إنجازات طبية في 2021

لقاحات واختبارات «كورونا» مطورة ودواء للشفاء من السكري ومواد حيوية مصنعة بديلة للأحبال الصوتية

إنجازات طبية في 2021
TT

إنجازات طبية في 2021

إنجازات طبية في 2021

رغم أن العام الحالي شهد العديد من الإنجازات الطبية المهمة على كافة المستويات سواء على مستوى الحماية من الأمراض والحد من انتشارها، أو على مستوى تطوير العلاج والتوصل إلى أحدث تقنيات للتشخيص من أجل الوصول إلى أفضل خدمة طبية ممكنة، فإنه مما لا شك فيه أن الأخبار الصحية المتعلقة بجائحة «كورونا» ما زالت تستحوذ على الاهتمام العالمي.

لقاحات واختبارات «كورونا»
- لقاحات «كورونا» COVID - 19 vaccines. تعتبر اللقاحات العديدة التي تم استخدامها بشكل موسع ضد «كوفيد - 19» هذا العام انتصارا علميا كبيرا على كافة المستويات، بداية من سرعة التوصل إلى الكيفية التي تم بها تصنيع اللقاح نهاية بمليارات البشر الذين تناولوا المصل فعلياً خاصة أن الموافقة على استخدام معظم الأنواع لم تتم إلا في نهاية العام الماضي. ورغم أن اللقاحات لم تقض على المرض أو تمنع الإصابة به فإن فاعليتها كانت كبيرة جدا بنسبة بلغت 94 في المائة في المتوسط في الحد من آثاره الخطيرة.
وقد ساهم ذلك بشكل كبير وملموس في خفض عدد الحالات التي تحتاج إلى الحجز في المستشفيات وكذلك الوفيات ومهد لعودة الحياة بشكل أقرب للطبيعي خاصة في فصل الصيف في معظم دول العالم، حيث انخفضت أعداد المصابين رغم عدم التقيد بارتداء الكمامات الواقية والتباعد الاجتماعي بنفس الطريقة التي بدأ بها الفيروس. وأيضاً تمكن العديد من الأطفال من الرجوع إلى المدارس واستئناف الدراسة بشكل طبيعي لما في ذلك من فوائد على المستويين العلمي والنفسي.
وقد أثبتت هذه الأمور فاعلية ومدى أمن اللقاحات الحمض النووي الريبوزي - المرسال التي تختلف عن معظم التقنيات السابقة، إذ إنها تعتمد على تكوين بروتين داخل الجسم يشبه التركيب الجيني للفيروس، وليس حقن الفيروس نفسه بعد أن يتم إضعافه مثل بقية اللقاحات مما يوفر فرصا أكبر لأخذه للمرضى قليلي المناعة.
وحاليا شملت اللقاحات معظم الفئات العمرية باستثناء الأطفال أقل من 5 سنوات (فترة ما قبل دخول المدرسة). ومن المعروف أن الأطفال كانوا أكبر ناقل للعدوى خلال الجائحة. ورغم المخاوف والشائعات التي لاحقت ظهور اللقاحات لكن التجربة أثبتت أهميتها وحسب منظمة الصحة العالمية WHO فإن ظهور المتحورات الجديدة (سواء دلتا أو أوميكرون Omicron) ليس دليلا على فشل اللقاحات، بل على النقيض فإنها ما زالت ضرورية جداً لخفض حدة الإصابة وأعداد الوفيات. وكلما تم تطعيم عدد أكبر من السكان قلت احتماليات ظهور سلالات جديدة ومن ثم يضعف الفيروس الأصلي.
- اختبار بالمنزل لتشخيص «كورونا» منذ بدء الجائحة في نهاية عام 2019 كانت الحاجة شديدة إلى التأكد من أن التشخيص جزء مهم من مواجهتها، حيث إن الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع نزلات البرد البسيطة خاصة في بدايتها، ولذلك كان التوصل إلى إمكانية عمل هذه الاختبارات في المنزل home COVID tests يعتبر إنجازاً مهماً لضرورة عزل المريض المصاب بـ«كورونا» حتى لو كانت أعراضه طفيفة.
وكانت فكرة هذه التحاليل قد حصلت بالفعل على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية FDA في نهاية العام الماضي ولكن لم يتم استخدامها بشكل موسع إلا خلال العام الحالي ورغم أن اختبار «كورونا» في المعمل pcr test لا يزال هو الأكثر دقة، فإن الاختبار المنزلي يعتبر وسيلة سريعة للتأكد من الأعراض وتصل نسبة الدقة في النتائج إلى 90 في المائة مع العلم بأنه حتى الاختبار المختبري ليس دقيقا بنسبة 100 في المائة. ويتم إجراء الاختبار والحصول على النتيجة في خلال ربع ساعة فقط وهو زمن قياسي بالطبع. ويمكن قياس وجود الفيروس عن طريق مسحة أنفية يتم وضعها في الجهاز مثل جهاز قياس السكري، ويعتبر إجراء أوليا في حالة وجود أعراض للإصابة.

السكري والسرطان
- شفاء من مرض السكري. فيما يشبه المعجزة العلمية تم خلال هذا العام علاج أول إنسان بشكل كامل من مرض السكري من النوع الأول type 1 diabetes (مؤقتا حتى الآن) عن طريق الخلايا الجذعية stem cells. ومن المعروف أن مرض السكري لا شفاء منه ولكن يمكن السيطرة فقط على مستويات ثابتة من الجلوكوز في الدم وهو من الأمراض المزمنة التي ترافق الإنسان طيلة حياته.
وتبدأ أعراض النوع الأول من السكري في الظهور منذ الصغر نتيجة لنقص أو غياب إفراز الأنسولين بالكامل في الجسم. وكان العلاج الوحيد لهذا النوع هو جرعات الأنسولين اليومية.
وأكبر المشاكل التي تنتج من هذا العلاج هي احتماليات حدوث هبوط في مستوى الغلوكوز في الدم مما يؤدي إلى حدوث غيبوبة نقص السكر في الجسم. ولا يمكن للمريض الاستغناء عن العلاج لأن غياب الأنسولين يعني الوفاة.
وكان المريض الذي تم شفاؤه قد اشترك في تجربة إكلينيكية على عقار تعمل إحدى الشركات الدوائية على تطويره منذ عقود. ويعتمد العلاج على عمل أنسولين مصنع عن طريق الخلايا الجذعية التي تشبه عمل خلايا البنكرياس الطبيعية. وتم حقن المريض بهذه الخلايا infusion of cells، لكي يتحكم جسمه تلقائيا في تنظيم مستويات السكري بالدم.
ورغم هذا النجاح المبهر فإن الخبراء لا يزالون قلقين على مدى استمرارية نجاح هذه الطريقة التي سوف تنقذ ملايين من المرضى من مضاعفات المرض. وما زالت التجارب مستمرة على مرضى آخرين تم زرع الخلايا الجذعية في أجسامهم. ويتناول المرضى جميعا أدوية مثبطة للتفاعلات المناعية حتى لا يتم رفض الخلايا الجذعية.
- طريقة سهلة للكشف المبكر عن السرطان. من المعروف أن الكشف المبكر عن أنواع السرطانات المختلفة يعتبر أهم وقاية من خطر تفاقم الإصابة بها وهو الخطوة الأولى في العلاج. ولكن طرق التشخيص المبكر في المراحل الأولى للعلاج لا تزال قليلة حتى الآن وربما يكون من أهمها وأبسطها مثلا أخذ من عينة عنق الرحم Pap smear، وأشعة فحص الثدي mammograms، ومناظير القولون.
وفي هذا العام تم استخدام فحص مختبري يعتمد على عينة من الدم فقط لرصد وجود أجزاء من الحمض النووي DNA fragments المكون لأكثر من 50 نوعا من أنواع السرطانات المختلفة. وهو الأمر الذي يعتبر تقدما هائلا في عالم الأورام.
ويختلف هذا الاختبار عن «دلالات الأورام في الدم» التي تقيس نسب زيادة أو نقصان هرمونات الجسم الطبيعية نتيجة لوجود ورم أو غيره من الأمراض).
وفعليا حينما تم تجربة هذا الاختبار على 6000 من الأشخاص الأصحاء فوق عمر الخمسين عاماً ولا تبدو عليهم أي آثار واضحة للمرض، فإنه ساعد في تشخيص 29 حالة لمصابين بسرطان الرئة والمبيض والمستقيم والرقبة والثدي والبنكرياس بدقة كبيرة دون أن يشكو أي منهم من أعراض من قبل.
ويسمى هذا الاختبار غاليري Galleri test ويتميز بطريقة تختلف عن الطرق الأخرى بأنها مجرد أخذ عينة من الدم كأي تحليل عادي آخر. وينتظر أن تحصل هذه الطريقة على موافقة FDA في بداية العام القادم.
- أمل جديد لمرضى سرطان البروستاتا. يصيب سرطان البروستاتا رجلا من كل 8 في الولايات المتحدة، وفي الأغلب يكون العلاج هو محاولة تأخير المضاعفات أكبر فترة ممكنة وفي أفضل حال وخلال هذا العام تمت تجارب بالطريقة الجديدة للعلاج عن طريق الليثيوم PSMA - 617 والتي تهدف إلى توجيه الشعاع إلى تدمير بروتين معين موجود في الخلايا السرطانية فقط مع الحفاظ على بقية الخلايا سليمة حولها.
وفي التجارب التي تم إجراؤها على 831 من الرجال يعانون من حالات متقدمة من 10 دول حول العالم لمدة عشرين شهراً أظهروا تحسنا ملحوظا قياساً بالذين يتم علاجهم بالطرق التقليدية ونالت التجارب الأولية موافقة الـ FDA هذا العام، ومن المتوقع أن تتم الموافقة النهائية على الطريقة بداية من العام القادم.

