إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

علاج انسداد شرايين القلب
> لدي شريان مسدود في القلب. والطبيب اقترح عدم فتح ذلك الشريان بالقسطرة. بماذا تنصح؟
- هذا ملخص أسئلتك. وإذا كنت تعتقد أنه يجب إصلاح جميع حالات انسداد شرايين القلب، فأنت لست وحدك بالفعل. ولسنوات كثيرة مضت، اعتقد أطباء القلب أيضاً أنه إذا كان بإمكاننا فتح شريان مسدود، وتثبيت دعامة داخله لحفظ مجراه، فيجب علينا ذلك. وهو أمر منطقي، ولكن في بعض الحالات ليس ضرورياً، وربما الأفضل ترك ذلك الشريان المسدود دون تدخّل، خاصة إذا كان الشريان صغيراً ويُمد منطقة صغيرة نسبياً من عضلة قلبه بالدم.
ولذا؛ يأتي السؤال: منْ يحتاج إلى دعامة لتوسيع أو فتح شريان القلب المتضيق أو المسدود بالكامل؟ وللإجابة: لاحظ معي أن عمليات التدخّل بالقسطرة لإصلاح أحد شرايين القلب بتثبيت الدعامة، هي واحدة من أكثر العمليات إجراءً. ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن بعض هذه العمليات التدخليّة قد لا تكون ضرورية.
وبشكل عام، فإن إجراء تثبيت دعامات شريان القلب المسدود أو المتضيق بشدة، «يُقترح» في 3 حالات. إحداها، أثناء نوبة قلبية واقعة، أو نوبة قلبية وشيكة الوقوع. وهو ما يتم وفق التقييم الطبي لحالة الشخص عند شكواه من ألم في الصدر. وهذا ما يسمى بمرض شرايين القلب «الحاد».
والحالة الثانية عندما تكتشف اختبارات إجهاد القلب أو اختبارات فحص تصوير شرايين القلب، أن ثمة انسدادات في شرايين القلب. وهذا ما يسمى بمرض شرايين القلب «المستقر».
والحالة الثالثة، عندما يكون ثمة شريان مسدود، ويرافقه ضعف في جزء عضلة القلب الذي يزوده ذلك الشريان بالدم.
وفي الحالة الأولى، أي أثناء النوبة القلبية، من المفيد صحياً والمقبول جيداً أن يتم فتح شريان القلب بإجراء تثبيت الدعامة. وهناك أدلة علمية قوية على أن فتح الشريان يقلل من خطر الموت، ويخفف من ذلك الضرر الذي قد يلحق بالقلب ويؤدي إلى فشل القلب في المستقبل.
ومع ذلك، فإن الشيء نفسه لا ينطبق على معظم شرايين القلب المسدودة التي يتم اكتشافها عن طريق اختبار الإجهاد أو اختبارات فحص تصوير شرايين القلب، وذلك عندما لا يكون المريض مصاباً بنوبة قلبية، أي في الحالة الثانية. ذلك لأن دراسات طبية عدة عالية المستوى البحثي، لم تظهر أي فائدة لإصلاح الشرايين المسدودة في المرضى المستقرين، كما أن بعضها أظهر أن فتح الشرايين القلبية المسدودة في المرضى المستقرين لم ينقذ الأرواح ويقلل من الوفيات ولم يقلل من احتمالات الإصابة مستقبلاً بالنوبات القلبية، وذلك عند مقارنة معالجة انسداد في شريان القلب باستخدام الدعامات مع الأدوية، وبين المعالجة بالأدوية فقط، ولمدة تفوق خمس سنوات. وأكدت هذه النتيجة دراسات أخرى لم تجد أي اختلافات في الوفاة أو النوبة القلبية أو قصور القلب أو الاستشفاء بين إصلاح الانسداد مع الأدوية أو الأدوية فقط. ويبقى جانب واحد في الحالة الثانية، وهو إذا كان المريض يشكو من ألم في الصدر، فإنه ربما يكون فتح الشريان المسدود أو توسيع المتضيق بشدة، مُفيداً في تخفيف الألم.
وفي الحالة الثالثة، من المحتمل أن يُؤدي فتح الشريان المسدود إلى تحسين قوة عضلة القلب، ومن المحتمل أيضاً ألا يكون ذا جدوى.
ولاحظ أن النهج في تفكير أطباء القلب عند التعامل مع أي اضطرابات قلبية (مثل ضيق أو سدد شريان تاجي، أو ضيق و- أو تسريب شديد في أحد الصمامات القلبية، أو اضطرابات نبض القلب، أو زراعة أي أجهزة داعمة للقلب)، هو محاولة الإجابة عن سؤالين:
- هل المعالجة ستُخفف من الاحتمالات «المستقبلية» لتدهور عمل القلب، وستخفف من الاحتمالات «المستقبلية» لحصول مضاعفات أو تداعيات ضارة بالقلب وبسلامة حياة المريض؟
- هل المعالجة ستُخفف من الأعراض «الحالية» التي يشكو منها المريض وستُحسّن من «جودة حياة» المريض؟
وهناك معالجات قد تخفف وتُحسّن من المعاناة «الحالية» للمريض، ولكنها على المدى البعيد ليست ذات جدوى عالية، والعكس صحيح. وهناك معالجات تفيد في الجانبين. وهذا ما يُوضحه الطبيب للمريض.
ثم بعد الإجابة عن هاتين النقطتين، يتم التفكير في الموازنة بين المخاطر والفوائد للإجراء العلاجي ذلك (مثل العملية الجراحية أو العلاج التدخّلي بالقسطرة، وغيرها من وسائل المعالجات القلبية المتقدمة)، على المريض نفسه وفق مُعطيات عدة في جوانبه الصحية كافة في القلب والأعضاء الأخرى.
ولذا؛ فإنه عندما يثبت أن «لا جدوى» ثابتة طبياً من ذلك الإجراء العلاجي، فإن من غير المقبول طبياً أن يتم إجراء تلك المعالجة إذا كانت تحمل في طياتها مخاطر صحية على المريض.
ولذا؛ تُلاحظ أن قرار إجراء تثبيت الدعامة هو قرار معقد؛ لأن هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها، والكثير منها يتضح للمريض عند مناقشته مع الطبيب، لاستكشاف المخاطر والفوائد والبدائل الطبية، بشكل متوازن مع ما يتوقعه المريض ويرجو حصوله.


