مخاوف يمنية من موجة إعدامات حوثية جديدة تطال 31 مدنياً

TT

مخاوف يمنية من موجة إعدامات حوثية جديدة تطال 31 مدنياً

وسط مخاوف من موجة إعدامات حوثية جديدة شبيهة بتلك التي طالت تسعة مدنيين بينهم أحد القاصرين من سكان محافظة الحديدة اليمنية، كشف محام يمني يتولى الدفاع عن المعتقلين لدى الميليشيات عن محاكمات سرية تجريها محكمة تابعة للجماعة بحق العشرات من سكان مدينة الحديدة المعتقلين الذين جرى نقلهم إلى صنعاء.
وبحسب المحامي فإن جلسات محاكمات المعتقلين تتم في أحد سجون المخابرات الحوثية، وذلك بعد نحو شهرين على إصدار أحكام بإعدام 11 معتقلا بنفس التهم التي يحاكم هؤلاء بموجبها وهي «الخيانة والتخابر».
ولأن الدفعة الأولى من الإعدامات التي نفذت في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وعقب تنصيب محمد الحوثي (ابن عم زعيم الجماعة) نفسه رئيسا لما تسمى المنظومة العدلية، فإن مخاوف تراود الشارع اليمني من أن تكون الدفعة الجديدة من أحكام الإعدامات التي صدرت وتلك التي ينتظر صدورها بحق المعتقلين، مؤشر على أن الميليشيات تخطط لتنفيذ عملية إعدامات جديدة قد تطال العشرات من المدنيين هذه المرة، بعد أن أصدرت هذه المحكمة مئات من أحكام الإعدام بحق قيادات في الحكومة الشرعية ومعارضين سياسيين وبرلمانيين وكتّاب ونشطاء ووصلت إلى موظفات رفضن العمل مع سلطة الميليشيات.
وذكر المحامي عبد المجيد صبرة أن المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بالحديدة (محكمة أمن الدولة) التابعة لميليشيات الحوثي تجري محاكمات سرية لعدد كبير من المعتقلين من محافظة الحديدة دون حضور أي محام عنهم، وأن هذه المحكمة والتي سبق أن أصدرت مئات الأحكام، تعقد جلساتها في أحد سجون المخابرات في صنعاء بعد أن تم نقل المعتقلين من الحديدة إلى صنعاء.
وأوضح المحامي اليمني أن عدد المعتقلين الذين تتم محاكمتهم حاليا يبلغ 31 شخصا من بينهم الصحافيان محمد الصلاحي ومحمد الجنيد، وأنه سبق له أن حضر التحقيقات معهم أمام النيابة الجزائية المتخصصة، ولكن هذه المرة لم يسمح له بالحضور أمام المحكمة رغم محاولاته وتواصل أقارب المعتقلين معه، وقال إن القاضي أمر بالإفراج عن 14 منهم.
وكانت المحكمة المذكورة أصدرت في أغسطس (آب) الماضي حكماً بإعدام 11 يمنياً مختطفا في سجونها، بينهم امرأتان وأستاذ في القانون الدولي بجامعة صنعاء بنفس التهمة المزعومة التي توجهها لجميع المعتقلين على ذمة معارضتهم للانقلاب على الشرعية، وهي تهمة التخابر مع دولة أجنبية معادية.
وقال المحامي عبد الباسط غازي الذي يترأس هيئة الدفاع عن المعتقلين والمخفيين في صنعاء إن الأحكام طالت امرأتين، وأستاذا في القانون الدولي وثمانية آخرين بتهمة التخابر مع دولة أجنبية معادية، ضمن ما سمتها الميليشيات بخلية وكيل جهاز الأمن القومي الأسبق نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
كما نص الحكم على مصادرة أموال أحد المحكوم عليهم بالإعدام واسمه محمد المالكي وتوريدها إلى خزينة الدولة. كما بين المحامي أن جهة غير قضائية لم يسمها مارست ضغوطاً على بعض المتهمين بسحب توكيلات المحامين، وقطعت وعودا بأن يتم الإفراج عنهم بعفو من مجلس حكم الميليشيات، لكنهم لم يتلقوا بعد سحب التوكيلات إلا صفعة الحكم بالإعدام، واصفا ذلك بأنه «إهدار متعمد لحقوق الدفاع من قبل الأجهزة الأمنية».
وبمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب طالبت أمس (الثلاثاء) منظمات يمنية بملاحقة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحافيين، حيث قتل 49 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، كما تعرضت الصحافة لتجريف غير مسبوق تحولت معه كثير من المدن اليمنية إلى مناطق مغلقة للصوت الواحد وغاب التنوع الإعلامي الذي كانت تتمتع به اليمن قبل انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية.
وشهدت السنوات السبع الماضية من الانقلاب الحوثي انتهاكات غير مسبوقة للحريات الصحافية تنوعت بين قتل واختطاف وإخفاء قسري وتعذيب وإصدار أحكام إعدام بحق صحافيين من خلال محاكمات غير عادلة ومسيسة وبعيدة عن كل معايير المحاكمة العادلة، وبما يخالف الدستور والقوانين المحلية والمواثيق والعهود الدولية التي تكفل حماية الصحافيين وضمان حرية الرأي والتعبير.
ولا يزال تسعة صحافيين موجودين في سجون مخابرات ميليشيات الحوثي بينهم أربعة أصدرت الميليشيات بحقهم أحكاما بالإعدام.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.