جينات لعلاج الجلطة
- اكتشاف الجينات المتحكمة في علاج الجلطة. تمكن الفريق البحثي في جامعة ألبرت آينشتاين بمشاركة الطبيب المصري الشاب أنيس حنا، من اكتشاف الجين الرئيسي في علاج جلطة clot القلب التي تؤدي إلى تلف أنسجة القلب في حالة توقف تدفق الدم بفعل الانسداد الذي يحدث في الشرايين.
والقلب حساس جدا لنقص الأكسجين إذ وفي خلال من 20 إلى 30 دقيقة فقط من وقف الدم، يحدث تلف دائم للنسيج في العضلة. وفي محاولة من الجسم لتلافي هذا التلف يقوم باستبدال النسيج التالف بواسط نسيج ليفي آخر fibrosis of the heart لا يؤدي نفس الوظائف، ما يؤثر بشكل كبير على كفاءة عضلة القلب.
واستهدفت الأبحاث الجديدة الجينات المسؤولة عن شفاء الأنسجة التي تضررت بسبب الجلطة، ومنع تكوين النسيج الليفي وأهمها جين يسمى «Smad3». وقاموا بتعديل الجين في الخلايا المسؤولة عن التخلص من الأنسجة التالفة macrophages في الحيوانات. وبعد ذلك تم تعريض الحيوانات لنوبة قلبية مماثلة لما يحدث في الإنسان.
ونجح الجين في تحفيز هذه الخلايا للتخلص من الأنسجة التالفة وإزالة بقاياها. وهذا الجين أيضا بعد ذلك يقوم بتحفيز الخلايا الموجودة في القلب لمنع الالتهابات وتعجيل الشفاء الكامل للعضلة مما سيؤدي إلى حماية آلاف المرضى لاحقا.

