المدن الرئيسية؛ لأنهم يريدون اختراق خط الدفاع الأول. وإذا تمكنوا من اجتياحه سوف يتبعهم طوفان كاسح. وقد حذر معظم جاه أنصاري، المفتش العام لشرطة خيبر بختونخوا، في وقت سابق من أن فرع تنظيم «داعش» في المنطقة يمكن أن يشكل تهديداً أكبر من حركة «طالبان باكستان».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».