أليك بالدوين أُبلغ بأن المسدس المستخدم في الحادثة المميتة... كان آمناً

تساؤلات حول سلامة الأسلحة النارية في مواقع تصوير الأفلام

TT

أليك بالدوين أُبلغ بأن المسدس المستخدم في الحادثة المميتة... كان آمناً

في مزرعة في شمال نيو مكسيكو، حيث تشكل الغابات القطنية والسفوح الترابية الخلفية الطبيعية لأفلام الغرب الأميركي منذ خمسينات القرن الماضي، كان أليك بالدوين يصوّر فيلماً جديداً بعد ظهيرة يوم الخميس عندما كان لزاماً على الدور الذي يقوم به، وهو لخارج عن القانون، استعمال المسدس.
وقد أمسك مساعد المخرج بواحد من ثلاثة مسدسات مُقلدة (مزيفة) كان معدو الفيلم قد وضعوها في الخارج على عربة رمادية، وسلمها لبالدوين، وطبقاً للإفادة الموقعة من المحقق «جويل كانو» من مكتب مأمور بلدية سانتا في، صاح قائلاً: «المسدس بارد!» — والذي من المفترض أن يشير إلى أن المسدس لم يكن به أي طلقات حية.
وعندما أطلق بالدوين النار، قال مسؤولو إنفاذ القانون إنه أصاب وقتل مصورة الفيلم وأصاب المخرج بجراح - وأثار تساؤلات جديدة حول سلامة الأسلحة النارية في مواقع تصوير الأفلام.
وكان مساعد المخرج «لا يعلم أن الذخيرة الحية كانت محشوة في السلاح المُقلد»، عندما أعطاه لبالدوين، وفقاً لما جاء في الإفادة التي قُدمت كجزء من طلب أمر التفتيش. ولم تحدد الإفادة الرسمية نوع الذخيرة التي كانت داخل المسدس.
كانت النتائج مميتة: قال المسؤولون إن «هالينا هوتشينز»، (42 عاماً)، وهي مديرة التصوير بالفيلم، قد أصيبت في صدرها ونُقلت جواً إلى مستشفى جامعة نيو مكسيكو في البوكيركي، حيث توفيت هناك. وأصيب مخرج الفيلم «جويل سوزا»، (48 عاما)، في منطقة الكتف، ثم نُقل إلى مركز «كريستوس سانت فنسنت» الطبي الإقليمي في «سانتا في»، ثم غادر بعد تلقي العلاج اللازم.
وقال السيد بالدوين (63 عاماً)، في بيان على «تويتر» يوم الجمعة: «لا توجد كلمات تعبر عن صدمتي وحزني إزاء الحادث المأساوي الذي أودى بحياة هالينا هوتشينز، الزوجة والوالدة والزميلة التي تحظى بالإعجاب الشديد. إنني أتعاون تعاوناً كاملاً مع تحقيقات الشرطة للوقوف على كيفية وقوع هذه المأساة، وأنا على اتصال بزوجها، وأقدم دعمي له ولأسرته. لقد انكسر قلبي من أجل زوجها وابنها وكل من عرف هالينا وأحبها».
إن قصة الفيلم الذي كان يصوره بالدوين بعنوان «راست» تدور حول حادثة قتل عرضية وما تلاها من عواقب. وعلى نحو مفاجئ، تحوّل موقع تصوير الفيلم — في منطقة «بونانزا كريك رانش» في مقاطعة سانتا في— إلى مسرح جريمة قتل حقيقية، وتحقيق قانوني جدي.
يقول خوان ريوس، المتحدث باسم مكتب المأمور، بعد ظهر يوم الجمعة، إن التحقيق «لا يزال نشطاً ومستمراً»، وإن «المحققين دخلوا إلى موقع تصوير الفيلم اليوم ويواصلون استجواب الشهود المحتملين».
وأضاف ريوس: «فيما يتعلق بالمقذوف، يركز التحقيق على نوعه، وكيفية وصوله إلى هناك».
ذكرت الإفادة أن الأسلحة الثلاثة تُركت على عربة رمادية خارج المبنى الذي كان بالدوين يتابع فيه تصوير أحد المشاهد «بسبب القيود المفروضة لفيروس كورونا». وبحسب مذكرة التفتيش، كان المحققون يبحثون عن أدلة إضافية يمكن أن تساعد على تسليط الضوء على الأحداث التي أدت إلى إطلاق النار القاتل: لقطات أو مقاطع للفيديو سُجلت خلال التصوير، وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة في موقع التصوير، فضلاً عن الأسلحة النارية والذخائر الأخرى.
وقد وردت تقارير عن وجود اضطرابات عمالية في موقع تصوير الفيلم، الذي يشارك بالدوين في إنتاجه. وقد غادر عدد من أفراد الطاقم من موقع التصوير في وقت سابق هذا الأسبوع بسبب ظروف العمل، وفقاً لما ذكره عدد من الأشخاص المطلعين على حادثة إطلاق النار.
وقف ثلاثة حراس أمن خاصين عند البوابة المغلقة لمزرعة «بونانزا كريك» في منتصف النهار تقريباً، وقالوا للصحافيين إن الدخول إلى المزرعة محظور. وفي وقت سابق من اليوم، دخلت الموقع عدة مركبات بلا علامات من إدارة مأمور مقاطعة سانتا في ومكتب الطبيب الشرعي. وكما يبدو، كانت الطائرات العمودية التي تستخدمها المحطات الإخبارية تحوم في السماء أحياناً.
وفي مواقع تصوير الأفلام، نستطيع أن نقول إن بروتوكولات السلامة فيما يتصل باستخدام الأسلحة النارية معروفة ومباشرة: يجب أن يتولى اختصاصيو الأسلحة المرخص لهم إدارة الأسلحة بإحكام، كما ينبغي تدريب أفراد فريق التمثيل على سلامة الأسلحة، وينبغي عدم استخدام الذخيرة الحية على الإطلاق.
وتستخدم عمليات إنتاج الأفلام في المعتاد مسدسات حقيقية محملة بالطلقات الفارغة، التي لا تزال تشكل خطراً، نظراً لأنها تشتمل على البارود، والخرطوش، والأغطية الورقية أو الشمع، ما يوفر لهباً وشرارة تبدو واقعية. (عندما يصاب العاملون جراء الأسلحة النارية في مواقع التصوير، فإنها تنطوي عادة على حرق في اليد، بحسب ما قاله منسقو السلامة).
ولكن في هذه الحالة، كان واضحاً أن شيئاً ما قد حدث على نحو خاطئ للغاية، كما قال خبراء سلامة الأفلام. وقال دانيال ليونارد، العميد المساعد في كلية الأفلام بجامعة تشابمان والمتخصص في إجراءات مواقع التصوير: «لا بد أن البروتوكول قد تعطل. سوف يكون لزاماً علينا معرفة التفاصيل، ولكن الصناعة لديها مجموعة محددة للغاية من المبادئ التوجيهية الواجب اتباعها لمنع حدوث شيء من هذا القبيل».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.