بنيت يقف ضد تصريحات لوزير في حكومته انتقد عنف المستوطنين

الجيش الإسرائيلي يؤكد تصاعد الاعتداءات ضده وضد الفلسطينيين

فلسطينيون يحتمون من الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات بسبب نقطة استيطان في قرية بيتا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتمون من الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات بسبب نقطة استيطان في قرية بيتا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

بنيت يقف ضد تصريحات لوزير في حكومته انتقد عنف المستوطنين

فلسطينيون يحتمون من الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات بسبب نقطة استيطان في قرية بيتا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتمون من الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات بسبب نقطة استيطان في قرية بيتا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي يدير فيه قادة اليمين الاستيطاني المتطرف حملة تخويف ضد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار ليف، بسبب انتقاده عنف المستوطنين، ويجدون فيها تعاطفاً وتضامناً من رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، وعدد من وزرائه ونوابه وأحزاب المعارضة اليمينية، خرج قادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية بمعطيات تؤكد أن اعتداءات المستوطنين تزداد باستمرار، ولا تستهدف فقط الفلسطينيين في المناطق المحتلة وممتلكاتهم، بل تستهدف أيضاً قوات الجيش التي يتم إرسالها لحمايتهم.
وجاء في معطيات أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي تعتبر متواضعة بالمقارنة مع الواقع، أنه جرى في هذه السنة توثيق 135 اعتداء ألقى فيه مستوطنون الحجارة باتجاه فلسطينيين، بينما كان عدد هذه الاعتداءات 90 في العام 2019. كما تم توثيق 250 اعتداء آخر في العام الحالي مقابل 100 في العام 2019. وأشارت المعطيات إلى تزايد عنف المستوطنين ضد قوات الأمن الإسرائيلية، من 50 اعتداء في العام 2019 إلى 60 في السنة الأخيرة. وقال مصدر أمني إنه «طرأ ارتفاع في الجريمة القومية في منطقتي (مستوطنتي) يتسهار وشيلو، إن كان بإتلاف أشجار زيتون أو بإلقاء حجارة على سيارات فلسطينية عند مفترقات الطرق». وأضاف أن هذا التصعيد حاصل في منطقة جنوب جبل الخليل التي أقيمت فيها عدة بؤر استيطانية عشوائية و«مزارع زراعية» في السنوات الأخيرة.
لكن المنظمات الحقوقية الإسرائيلية وتلك العاملة في مجال حقوق الإنسان، تنشر معطيات مختلفة تدل على أن عدد الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون تبلغ ضعف أو 3 أضعاف ما يرصده الجيش، ولا تقتصر على منطقة الخليل وتتم بشكل خاص حيثما تقام بؤر استيطانية عشوائية.
وحسب منظمة «بتسيلم» الحقوقية، التي تجمع معلومات حول اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وتوزع كاميرات على المواطنين الفلسطينيين، حتى يوثقوا لها هذه الاعتداءات، فإنه تم رصد تصعيد بنسبة 28 في المائة في اعتداءات المستوطنين، حيث نُفذ 247 اعتداء في العام الحالي مقابل 192 في العام الماضي. وحسب بيان لمنظمة «يش دين» (يوجد قضاء)، وهي أيضاً حقوقية، تم توثيق 540 اعتداء للمستوطنين ضد فلسطينيين، في السنوات الثلاث الأخيرة، لكن الفلسطينيين قدموا 238 شكوى حيالها فقط إلى الشرطة الإسرائيلية بمساعدة «يش دين». وجرى تقديم 12 لائحة اتهام فقط ضد مستوطنين في هذه الشكاوى، بينما بقي مئات من المعتدين الآخرين طلقاء بلا حسيب على أفعالهم.
وقالت «يش دين» إن المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية يشعرون بتقاعس الشرطة الإسرائيلية وامتناعها عن مكافحة عنف المستوطنين، ولذلك توقفوا عن تقديم شكاوى لها، ما اضطرها إلى توثيق الاعتداءات وإطلاق مشروع يشجع الفلسطينيين على تقديم شكاوى، وأسمت المشروع «لا يشتكون». وتمكنت المنظمة الحقوقية من جمع 416 شكوى من فلسطينيين، وتبين أن 43 في المائة من المشتكين قالوا إنهم غير معنيين بتقديم شكاوى إلى الشرطة، وعزا 51 في المائة ذلك إلى عدم ثقتهم بالسلطات الإسرائيلية، وقال 21 في المائة إنهم يتخوفون من الانتقام أو فقدان تصريح العمل، ولم يذكر 22 في المائة سبباً. وقال آخرون إنهم يئسوا من إجراءات تقديم الشكوى، أو إنهم موظفون في السلطة الفلسطينية ولا يمكنهم تقديم شكوى في إسرائيل.
وقالت مديرة دائرة الأبحاث في «يش دين»، زيف شتهل، إن عنف المستوطنين ليس ظاهرة جديدة. ويلاحظ بعد سنوات طويلة من عدم إنفاذ القانون بشكل فعّال تجاه المجرمين، والدعم من جانب سلطات الدولة، أن هذه الظاهرة آخذة بالتصاعد، والمشاغبين يكتسبون جرأة أكبر لتصعيد وتيرة الاعتداءات وخطورتها.
على إثر هذه المعطيات، خرج وزير الأمن الداخلي، بار ليف، بتصريحاته ضد عنف المستوطنين. ومع أنه حاول التخفيف من الهجوم عليه، فقال إن 90 في المائة من العنف في إسرائيل يمارسه عرب من إسرائيل وفلسطينيون في الضفة الغربية، وفقط 10 في المائة يمارسه المستوطنون. وأعلن إصراره على التعامل مع هذا العنف بحزم. لكن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، اعترض عليه وقال إن المستوطنين ممارسي العنف هم أقلية ضئيلة. وخرج قادة المستوطنات يطالبون باستقالة وزير الأمن الداخلي، واتهموه بتعميم ظاهرة هامشية على جمهور كامل. ونشروا تقريراً ادعوا فيه أن دول الاتحاد الأوروبي تقدم مليار دولار في السنة لمنظمات إسرائيلية يسارية، لكي تدمغ إسرائيل باتهامات كاذبة عن تعاملها مع الفلسطينيين.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.