«الشعبي» يدعو بن دغر للتراجع... و«الدفاع» اليمنية: معركتنا مع الحوثي وجودية

ردود الفعل تتواصل رفضاً لبيانه الثنائي مع جباري

TT

«الشعبي» يدعو بن دغر للتراجع... و«الدفاع» اليمنية: معركتنا مع الحوثي وجودية

تتواصل ردود الفعل اليمنية الرسمية والشعبية الرافضة لبيان الثنائي جباري - بن دغر؛ حيث عبّر المؤتمر الشعبي العام عن أسفه لهذا البيان، مطالباً بالتراجع عنه، فيما وصف مصدر بوزارة الدفاع اليمنية الدعوة إلى السلام ووقف الحرب بأنها جاءت في سياق خاطئ وتوقيت غير سليم، وهي تتعارض مع إرادة اليمنيين وخياراتهم وواقعهم ومستقبلهم.
وأكدت قيادة المؤتمر الشعبي العام في عدن أن أي بيانات أو مواقف سياسية من أي مستوى قيادي في المؤتمر الشعبي يجب أن تتم وفقاً للطرق والإجراءات التي يحددها النظام الداخلي للمؤتمر وهيئاته، مشيرة إلى أن قضية الشرعية التي يمثل رمزيتها الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية ورئيس المؤتمر الشعبي العام تشكل إطاراً مؤسسياً يكتسب شرعيته من المرجعيات والدستور والقرارات الدولية والاعتراف الإقليمي والدولي.
وكانت رئاسة مجلس النواب اليمني وصفت البيان بأنه صادم ومفاجئ، ويعبر عن رأي فردي لا يمثلها من قريب أو بعيد، وأن مضمونه لا يعبر عن مصالح الشعب اليمني، ولا يحقن دماء أبنائه.
وحذّر المؤتمر الشعبي من أن أي انتقاص من هذه الشرعية يتضمن اعترافاً بشرعية سلطة الأمر الواقع الذي فرضته ميليشيا الحوثي والمشروع الإيراني الداعم لها.
وأضاف البيان أن «التضحيات والبطولات التي سطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكل الشرفاء نساءً ورجالاً في مقاومة المشروع الإيراني هي من ستصنع السلام وإيقاف الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية منذ انقلابها وتمردها على مؤسسات الدولة».
وأكدت قيادة المؤتمر الشعبي العام أن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية قدّم وما زال يقدم حتى اليوم للشرعية وحكومتها وجيشها الوطني كل الدعم والمساندة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية كافة، وأن الإساءة للتحالف وتضحياته تشكل خدمة للانقلاب الحوثي المدعوم من إيران ومن يسير في فلكها.
ورفض البيان أي «حديث عن فشل الخيار العسكري، في ظل الصمود الذي يسطره الأبطال من الجيش الوطني والمقاومة في مأرب وشبوة والساحل الغربي وتعز والضالع وغيرها من الجبهات دفاعاً عن كرامتهم ومقاومة للمشروع الإيراني». داعياً بن دغر إلى التراجع عن هذا الموقف، والالتزام بتوجه المؤتمر وبرنامجه السياسي والتقيد بأدبيات المؤتمر واحترام نظامه ونهجه في الدفاع عن الجمهورية ورفض مشروع الإمامة.
من جهته، استغرب مصدر مسؤول بوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان اليمنية صدور ما وصفه بـ«بيان غير مسؤول من بعض الشخصيات الرسمية التي تستخدم مفردة الدعوة إلى السلام ووقف الحرب في سياق خاطئ وتوقيت غير سليم، وتتعارض مع إرادة اليمنيين وخياراتهم وواقعهم ومستقبلهم».
وقال المصدر، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن «الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية الإرهابية بدعم إيراني هي حرب فرضت على اليمنيين وقواتهم المسلحة، وهي خيار الميليشيات التي تعتقد أن الحرب والسلاح وسيلتها الوحيدة لفرض سطوتها على اليمنيين وتقويض الدولة وكسر ثوابت الأمة اليمنية المتمثلة في الجمهورية والوحدة والديمقراطية والمساواة».
وأكد المصدر أن المعركة الوطنية تقتضي من الجميع رصّ الصفوف والالتفاف حول القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي، والجيش الوطني والتحالف الداعم للشرعية لتحقيق النصر واستعادة الدولة وإجبار الميليشيات على الخضوع للسلام واحترام الإرادة اليمنية وإنهاء المخططات الساعية إلى تقويض الأمن والسلم في اليمن والمنطقة.
ودعا المسؤول بوزارة الدفاع اليمنية في ختام حديثه «جميع المسؤولين والقوى الفاعلة والأحرار، من كل التوجهات، إلى الالتحام بالمعركة الوجودية وإسنادها بكل ما يعزز موقفها وتجنب المسارات والمواقف التي تقفز إلى استنتاجات خطيرة تضرّ بالمعركة الوطنية وتنتقص من تضحيات الأبطال، وتصبّ في مصلحة الميليشيا».
على صعيد العمليات، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن توجيه ضربات جوية دقيقة لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، عبارة عن مخازن أسلحة وتموين رئيسية، مجدداً الدعوة للمدنيين بعدم التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة.
وأوضح التحالف كذلك عن ضربات جوية دقيقة لأهداف عسكرية مشروعة في صعدة، عبارة عن ورش لتجميع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة.
كما نفذ التحالف 9 عمليات استهداف ضد ميليشيا الحوثي في مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية، دمر خلالها 6 آليات عسكرية، وأحدث خسائر بشرية تجاوزت 45 عنصراً إرهابياً.
من جانبه، أحبط الجيش اليمني عملية تسلل حوثية على عدد من التباب في جبهة آل ثابت بمحافظة صعدة.
ووفقاً للعميد أحمد القطريفي، قائد ألوية الصقور، فإن «قوات الجيش تصدت لعملية تسلل والتفاف قامت بها مجاميع حوثية على مواقع الجيش المحاذية لسوق آل ثابت المركزية، وتم إحباطها بإسناد من التحالف».
إلى ذلك، أعلنت قوات دعم الشرعية (التحالف)، أمس، عن قيامها بضربة جوية لهدف عسكري مشروع في العاصمة اليمنية صنعاء، وقال التحالف إن الضربة استهدفت موقع أسلحة نوعية تم نقلها من مطار صنعاء الدولي، مؤكداً أن العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».