جفاف اليدين
> كيف أعالج جفاف واحمرار اليدين؟
- هذا ملخص أسئلتك. وبالنسبة لما ذكرت في سؤالك، فإن غسل اليدين المتكرر هو أمر ضروري للحفاظ على صحتنا ومنع انتشار الفيروسات. ولكن عند عدم العناية باليدين بطريقة صحية، من الممكن أن تحصل حالات الجفاف وتشقق الجلد؛ ما يجعل الجلد أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من العدوى، والتسبب بالحكة والإزعاج، والاحمرار، وتقشر الجلد. وهذه كلها يمكن منع حصولها بخطوات بسيطة، وفي الوقت نفسه بالغة التأثير الإيجابي.
الخطوة الأولى، هي خفض درجة حرارة الماء المستخدم في غسل اليدين. وفي هذا تشير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن درجة حرارة الماء لا تؤثر على إزالة الجراثيم. والماء الساخن يتسبب في الجفاف أكثر من الماء الدافئ أو البارد؛ ولذلك من المنطقي تقليل درجة الحرارة إلى مستوى مريح.
أما الخطوة الثانية، فهي استخدام مُنظّف لطيف على البشرة. وليس من الضروري أن يكون الصابون مضاداً للبكتيريا أو ذا قوة صناعية لتنظيف البشرة وإزالة الأوساخ والبكتيريا والفيروسات. والعديد من المنظفات اللطيفة والخالية من العطور والبسيطة، مناسبة تماماً للأيدي. وعند تنظيف الأطباق أو الملابس باستخدام منظفات قوية، يجدر ارتداء قفاز.
والخطوة الثالثة، استخدام القليل من كريم مُرطّب للجلد، مباشرة بعد كل مرة تغسل فيها اليدين، لتلطيف البشرة وحمايتها من الجفاف. والخطوة الرابعة قبل النوم، وضع كريم واقٍ أو مرهم سميك وخالٍ من العطور، بعد تنظيف اليدين لآخر مرة في اليوم.
والخطوة الخامسة، استشارة الطبيب في استخدام مستحضرات علاجية، كالتي تحتوي على درجات خفيفة من الكورتيزون لفترة محددة عند ضرورة ذلك. ومع كل ذلك، ضع في اعتبارك أن هناك العديد من الأسباب الأخرى لطفح جلد اليدين، غير تكرار الغسل والتنظيف، مثل حساسية الجلد، والأكزيما، والصدفية، وإصابات الأعصاب، وبعض الحالات الطبية المزمنة، وردود الفعل الدوائية، والالتهابات الميكروبية. ويمكن لطبيب الأمراض الجلدية أن ينصحك بما هو الأفضل آنذاك عند معاينته لها.

استشاري باطنية وطب قلب للكبار
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني:[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».