صدام جديد بين أميركا والصين حول الشركات

بكين تعارض قيود واشنطن وتتعهد الرد

في أحدث حلقات الصدام... فرضت الحكومة الأميركية مساء الخميس قيوداً على عشرات الشركات الصينية من بينها شركة صناعة الطائرات المسيّرة الرائدة «دي جيه آي» (رويترز)
في أحدث حلقات الصدام... فرضت الحكومة الأميركية مساء الخميس قيوداً على عشرات الشركات الصينية من بينها شركة صناعة الطائرات المسيّرة الرائدة «دي جيه آي» (رويترز)
TT

صدام جديد بين أميركا والصين حول الشركات

في أحدث حلقات الصدام... فرضت الحكومة الأميركية مساء الخميس قيوداً على عشرات الشركات الصينية من بينها شركة صناعة الطائرات المسيّرة الرائدة «دي جيه آي» (رويترز)
في أحدث حلقات الصدام... فرضت الحكومة الأميركية مساء الخميس قيوداً على عشرات الشركات الصينية من بينها شركة صناعة الطائرات المسيّرة الرائدة «دي جيه آي» (رويترز)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، في إفادة دورية يوم الجمعة، إن بكين تعارض بشدة القيود التي فرضتها واشنطن مؤخراً على الشركات الصينية فيما يتعلق بالتصدير والاستثمار، وإنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شركاتها.
وفرضت الحكومة الأميركية مساء الخميس قيوداً على عشرات الشركات الصينية، ومن بينها شركة صناعة الطائرات المسيّرة الرائدة «دي جيه آي»، متهمةً إيّاها بالتواطؤ في قمع أقلية الإيغور أو مساعدة الجيش الصيني، مما أدى إلى زيادة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
واتهمت وزارة الخزانة الأميركية «دي جيه آي» وسبع شركات تكنولوجيا أخرى بالمساعدة في عمليات «المراقبة والتتبع عبر القياسات الحيوية» للإيغور، وأضافتها إلى قائمة الكيانات التي يُشتبه في صلتها بالجيش الصيني، وهو ما يمنع الأميركيين من تداول أوراقها المالية.
وبشكل منفصل، أضافت وزارة التجارة الأميركية أكاديمية العلوم الطبية العسكرية الصينية و11 معهداً بحثياً إلى قائمة تجارية سوداء، وهو ما يقيّد وصولها إلى الصادرات الأميركية.
كما أضافت الوزارة «إتش إم إن إنترناشونال» (هواوي مارين سابقاً)، و«جيانغسو هينغ تونغ» لأنظمة الكابلات البحرية، وشركات أخرى إلى القائمة بسبب مزاعم أميركية بحصولها أو محاولتها الحصول على تكنولوجيا أميركية للمساعدة في تحديث الجيش الصيني.
ووصفت السفارة الصينية في واشنطن الإجراءات بأنها «حظر غير مبرر» ينتهك قواعد التجارة الحرة، وأضافت أن بكين ستتخذ «كل الإجراءات الضرورية» للحفاظ على مصالح الشركات ومعاهد الأبحاث الصينية.
وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «تطوير الصين للتكنولوجيا الحيوية كان دائماً لصالح البشرية. مزاعم الجانب الأميركي في هذا الشأن لا أساس لها بالمرة».
وتشير تقديرات لخبراء بالأمم المتحدة وجماعات حقوقية إلى أن أكثر من مليون شخص، هم بالأساس من الإيغور وأبناء أقليات مسلمة أخرى، احتُجزوا في السنوات الأخيرة في شبكة معسكرات ضخمة في شينجيانغ في أقصى غرب الصين. وتنفي الصين وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في الإقليم ورفضت «التدخل» الأميركي في شؤونها، وتعهدت بحماية الشركات الصينية من العقوبات الأميركية.
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، إن الصين تستخدم التكنولوجيا الحيوية «لبسط السيطرة على شعبها وقمع أبناء الأقليات العرقية والدينية». وأضافت في بيان: «لا يمكن أن نسمح بأن يتم تحويل السلع والتكنولوجيا والبرمجيات الأميركية التي تدعم العلوم الطبية والابتكار التقني الحيوي لاستخدامات تتعارض مع الأمن القومي الأميركي».
وتابعت ريموندو: «ستواصل الولايات المتحدة معارضتها الشديدة لجهود الصين وإيران لتحويل الأدوات التي تسهم في ازدهار البشرية إلى أدوات تهدد الأمن والاستقرار العالميين». وأعلنت واشنطن (الأربعاء) فرض عقوبات على خمسة كيانات صينية متهمة بتهريب مواد أفيونية صناعية مسؤولة عن عدد قياسي من الوفيات الناجمة عن جرعة زائدة في الولايات المتحدة. لكن بكين انتقدت هذه «الإجراءات غير البناءة».
ووافق مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس أيضاً على مشروع قانون منع سُخرة الإيغور. وأُحيل التشريع إلى البيت الأبيض حيث قال الرئيس جو بايدن إنه سيوقّعه ليصبح قانوناً. وكان مجلس النواب قد وافق على مشروع القانون بالإجماع يوم الثلاثاء. ويحظر مشروع القانون الواردات من إقليم شينجيانغ بسبب مخاوف من السُّخرة، وجاء ضمن حملة مُستمرة من واشنطن ضد معاملة بكين لأقلية الإيغور المسلمة.
وتكثف إدارة الرئيس جو بايدن العقوبات الاقتصادية التي تستهدف مصالح صينية بسبب مزاعم بانتهاكات لحقوق الإنسان وتهديد الأمن القومي الأميركي، ما يسهم في تدهور العلاقات الدبلوماسية مع بكين. وينص القانون الذي أقره مجلس الشيوخ على حظر المنتجات المصنوعة كلياً أو جزئياً في شينجيانغ، ما لم تقدم الشركات لمسؤولي الجمارك أدلة على أن المنتجات لم تُصنع في ظل عمل قسري.


مقالات ذات صلة

الصين تتأهب لاضطرابات تجارية مع تهديدات ترمب الجمركية

الاقتصاد حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

الصين تتأهب لاضطرابات تجارية مع تهديدات ترمب الجمركية

أعلنت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، سلسلةً من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن راسية مُحمَّلة بحاويات (أرشيفية - رويترز)

هل تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى إشعال حرب تجارية مع أوروبا؟

قد تكون الدول الأوروبية من بين الأكثر تضرراً إذا نفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: تصاعد التوترات التجارية يزيد المخاطر على الاستقرار المالي

خلص البنك المركزي الأوروبي، في تقريره نصف السنوي للاستقرار المالي، إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية يشكل خطراً على اقتصاد منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
العالم الرئيس الصيني شي جينبينغ يشارك في أعمال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في ليما عاصمة بيرو (أ.ب)

لقاء بايدن وشي لا يبدد عدم اليقين بين القوتين العظميين

بايدن يحذّر من حقبة «تغيير سياسي كبير»، ويصف التحالف الروسي الكوري الشمالي بأنه «خطير ومزعزع للاستقرار».

إيلي يوسف (واشنطن) إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي صناديق مشروب «شات كولا» المحلي الفلسطيني (أ.ف.ب)

رواج مشروب غازي فلسطيني مع مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

بين أشجار الزيتون على تلة في بلدة سلفيت شمال الضفة الغربية، يعمل مصنع «شات كولا» على تلبية الطلب المتزايد عليه، مع تحول الفلسطينيين لشراء منتجاتهم المحلية.

«الشرق الأوسط» (سلفيت)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.