اكتشف فريق بحثي روسي وجود صبغة زرقاء مصرية في طبقة طلاء بلوحة «البتيولا – الربيع» للرسام الروسي الشهير روبرت فالك، التي تعود إلى عام 1907، والبتيولا شجرة موطنها أوروبا وأجزاء من آسيا، وتُستخدم أوراقها ولحاؤها وبراعمها في صنع الدواء، وظهرت في أعمال كثير من الفنانين، ولكن كان المميز في لوحة فالك، ليس فقط استخدام الأزرق المصري في طبقة الطلاء، ولكن أيضاً في دهانات الجانب الخلفي من القماش المستخدم في رسم اللوحة.
وروبرت فالك (1886 - 1956)، هو أحد الفنانين البارزين للطليعة الروسية، وهو عضو بارز في الجمعية الإبداعية (1910 – 1916)، وتعود اللوحة إلى الفترة المبكرة من عمله، وقت تكوينه كرسام فنان، حيث رُسمت في سنته الثانية في مدرسة موسكو للرسم والنحت والعمارة عام 1907.
وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «التراث الثقافي» عن هذه اللوحة، استخدم الفريق البحثي من معهد أبحاث الدولة للترميم بروسيا، التحليل الطيفي للأشعة السينية المشتتة والتحليل المجهري الاستقطابي، الذي مكنهم من اكتشاف هذه الصبغة المميزة، ليكون هذا العمل الفني لروبرت فالك، والمرسوم بالزيت على القماش، هو الأول في القرن العشرين الذي يكتشف فيه هذا اللون.
ويُعد الأزرق المصري، المعروف أيضاً باسم رباعي سيليكات النحاس والكالسيوم، أو «فريت الإسكندرية» أو «بومبيان الأزرق»، أحد أقدم الأصباغ الصناعية التي عرفتها البشرية، وظهر بمصر القديمة في وقت لاحق من الأسرة الرابعة في مصر (حوالي 2613 - 2494 قبل الميلاد)، واستخدم على نطاق واسع في العصور القديمة، فعرفه الرومان القدماء، على سبيل المثال، وتم إنتاجه على نطاق واسع في جميع أنحاء غرب آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط (بلاد ما بين النهرين، بلاد فارس، سوريا، أورارتو، بارثيا واليونان)، وتم اكتشافه كواحد من الصبغات الزرقاء الرئيسية في صور مومياء الفيوم (من القرن الأول إلى القرن الثالث عشر الميلادي)، وفي طبقة الطلاء للأيقونات المسيحية «الشهداء والشهداء»، و«سرجيوس وباخوس»، وانتشر في أوروبا الرومانية وحتى في النرويج.
فنان روسي أول مستخدم لـ«الأزرق المصري» في القرن العشرين
فنان روسي أول مستخدم لـ«الأزرق المصري» في القرن العشرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة