تشكيل لجنة للتعامل مع مشكلات استثمارات السعوديين في السودان

«اتفاق الخرطوم» يعزز التفاؤل بإيجاد حلول لمشروعات تقدر بـ4 مليارات دولار

تشكيل لجنة للتعامل مع مشكلات استثمارات السعوديين في السودان
TT

تشكيل لجنة للتعامل مع مشكلات استثمارات السعوديين في السودان

تشكيل لجنة للتعامل مع مشكلات استثمارات السعوديين في السودان

في وقت تنتظر فيه الخرطوم عودة رئيس الوزراء إلى منصبه بعد اتفاق سياسي أُعلن أمس، كشف رئيس مجلس الأعمال السعودي - السوداني عن تشكيل لجنة للتعامل مع مشكلات استثمارات السعوديين بالسودان، في وقت أبدى مستثمرون سعوديون في السودان قلقهم من الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها البلاد حالياً.
وسادت أجواء من التفاؤل بشأن المستقبل الواعد للاستثمارات السعودية بالسودان في ظل المعطيات الاقتصادية والمالية الإيجابية التي برزت أخيراً، بعد الإعلان عن الاتفاق السياسي أمس.
وأوضح رئيس مجلس الأعمال المشترك حسين بحري، لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس الأعمال السعودي - السوداني رصد خلال الفترة الماضية عدداً من التحديات والمعوقات التي تواجه المستثمرين السعوديين بالسودان جراء الأوضاع الراهنة، مبيناً أن الخيارات مفتوحة للتعامل مع الواقع بما فيها التحفظ مؤقتاً على الدخول في استثمارات جديدة.
وفي ظل الوضع الحالي تُعقد «لجنة أزمة» للتعامل مع التحديات التي تواجه الاستثمارات السعودية اجتماعاتها بشكل أسبوعي وتتلقى الشكاوى وتعمل على التواصل مع جميع الجهات ذات الصلة، داعياً المستثمرين السعوديين بالسودان الذين تواجههم معوقات وتحديات إلى التواصل مع اللجنة.
وشدد بحري على ضرورة حماية وتأمين الاستثمارات السعودية والعمل على حل المشكلات التي تواجهها لإطلاق دورها بشكل فاعل في دعم الاقتصاد السوداني، متطلعاً إلى مستقبل حافل بالاستقرار والنماء والازدهار، تستطيع خلاله لجنة الأزمة مواجهة التحديات التي تواجه الاستثمارات السعودية.
وقال: «تقدَّر الاستثمارات السعودية في السودان بأكثر من 4 مليارات دولار... نحن على ثقة تامة بحرص المسؤولين على تحقيق كل ما هو ممكن لاستمرار تشغيلها بالكفاءة المطلوبة وتوفير مستلزماتها من محروقات وأعلاف ووسائل نقل ومستلزمات إنتاج».
كانت هذه المخاوف محور مناقشات مطولة خلال اجتماع مجلس الأعمال السعودي - السوداني في اتحاد الغرف التجارية السعودية، والذي جرى خلاله بحث مستجدات الأحداث في السودان وتأثيراتها المحتملة على الاستثمارات السعودية والخيارات المتاحة للتعامل مع التحديات التي تفرضها الأوضاع المستجدة.
ويؤمَّل أن تقف اللجنة على واقع وحجم الاستثمارات السعودية والمعوقات التي تواجه الاستثمارات والحاجة لوضع استراتيجية واضحة لحل الإشكاليات؛ مع ضرورة تفعيل آليات التعامل البنكي السعودي - السوداني بعد رفع السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب أخيراً، حيث يتطلع المستثمرون السعوديون إلى تصحيح بيئة الاستثمار وتهيئة المناخ لتشجيع الاستثمار، في المرحلة المقبلة للمساهمة في حل المشكلة الاقتصادية، مع طرح أفكار جاذبة للاستثمار.
وكانت الخرطوم قد أكدت في وقت سابق إعادة النظر في الدعاوى الموجهة من بعض المستثمرين السعوديين في السودان، الذين سُحبت منهم أراضٍ استثمارية أخيراً، حيث شدد الدكتور الهادي محمد إبراهيم، وزير الاستثمار والتعاون الدولي السوداني في الحكومة الانتقالية السابقة، على خطة استراتيجية لحلّ مشكلات الاستثمار السعودي في بلاده، متطلعاً إلى تفعيل آليات التعامل البنكي بين البلدين، بعد رفع السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وقدّر الوزير السوداني في تصريحات صحافية قبل يومين، حجم الاستثمارات التي كان من المتوقع أن تصل إلى البلاد، غير أنها توقفت بشكل عام عقب حل الحكومة الانتقالية أخيراً، بأكثر من 35 مليار دولار، كان من المؤمَّل أن تدخل في مشروعات تتصل بالبنى التحتية.
وستغطي الأموال المرجح إعادة دخولها السودان، مشروعات السكة الحديد والطرق ومدينتين طبيتين في جامعة الخرطوم بمليار و200 مليون يورو، ومدينة طبية في حدود 6 مليارات في جامعة الجزيرة، فضلاً عن تأهيل الميناء وربطه بسكة حديد حتى الجنينة بما لا يقل عن 6 مليارات دولار.



