كنوز الوزير «أمنحتب هوي» تلفت الأنظار في الأقصر

عبر معرض يضم 155 قطعة أثرية نادرة

معرض كنوز الوزير أمنحتب هوي يضم 155 قطعة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
معرض كنوز الوزير أمنحتب هوي يضم 155 قطعة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

كنوز الوزير «أمنحتب هوي» تلفت الأنظار في الأقصر

معرض كنوز الوزير أمنحتب هوي يضم 155 قطعة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
معرض كنوز الوزير أمنحتب هوي يضم 155 قطعة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

اجتذبت كنوز الوزير «أمنحتب هوي» زائري متحف الأقصر الذي يطل على كورنيش النيل في البر الشرقي (جنوب مصر). ضمن معرض كبير يستمر لنحو عام، يُنظم بالتعاون بين البعثة الأثرية لمعهد دراسات مصر القديمة في مدريد وجامعة مالقة، ووزارة السياحة والآثار المصرية بمناسبة الذكرى الـ46 لافتتاح متحف الأقصر، ويضم نتاج أعمال البعثة الأثرية الإسبانية في مدينة الموتى بالأقصر منذ عام 2009 وحتى عام 2021.
المعرض الأثري الذي افتُتح في الثاني عشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، يحظى باهتمام الجمهور العادي والأثريين المصريين والأجانب نظراً لما يضمه من مقتنيات تعرض لأول مرة بعد استخراجها من العساسيف على مدار العقد الماضي، حسب الدكتور علاء حسين، مدير عام متحف الأقصر، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «استطاع هذا المعرض اجتذاب الجمهور العادي وخبراء الآثار خلال الأسبوع الماضي، في إطار احتفال المتحف بذكرى افتتاحه»، مشيراً إلى «حرص المتحف على تنظيم معرض سنوي كبير كل عام بقاعة المعارض المؤقتة».
ويؤكد حسين أن اللوحة الحجرية الصغيرة والمزينة بصلوات الإله «رع حور أختي»، من جميع الجهات تعد أهم قطعة في المعرض الذي يضم 155 قطعة متنوعة تشمل التمائم والتماثيل والتوابيت والجعارين والتمائم وشواهد القبور والمجموعات الجنائزية وجزءاً من لوحة على هيئة سمكة ترمز للإله نيت، التي اختيرت من بين القطع المكتشفة على مدار ثلاثة عشر عاماً من الحفريات التي نفذتها البعثة الأثرية الإسبانية في المقبرة رقم 28 للوزير أمنحتب هوي، في جبانة العساسيف، الواقعة في البر الغربي في مدينة الأقصر.
وتضم جبانة العساسيف مجموعة من مقابر الأفراد التي يرجع تاريخ أغلبها إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة وكذلك إلى عصر الأسرة الخامسة والعشرين والأسرة السادسة والعشرين، إلا أنه تم اكتشاف بعض المقابر التي يعود تاريخها إلى عصر الأسرة الخامسة، وقد استخدمت المنطقة كجبانة ملكية في النصف الثاني من عصر الأسرة الحادية عشرة، حسب موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتحتوي جدران تلك المقابر على الكثير من المناظر التي توضح بعض المعتقدات الدينية مثل منظر الحج إلى أبيدوس، وتشمل أيضاً مناظر الحياة اليومية مثل مناظر الزراعة والصيد في الأحراش ومظاهر المرح والرقص، وتتميز تلك المناظر باحتفاظها بألوانها الزاهية حتى الآن.
وبدأ معهد الدراسات المصرية القديمة (IEAE) وهو مؤسسة إسبانية معنية بعلم المصريات أعماله الأثرية في منطقة الأقصر منذ عام 2000، ونفذ خلال تلك الفترة مشروعين أثريين: الأول، منذ عام 2000 إلى عام 2008، في المقبرة رقم 353 (مشروع سين أون موت)؛ والثاني، منذ عام 2009 حتى الآن، في المقبرة رقم 28 بالعساسيف الخاصة بالوزير أمنحتب هوي، وهي الأكبر من حيث الحجم بين مقابر الأسرة الثامنة عشرة (نحو 1350 قبل الميلاد). ولهذه المقبرة قيمة إضافية تتمثل في أن الوصول إليها لم يحدث قبل تدخل البعثة الأثرية الإسبانية التابعة لـIEAE، حسب السفارة الإسبانية بالقاهرة.


مقالات ذات صلة

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

يوميات الشرق المومياء تعود إلى فترة تتراوح بين 2000 و3000 سنة حينما كان تحنيط الحيوانات في مصر القديمة في ذروته (جامعة مانشستر)

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

كشف الباحثون، أخيراً، رؤى جديدة ومثيرة حول حياة ونفوق تمساح مصري قديم محنّط، مسلطين الضوء على وجبته الأخيرة وتفاصيل أخرى مذهلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا إحدى القطع الأثرية التي عرضت بمزادات خارجية (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

مصر: تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين»

عادت قضية الاتجار في الآثار المصرية إلى الواجهة من جديد، بعد تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
سفر وسياحة تلسكوب برج القاهرة يمنحك رؤية بانورامية للقاهرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

من أعلى نقطة... إطلالات بانورامية على القاهرة

تتمتع القاهرة بمزيج فريد من التاريخ العريق والحياة العصرية النابضة، ما يجذب إليها ملايين الزوار من حول العالم، الذين يبحثون ويفتشون عن سحرها كل من منظوره الخاص.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)

بعد 100 عام... دراسة تقدم تفسيراً لـ«لعنة مقبرة توت عنخ آمون»

مستويات الإشعاع السامة المنبعثة من اليورانيوم والنفايات السامة ظلت موجودة داخل المقبرة منذ أن تم إغلاقها قبل أكثر من 3000 عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض مصري للأيقونات القبطية يوثّق أحداث «عيد البشارة»

بجوار الركن البيزنطي في قاعة الحضارات بمتحف شرم الشيخ (شرق مصر)، نظمت إدارة المتحف معرضاً للأيقونات القبطية.

محمد الكفراوي (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».