علاجات جديدة
- شريحة لعلاج رجفة اليدين. يعتبر عرض الرجفة أو ارتعاش اليدين tremors من الأعراض شديدة الإزعاج بالنسبة للمريض سواء كان بشكل منفرد نتيجة لمرض عصبي أو العرض الرئيسي لمرض باركنيسون (الشلل الرعاش parkinsonism). وفي معظم الأحيان تنجح العقاقير الدوائية في السيطرة على هذه الارتعاشات بشكل محدود.
وفي هذا العام تمت الموافقة على جهاز من قبل FDA يعالج هذه الرجفات عن طريق زرع شريحة في المخ، يتم التحكم بها من خلال برنامج إلكتروني إكلينيكي بحيث تقوم بتوصيل نبضات كهربائية منخفضة الكثافة إلى المراكز العصبية في المخ عن طريق استخدام ترددات مختلفة الشدة تبعاً للحالة الإكلينيكية للمريض. وتسبب النبضات تنبيها لهذه المراكز العصبية وتمنع الرجفات وتعمل بشكل يمثل دورة كاملة منذ بداية النبضة وحتى توقفه ثم بدايته مرة أخرى. وهكذا حتى يتم السيطرة على الارتعاش بشكل كامل. ويعتبر الجهاز بديلا جيدا للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي.
- علاج لمرض ألزهايمر. حمل هذا العام بارقة أمل كبير لعلاج مرضى ألزهايمر، حيث حصل أحد الأدوية Aduhelm على موافقة FDA في منتصف هذا العام بعد أن أثبتت التجارب الإكلينيكية على المرضى نجاح العقار في استعادة بعض القدرات العقلية والذاكرة بشكل طفيف، وذلك في المرضى الذين تم تجربة الدواء عليهم لمدة عام ونصف من تناوله عن طريق الحقن الوريدي infusion.
وقورنت هذه النتائج مع نتائج مرضى آخرين تم تجربة عقار وهمي عليهم للحكم على مدى الفاعلية، وهو يعتبر من أكثر الأدوية فاعلية في التجارب خلال 20 عاما الأخيرة. ورغم أن الدواء ينصح باستخدامه في الحالات المبكرة من المرض لتكون النتائج أفضل، فإن التجارب ما زالت مستمرة عليه وجميع المرضى تحسنوا بشكل ملحوظ.
واستطاع العلاج تقليل تدمير كمية البروتين في المخ جراء حدوث مرض ألزهايمر، حيث يعمل هذا البروتين بشكل أساسي على الحفاظ على التوصيلات الكهربائية بين خلايا المخ العصبية. ويسعى العلماء لتطوير العلاج مع المزيد من التجارب على أعداد أكبر من المرضى في مراحل مختلفة من المرض.
- المخدرات لعلاج الأمراض النفسية. منذ عقد من الزمان على وجه التقريب وهناك اهتمام متزايد بدور المخدرات الطبية أو الأدوية الكيميائية المشتقة من المخدرات الطبيعية في علاج العديد من الأمراض العصبية مثل الصرع وفرط النشاط ونقص التركيز.
وفي هذا العام أثبتت التجارب الطبية الأثر الإيجابي في الحالات النفسية المختلفة لأدوية كانت تعتبر مخدرات ترفيهية وتم منعها قانوناً في معظم دول العالم منذ أكثر من خمسين عاماً. وأوضحت التجارب الإكلينيكية هذا العام أن عقاراً مثل إم دي إم إيه MDMA له دور كبير في علاج اضطراب ما بعد الصدمة PTSD ويقلل من نوبات الخوف والقلق والاكتئاب المصاحب لهذه الحالات.
وقال الباحثون في مركز جونز هوبكنز لأبحاث المخدرات إن جرعة واحدة فقط أو جرعتين من الدواء يمكن أن تحسن الحالة النفسية خاصة في وجود البيئة الداعمة وتم شفاء 67 في المائة من المرضى بشكل كامل في غضون شهرين، حيث يقوم العقار بإفراز السيروتونين serotonin بكميات كبيرة مما يساعد على تحسين الحالة المزاجية ويتوقع الباحثون أن ينال العقار موافقة الـ FDA في العام القادم حتى يتم رفع الحظر القانوني عنه.

