مستقبل «الفيديو آرت» مع رقمنة الفنون في ملتقى دولي بالدمام

تجربة حملت الجرأة التعبيرية والمغامرة التنفيذية

جانب من ملتقى الفيديو آرت بنسخته الماضية
جانب من ملتقى الفيديو آرت بنسخته الماضية
TT

مستقبل «الفيديو آرت» مع رقمنة الفنون في ملتقى دولي بالدمام

جانب من ملتقى الفيديو آرت بنسخته الماضية
جانب من ملتقى الفيديو آرت بنسخته الماضية

منذ منتصف ستينات القرن الماضي، ظهر فن الفيديو أو «الآرت فيديو»، الذي يُعد قديم النشأة، إلّا أنّه ظل لسنوات يحبو ببطء، وهو ما التفتت إليه جمعية الثقافة والفنون بالدمام (شرق السعودية)، لتكرس جهودها في التعريف بهذا الفن الطامح، الذي يعبر عن أفكار الإنسان المعاصر وتطلعاته بالصورة، لتطلق ملتقى الفيديو آرت الدولي للعام الرابع، تحت عنوان «تأمل الضوء... انطلق نحو الخيال».
ويوضح يوسف الحربي، مدير الجمعية والمشرف على الملتقى، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ فن الفيديو يعتبر في الفترة الحالية، أحد أكثر الفنون المعاصرة التي يركّز عليها العارضون والمتلقون اهتمامهم. ويضيف: «هذا الفن حقّق كيانه من خلال المواقع الخاصة على الإنترنت التي وسّعت انتشاره وتكاثف جمهوره الشغوف من الجيل الجديد».
وأشار الحربي إلى أنّ السعودية تشهد حركة نشطة من حيث الإنتاج والمتابعة والبحث والأسلوب والتواصل مع الحركة البصرية والتقنية العالمية، وذلك من خلال مناقشة المعوّقات وتفاديها، وهذا الأمر تفعّل وظهر من خلال كمّ الأنشطة التي فتحت الباب أمام عرض هذا الفن ومناقشته مع المتابعين والنقاد.
وعن الدورة الرابعة للملتقى، يكشف الحربي أنّها تأتي بالأوراق البحثية التي تقدم لهذا التخصص لأول مرة، حيث سيبدأ الباحثون في البحث عن مستقبل رقمنة الفنون في الفيديو آرت، والمكان واللامكان في مساحته، وفن الفيديو الخليجي، والإمكانيات الفنية والجمالية المتاحة. ويردف: «يستهدف الملتقى في الأوراق والمسابقة والمعرض دول العالم، وهذا ما أثبته في المشاركات العالمية المتنوعة في الأسلوب والإمكانيات وأحدث التقنيات، بالإضافة إلى الحوارات العالمية التي ستخصص مع فناني الفيديو آرت في العالم».
ويصف الحربي الفيديو آرت، بأنّه «تجربة حملت الجرأة التعبيرية والمغامرة التنفيذية، التي بدت خطواتها الأولى خجولة باجتهادات فردية وبطرق عرض بسيطة، واستطاعت أن تخرج من أطرها الضيقة شيئاً فشيئاً لتترك بصمتها بتعاون كل الجهات، من جمعيات ومؤسسات ومراكز ثقافية وغاليريهات خاصة، أصبحت تبحث عن هذا الفن وترى فيه تصوّراً فنياً بخصوصيات راقية الأهداف الفنية».
وتسعى الجمعية إلى أن يكون الملتقى للعرض بالتوازي مع البحث والقراءة والكتابة وطرح الرؤى النقدية والورقات البحثية، وذلك بفتح المجال للعمل الفكري النظري والتطبيقي مع طرح الإشكاليات والسعي للنضج البصري والجمالي واكتساب التجريب الاحترافي على عدة مستويات تنظيمية وبحثية وتنفيذية وفنية تجمع بين العمق والجمالية والابتكار والتطوير.
وبالإضافة لأعمال الفيديو آرت، تشمل دورة هذا العام أوراقاً بحثية ستكون مراجع مطبوعة ذات قيمة بحثية فنية وعلمية، خاصة أنّ المملكة لها تجارب مميّزة سواء في تنفيذ الأعمال أو في قراءتها وطرح إشكالياتها، وستكون الدورة عبارة عن تطويع لمستوى البحث بالمقارنة مع البحوث المشاركة من مختلف أنحاء العالم وهو ما سيصقل التجربة الوطنية ويحفّز البحث والتطبيق فنياً ونقدياً وهي الأهداف الأساسية المطروحة في هذا الملتقى.
وعودة للدورة الماضية، فلقد استقبلت 139 عملاً فنياً من 37 دولة تم قبول 70 عملاً من 32 في المعرض، وتعترف الجمعية بأنّ «فن الفيديو هو فن قديم النشأة إلّا أنّ انتشاره كان ولا يزال محدوداً لأسباب عديدة، ولأنّه محدود الممارسة، أدى ذلك إلى غرابته التي تجعل الآخر يتساءل عن ماهيته».
واقتضت محدودية الفنون مواكبتها للتكنولوجيا أملاً في اللحاق بنطاقات أوسع للتعبير، كما تفيد الجمعية عبر موقع الملتقى، ولذلك كان استغلال ما تم الوصول إليه ضرورة تقتضي منّا التجريب والمحاولة في وضع الذاكرة الصوتية والصورية ضمن هذه الدائرة التجريبية المتحركة التي تلاحق التقدم التكنولوجي وتوظفه في خدمة الفنون.
وتُعرّف الجمعية الـ«فيديو آرت» بأنّه: «صورة وحركة اندمجتا مع التوثيق، خاصة أنّ تكنولوجيا الصورة والفيديو تكاملت مع الكاميرا والتلفزيون والسينما وتطور التركيب والمونتاج والدمج مع الأداء والمؤثرات والأجهزة التقنية الرقمية، ما جعل التناسق البصري يبتكر منافذ تعبير جمعت بين المحتوى وبين الحركة والصورة التي بدأت شيئا فشيئا تندمج لتنجب المولود البصري الجديد للعالم في منتصف الستينات «الفيديو آرت».
تجدر الإشارة إلى أنّ ملتقى الفيديو آرت الدولي، يعد الأول من نوعه خليجياً وهو مبادرة مميّزة احتضنت التجارب العربية والخليجية والدولية، وبالخصوص السعودية، ووفّرت لها الفضاءات الخاصة لتعرض تجاربها أمام جمهورها وتتواصل مع التجارب الدولية بخصوصياتها الاحترافية مع التعريف بهذا الفن المعاصر وأهميته.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.