ميساء عبد الهادي: أرفض الأعمال المسيئة للمرأة العربية

الممثلة الفلسطينية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تندم على أدوارها السينمائية

ميساء مع أسرة فيلم «صالون هدى» (الشرق الأوسط)
ميساء مع أسرة فيلم «صالون هدى» (الشرق الأوسط)
TT

ميساء عبد الهادي: أرفض الأعمال المسيئة للمرأة العربية

ميساء مع أسرة فيلم «صالون هدى» (الشرق الأوسط)
ميساء مع أسرة فيلم «صالون هدى» (الشرق الأوسط)

أكدت الممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي أن مشاركتها بفيلمين في مسابقة مهرجان البحر الأحمر للأفلام الطويلة كان مفاجأة سعيدة لها، وقالت ميساء في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إنها تسعى لتقديم أدوار متنوعة وترفض تنميطها في شخصيات معينة، مشيرة إلى سعادتها باختلاف دوريها تماماً في الفيلمين.
وشاركت ميساء في المهرجان بالفيلم الفلسطيني «صالون هدى» للمخرج هاني أبو أسعد، والفيلم الأردني «الحارة» لباسل الغندور، وظهرت في كل منهما بإطار مغاير، إذ أثارت تعاطف الجمهور في الفيلم الأول بشخصية «ريم» التي تقع ضحية لصاحبة صالون السيدات التي تتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، بينما تظهر في فيلم «الحارة» كواحدة من أفراد عصابة تتولى زعامتها بعد مرض زعيمها، وتتعامل بقلب بارد مع المواقف الصعبة.
وتعد ميساء عبد الهادي واحدة من نجمات السينما الفلسطينية، وقد عملت مع كبار المخرجين على غرار إيليا سليمان، ونجوى نجار، ورشيد مشهراوي، ومي المصري، وهاني أبو أسعد، كما حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي 2011 عن دورها في فيلم «حبيبي رأسك خربان»، وشاركت في عدد كبير من العروض المسرحية ببلدة الناصرة التي تنتمي إليها.
«صالون هدى»
وعن تقديم دورين مختلفين تماماً بل ومتناقضين، تقول ميساء: «أحب التنوع في الشخصيات، ولا أحب تكرار نفسي، فإن متعتي بصفتي ممثلة تكمن في التنقل بين مختلف الشخصيات ما يعد تحدياً لي».
وعن فيلم «صالون هدى» مع المخرج هاني أبو أسعد، أوضحت قائلة إن «العمل مع هذا المخرج مهم جداً، لأنه مريح ومعطاء وكريم، منفتح لأي فكرة أو اقتراح، حتى لو لم يعجبه يفسر أسباب ذلك للممثل ويعطي المساحة لكل فنان، لا يترك أي مشهد إلا بعد أن يشعر بأنه راضٍ عنه، والممثل كذلك. وكانت لي تجربة ثرية معه في هذا الفيلم بالتحديد».
تتفاعل ميساء مع شخصية ريم في «صالون هدى»، تؤديها بكل جوارحها وهي تحتضن طفلتها وتخشى عليها من اتهامات تلاحق أمها، وحسبما تؤكد: «عايشت ريم دقيقة بدقيقة داخل السيناريو وخلال التصوير، كنت متحمسة جداً لهذا الدور، لأنه يعبر عن كثير من النساء الفلسطينيات اللاتي يعشن تحت احتلالين، السياسة والذكورة، وفي أدائي حاولت قدر الإمكان الابتعاد عن شخصيتي لأتمكن من تجسيدها، فالانضباط الذي كانت ريم تعيشه بعد المؤامرة التي تعرضت لها جعلها تتشبث بطفلتها طوال الفيلم، تحاول أن تحمي نفسها وابنتها، كانت الفكرة أن المولود طفل لكنني طلبت من هاني أن تكون طفلة لأن إحساس الأم بطفلتها أكبر، وهي إضافات أردت أن أصبغها من إحساسي بالشخصية».
وبشأن وجود تماس بينها وبين ريم توضح ميساء: «ليس بالضرورة أن نتوافق، لو حدث هذا معي لم أكن لأسكت أو أخاف، هذا هو الفرق بيني وبينها، هي لم ترتكب جريمة، بل مجني عليها، لكن حكمت عليها نظرة المجتمع والعادات والتقاليد، وهناك نساء كثيرات يخشين الكلام لأن المجتمع سيدينهن في النهاية، ربما يجمعني بريم قوة وثبات المرأة الفلسطينية».
فيلم «الحارة»
في فيلم «الحارة» لباسل الغندور تتسم ميساء بالقوة والعنف، وهو ما شجعها على قبوله مثلما تقول: «كنت أنتظر دوراً مثل هذا يقدمني بشكل مختلف ومفاجئ للجمهور، فقد قدمت أدواراً رومانسية وميلودراما، لكن هذا الدور بعيد تماماً عن عالمي، وحينما أجريت اختبار أداء مع المخرج باسل الغندور واختارني للدور، كنت سعيدة جداً بذلك وبحثت عن طبيعة الشخصية والملابس والأداء، واستمتعت به على مستوى التمثيل لأنه كان بمثابة تحدٍّ لنفسي وأمر غير مألوف لي، وكنت أحب رؤية النتيجة على وجوه المتفرجين، وفرحت برد فعلهم».
وتحدثت عن أصعب مشهدين واجهتهما في الفيلمين، قائلة: «في (صالون هدى) كان المشهد الأول هو الأصعب، وقد طلب مني المخرج ألا أبكي في أي مشهد؛ ولكن في هذا المشهد وجدت دموعي تنزل رغماً عني، فكان هاني يوقف التصوير حتى أمسحها وأعاود التصوير، فأنا كنت متعاطفة مع (ريم) نفسياً، أما في (الحارة) فقد كنت أشعر بمتعة تجسيد الشر بمساعدة الماكياج والحوار والأداء».
وفيما يحكم اختياراتها في أعمالها الفنية، تؤكد ميساء: «يهمني عدم إساءة السيناريو للمرأة العربية أو الفلسطينية، وأن تكون الشخصية جديدة لا تكرار فيها، بالطبع المخرج والإنتاج كلها عناصر أضعها في اعتباري، بعد حماسي أولاً للشخصية والسيناريو».
وتعتز ميساء كثيراً بأعمالها السينمائية: «كل شيء قدمته أعتز به على غرار فيلم (3000 ليلة) و(ديجراديه)، و(أمور شخصية)، من المؤكد أن هناك أعمالاً اضطررت لتقديمها بحكم المسؤوليات، لكن في أفلامي السينمائية لم أشعر بأي ندم تجاه أدواري».
ورغم تجاربها الناجحة في المسرح الفلسطيني، فإنها تركز حالياً بشكل أكبر على السينما: «درست المسرح وقدمت عروضاً عديدة في بداياتي، لكنني لم أعد أشارك به لارتباطي بالسفر لتصوير الأفلام، بالتأكيد لكل مجال مميزاته، هناك صعوبات في التمثيل أمام الكاميرا تختلف عنها في المسرح. الكاميرا تفضح إذا الممثل لم يكن صادقاً في أدائه».
وترى ميساء أن السينما الفلسطينية تتجه إلى مكانة مهمة، موضحة ذلك بقولها: «هناك مخرجون ومخرجات شباب، الطرح مختلف لديهم، لأنهم يقدمون قصصاً إنسانية غير مباشرة عن الاحتلال، ويطرحون قضايا اجتماعية ويسجلون حضوراً كبيراً في المهرجانات العالمية».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.