تقنيات طبية مطورة
- أنسجة صناعية. تم التوصل إلى مادة حيوية biomaterial مصنعة تصلح كبديل لأنسجة الجسم العضلية مثل العضلات والقلب والأحبال الصوتية. وتعتبر المادة الجديدة نقلة نوعية في مجال الطب الإحلالي regenerative medicine. وحتى الآن لم تكن هناك مادة قوية بشكل كاف ومرنة مثل أنسجة الجسم الطبيعية.
وقام الباحثون بتطوير مادة من الجل المائي hydrogel قابلة للحقن لإصلاح الجروح عن طريق نمو الأنسجة الطبيعية للجسم، حيث إن هذه المادة تُشكّل بنية ثابتة ومسامية في الوقت نفسه تسمح للخلايا الحية الجديدة بالمرور من خلالها، وبالتالي إكمال النسيج المفقود وتم اختبار هذه المادة في الأحبال الصوتية في مقابل الاهتزازات العنيفة (120 هزة في الثانية) وتحملت الإجهاد بنجاح ويأمل الباحثون أن يتم علاج معظم الأنسجة التالفة أو التي تم فقدها عن طريق الأورام بهذه الطريقة.
- طريقة جديدة لعلاج تمزق الرباط الصليبي الأمامي. من المعروف أن قطع الرباط الصليبي الأمامي anterior cruciate ligament من الإصابات التي يمكن أن تحدث للرياضيين الذين يستخدمون مفصل الركبة بكثرة مثل العدائين ولاعبي كرة القدم. ويقوم الرباط الصليبي الأمامي بدور حيوي في الحفاظ على مفصل الركبة عن طريق الربط بين عظمتي الساق وهو ما يحفظ الجسم منتصباً ومستقيماً. وتبعا لتقرير طبي صدر عام 2016 في مجلة إصابات العظام Clinical Orthopedics and Trauma فإنه يعتبر من أشهر الإصابات الكبيرة التي تحدث للركبة.
وفي الأغلب يتطلب إصلاح الرباط الصليبي الأمامي الممزق عملية جراحية وفي الحالات الشديدة يحتاج الرباط إلى إعادة بناء من جديد reconstruction وهي عملية جراحية يتم فيها أخذ قطعة من وتر وعظم من جزء آخر سواء من الجسم أو من متبرع لإعادة بناء الرباط الممزق.
وفي هذا العام تم استخدام تقنية جديد عن طريق زرع شريحة بيولوجية BEAR من الكولاجين البقري تحل محل الرباط الأصلي وتصل الطرفين المقطوعين لربطهما معا بعد أن يتم حقنها بدم المريض وتثبيتها. وقد تمت الموافقة عليها حديثاً من قِبل FDA ويقوم الجسم بامتصاص هذه الشريحة في غضون بضعة أشهر وفي ذلك الوقت ينمو مكانها أنسجة جديدة وصحية.

الإيبولا والملاريا
- علاج جديد لمرض الإيبولا. منذ ظهور مرض الإيبولا Ebola virus القاتل بشكل وبائي في أفريقيا والجهود لا تتوقف للوصول إلى طرق للوقاية والعلاج منه. وفي نهاية العام الماضي حصل دواء إنمازيب Inmazeb على موافقة FDA ويحتوي العقار على أجسام مضادة لفيروس الإيبولا وتم استخدامه خلال العام الحالي بنجاح كبير. ومن المعروف أن المرض يسبب حمى شديدة ونزيفا حادا وفشلا في العديد من أعضاء الجسم وينتهي في 50 في المائة من الحالات بالوفاة. وهو ينتقل من خلال التلامس المباشر مع سوائل المصاب وأهمها الدم أو اللعاب أو السائل المنوي.
وقد تم التعرف على المرض في منتصف السبعينات من القرن الماضي وهو موجود بشكل خاص في أفريقيا وتحدث له نوبات انتشار outbreak عنيفة من وقت لآخر تتسبب في حدوث العديد من الوفيات، ولذلك فإن الأدوية تلعب دوراً مهماً في إنقاذ المرضي. وقد طور الباحثون الدواء بحيث يحتوي على 3 من الأجسام المضادة التي تستهدف بروتينا معينا على سطح الفيروس بطريقة تشبه عمل الأجسام المضادة الطبيعية الموجودة في الجسم.
وفي التجارب الإكلينيكية تم شفاء 66.2 في المائة من الأشخاص الذين تناولوا العقار وعددهم 154، وتعتبر الطريقة الجديدة فعالة في علاج الفيروسات حتى أن FDA منحت ترخيصاً لاستخدام عقارين بنفس الكيفية، لعلاج «كورونا» في هذا العام أيضا.
- لقاح جديد للملاريا. ما زالت الملاريا حتى الآن من أشد الأمراض الوبائية التي يمكن أن تصيب المسافرين أو العاملين بأفريقيا، ورغم الجهود المبذولة في مقاومتها فإن اللقاحات لم تنجح تماماً في الحد من الإصابة. وعلى وجه التقريب فإن وفيات الملاريا تصل إلى نصف مليون شخص كل عام. وفي هذا العام تم استخدام لقاح Mosquirix لمقاومة الطفيل الأكثر شراسة المتسبب في الإصابة Plasmoduim falciparum ويعتبر أكثر السلالات انتشاراً في أفريقيا وكانت الاستجابة المناعية للقاح كبيرة بلغت 75 في المائة من الذين تمت التجارب عليهم من الأطفال وعددهم 450 طفلا وقد حصل على موافقة منظمة الصحة العالمية WHO مما يمهد لاستخدامه بشكل موسع في العالم كله.


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.