معلمة مصرية تهدد بالانتحار بسبب «ضغوط السوشيال ميديا»

طلقها زوجها وقاطعتها أسرتها بعد «واقعة رقص»

برج القاهرة (الشرق الأوسط)
برج القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

معلمة مصرية تهدد بالانتحار بسبب «ضغوط السوشيال ميديا»

برج القاهرة (الشرق الأوسط)
برج القاهرة (الشرق الأوسط)

في تطور جديد لقضية المعلمة المصرية، صاحبة «فيديو الرقص» خلال رحلة نيلية مع زملائها. هددت مدرسة اللغة العربية آية يوسف بالانتحار عقب قيام زوجها بتطليقها، ومقاطعة أهلها لها، وهو ما نقل الجدل المثار حول الواقعة من تباين الآراء حول ضوابط مهنة التدريس وحق المعلمين في ممارسة حياتهم الخاصة خارج مقار عملهم، إلى نقاشات اجتماعية حادة لقضية الطلاق ما بين مؤيد لقرار الزوج ومدافعين عن الزوجة المعلمة، واتهامات بما وصفه علماء الاجتماع بـ«تعرض الزوج لضغوط أسرية وتنمر اجتماعي دفعه إلى اتخاذ قرار الطلاق».
بدأت أزمة المعلمة المصرية وهي مدرسة لغة عربية بالقطعة في إحدى مدراس مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر، بانتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه وهي «ترقص على مركب نيلي خلال رحلة مع زملائها»، مما أثار جدلاً واسعاً. وقررت الإدارة التعليمية إحالة 4 معلمين ظهروا في مقطع الفيديو إلى النيابة الإدارية.
وأعلنت المعلمة في تصريحات لوسائل إعلام مصرية أنها «تفكر في الانتحار بعد أن قام زوجها بـ(تطليقها) وقاطعها أهلها، وتعرضت لإساءات كثيرة على مواقع التواصل». وأضافت: أن «انتشار مقطع الفيديو تسبب في خراب بيتي، وأنا لم أفعل شيئاً خاطئاً لأستحق كل هذا».
واتخذ الجدل الذي أثاره مقطع الفيديو مسارين رئيسيين، الأول يتعلق بضوابط مهنة التدريس، وحق المعلمين في ممارسة حياتهم الخاصة خارج مقار عملهم. وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد أي قانون يمنع المدرس من ممارسة حياته الشخصية وحريته خارج أسوار المدرسة، ولا يتضمن مقطع الرقص خلال رحلة أي تجاوز أو إدانة للمعلمين»، مضيفاً: «لقد أصبحنا في مجتمع ينمو فيه التنمر بكل أشكاله، ورجعية مبالغ فيها». وأوضح مغيث: «كنت أقوم بالتدريس للمرحلة الثانوية، وكنت ألعب وأرقص مع الطلاب، ونلعب كرة القدم».
في حين ركز المسار الثاني للجدل حول قصة معلمة المنصورة على قيام زوجها بتطليقها، وتهديدها بالانتحار بعد أن قام أهلها بمقاطعتها، وتباينت ردود الأفعال ما بين آراء تدافع عن موقف المدرسة، وأخرى تنحاز إلى قرار الزوج بـ«الطلاق». وذكر الإعلامي المصري مصطفى بكري في برنامجه «حقائق وأسرار» بأحد الفضائيات الخاصة، أن «المعلمة أبلغته في تصريحات خاصة أنها تفكر في الانتحار». وكتبت الناقدة الفنية ماجدة خير الله عبر صفحتها على «فيسبوك» قائلة إن «معاقبة الناس على لحظات مرح قضوها خارج مجال العمل، نوع من الإرهاب لا بد من التصدي له ومعاقبة فاعليه».
من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الزوج بتطليق المعلمة زوجته كان نتيجة تنمر اجتماعي، وضغوط مجتمع ذكوري، خاصة أنهما من منطقة ريفية تكون أكثر تأثراً بالضغوط الاجتماعية، بالطبع لو كانت طبقة اجتماعية أكثر ثقافة لاختار الزوج مساندة زوجته». وأضاف صادق: «أصبح لدينا في السنوات الأخيرة حالة تنمر واستهداف للمرأة في ملابسها وسلوكياتها، ولا يمر أسبوع؛ إلا وتكون لدينا وقعة مختلفة تتعلق بالنساء وسلوكياتهن أو ملابسهن».


مقالات ذات صلة

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

يوميات الشرق الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الأميركي أندرو سكوت الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

انحسار الصحف المحلية والإقليمية يؤدي إلى «صحارٍ إخبارية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».