3 دراسات أميركية كبرى تثبت فاعلية الجرعات المعززة ضد «أوميكرون»

تحضير جرعة من لقاح «فايزر» في مستشفى بولاية شيكاغو الأميركية (أ.ب)
تحضير جرعة من لقاح «فايزر» في مستشفى بولاية شيكاغو الأميركية (أ.ب)
TT

3 دراسات أميركية كبرى تثبت فاعلية الجرعات المعززة ضد «أوميكرون»

تحضير جرعة من لقاح «فايزر» في مستشفى بولاية شيكاغو الأميركية (أ.ب)
تحضير جرعة من لقاح «فايزر» في مستشفى بولاية شيكاغو الأميركية (أ.ب)

قدمت ثلاث دراسات صدرت أمس (الجمعة) المزيد من الأدلة على أن اللقاحات ضد (كوفيد - 19) تصمد أمام متغير «أوميكرون»، على الأقل بين الأشخاص الذين تلقوا جرعات معززة.
وقال مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة الأميركية إنه تم إجراء دراسات أميركية كبيرة تبحث في مدى حماية اللقاح ضد أوميكرون.
وتتوافق الدراسات مع أبحاث سابقة في ألمانيا وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة، والتي تشير إلى أن اللقاحات المتاحة أقل فعالية ضد أوميكرون من المتحورات السابقة من فيروس كورونا، لكن الجرعات المعززة تزيد من الأجسام المضادة لمكافحة الفيروسات لزيادة فرصة تجنب أعراض الفيروس.
وبحثت الدراسة الأولى في حالات دخول المستشفى وغرف الطوارئ وزيارات مراكز الرعاية العاجلة في 10 ولايات أميركية، من أغسطس (آب) إلى الشهر الجاري، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».
ووجدت الدراسة أن فعالية اللقاح كانت أفضل بعد ثلاث جرعات من لقاح «فايزر» أو «موديرنا» في تجنب دخول أقسام الطوارئ وغرف الرعاية المرتبطة بالإصابة بـ(كوفيد - 19). وانخفضت الحماية التي يوفرها اللقاح من 94 في المائة أثناء موجة «دلتا» إلى 82 في المائة خلال موجة «أوميكرون». وأوضحت الدراسة أن الحماية المتوفرة من جرعتين فقط أقل تجاه أوميكرون، خاصةً إذا مرت 6 أشهر على الجرعة الثانية.
ركزت الدراسة الثانية على معدل الإصابة والوفيات بـ(كوفيد19) في 25 ولاية من بداية أبريل (نيسان) وحتى أعياد الميلاد في ديسمبر (كانون الأول). وتوصلت أن الأشخاص الذين حصلوا على جرعات تنشيطية يتمتعون بمستوى أعلى من الحماية ضد الإصابة بفيروس كورونا، خلال الوقت الذي كانت فيه دلتا هي المهيمنة وأيضاً عندما كانت بداية موجة أوميكرون.
ونشرت نتائج تلك الدراستين من قبل «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة.
ونشرت مجلة الجمعية الطبية الأميركية الدراسة الثالثة، بقيادة باحثي مركز السيطرة على الأمراض، والتي رصدت الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بـ(كوفيد19) في الفترة من 10 ديسمبر إلى 1 يناير (كانون الثاني) في أكثر من 4600 موقع اختبار للفيروس في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأظهرت الدراسة أن ثلاث جرعات من لقاحي «فايزر» و«موديرنا» فعالة بنسبة 67 في المائة تقريباً ضد الأمراض ذات الصلة بأوميكرون مقارنة بالأشخاص غير الملقحين. ومع ذلك، وجد الباحثون أن الجرعتين لم تقدما حماية كبيرة ضد أوميكرون عند قياسهما بعد عدة أشهر من الحصول عليهما.
قالت إيما أكورسي من مركز السيطرة على الأمراض، إحدى مؤلفي الدراسة: «إن (الدراسة) تظهر حقاً أهمية الحصول على جرعة معززة»، وأضافت: «يجب أن يحصل الأميركيون على جرعات معززة إذا مرت خمسة أشهر على الأقل منذ الجرعة الثانية من لقاح موديرنا أو فايزر، لكن الملايين لم يحصلوا عليها».
وقالت مديرة مركز السيطرة على الأمراض، الدكتورة روشيل والينسكي، خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أمس (الجمعة): «إذا كنت مؤهلاً للحصول على جرعة معززة ولم تحصل عليها، فأنت لست على اطلاع بالمستجدات وتحتاج إلى الحصول على جرعة تنشيطية».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».