«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
TT

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)

أكد البنك المركزي التركي استمرار دعم الموقف المتشدد في السياسة النقدية من خلال السياسات الاحترازية الكلية بما يتماشى مع تراجع التضخم.

وأكد البنك في تقرير الاستقرار المالي للربع الثالث من العام أنه «في واقع الأمر، مع مساهمة الإطار الاحترازي الكلي الذي قمنا بتعزيزه، يتحرك نمو الائتمان بما يتماشى مع تراجع التضخم».

وأضاف التقرير، الذي أعلنه البنك، الجمعة، أنه بينما يتم تعزيز آلية التحويل النقدي، يتم تشكيل التسعير في الأسواق المالية بما يتماشى مع سياسة سعر الفائدة والتوقعات.

وفي تقييمه للسياسة الاقتصادية الحالية، قال رئيس البنك المركزي التركي، فاتح كاراهان في التقرير، إن «أسعار الفائدة على الودائع ستبقى عند مستويات داعمة لمدخرات الليرة التركية».

وأضاف كاراهان أن «استمرار عملية خفض التضخم يزيد من الاهتمام والثقة في أصول الليرة التركية، وأن الزيادة المطردة في حصة ودائع الليرة التركية مستمرة، وأدى الانخفاض الكبير في رصيد الودائع المحمية من تقلبات سعر الصرف إلى تعزيز قوة العملة التركية».

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان (موقع البنك)

وتابع كاراهان أن «مزيج السياسات الحالي يدعم تحسين تصور المخاطر تجاه الاقتصاد التركي وانخفاض علاوة المخاطر، وانعكاساً لذلك؛ تعززت قدرة الاقتراض الأجنبي للشركات والبنوك».

وأوضح أنه بمساهمة انخفاض مستوى ديون الشركات، كان انعكاس تشديد الأوضاع المالية على مؤشرات جودة الأصول محدوداً، بالإضافة إلى التدابير الحكيمة وسياسات توفير البنوك والاحتياطيات القوية لرأس المال والسيولة بقيت المخاطر عند مستوى يمكن التحكم فيه.

كان كاراهان أكد، في كلمة خلال الاجتماع العادي لجمعية غرفة صناعة إسطنبول، الخميس، أهمية سياسات البنك المركزي بالنسبة للصناعة والإنتاج والاستقرار المالي، مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ ستزداد فيما يتعلق باستمرار عملية تباطؤ التضخم وما يتبعها من استقرار الأسعار.

وأضاف: «وبالتالي، يمكن اتخاذ قرارات الاستثمار والإنتاج والاستهلاك من منظور طويل الأجل».

وفي معرض تأكيده على أن عملية خفض التضخم مستمرة، قال كاراهان: «انخفض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 48.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو انخفاض كبير مقارنة بذروته في مايو (أيار)، ونتوقع أن ينخفض ​إلى 44 في المائة في نهاية العام.

وأضاف أن الاتجاه الرئيس للتضخم يتحسن التضخم، على الرغم من أنه أبطأ مما توقعنا في أشهر الصيف، وسيستمر التضخم، الذي انخفض بسرعة بسبب التأثير الأساسي، في الانخفاض مع تحسن التضخم الشهري في الفترة المقبلة، ونهدف إلى خفض التضخم إلى 21 في المائة بحلول نهاية عام 2025.

مسار التضخم الأساسي وتوقعاته تدفع «المركزي التركي» للحفاظ على سياسته النقدية المتشددة (إعلام تركي)

وتابع: «موقفنا الحازم في سياستنا النقدية سيستمر في خفض الاتجاه الرئيس للتضخم الشهري من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع قيمة الليرة التركية الحقيقية، وتحسن توقعات التضخم، لقد حافظنا على سعر الفائدة الذي رفعناه إلى 50 في المائة في مارس (آذار)، ثابتاً لمدة 8 أشهر، وسنواصل موقف سياستنا النقدية المتشددة حتى يتحقق الانخفاض وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع على المدى المتوسط (5 في المائة)».

بالتوازي، أعلن معهد الإحصاء التركي أن اقتصاد تركيا سجَّل نمواً بنسبة 2.1 في المائة في الربع الثالث من العام على أساس سنوي.

وكان اقتصاد تركيا سجل نمواً في الربع الأول من العام بنسبة 5.3 في المائة، وفي الربع الثاني بنسبة 2.4 في المائة.

وظلت توقعات النمو للعام الحالي ثابتة عند 3.1 في المائة، بحسب نتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي نشره البنك المركزي التركي، الأربعاء، في حين تراجعت التوقعات من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة لعام 2025.