«غوغل»... خطة لإنهاء تدريب مليوني شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تتحدث مع مدير عام الشركة في المنطقة العربية

مسرعة «غوغل» للأعمال الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
مسرعة «غوغل» للأعمال الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
TT

«غوغل»... خطة لإنهاء تدريب مليوني شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

مسرعة «غوغل» للأعمال الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
مسرعة «غوغل» للأعمال الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

قدمت التقنية أدوات رقمية عديدة لإنقاذ الكثير من الناس خلال أزمة «كوفيد - 19» أسهمت في دعم الأشخاص والأنشطة التجارية والمجتمعات في السعودية والمنطقة للعودة بشكل أقوى.
وأطلقت «غوغل» نهاية العام الماضي برنامج «انطلق بقوة مع غوغل» لمساعدة الأفراد في اكتساب مهارات جديدة والعثور على وظائف وتعزيز وجود الأنشطة التجارية على الإنترنت، خصوصاً تلك العاملة في مجالي تجارة التجزئة والسياحة بسبب تضررها الأكبر من الأزمة، وذلك عبر مجموعة من الأدوات والدورات التدريبية.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع لينو كاتاروزي، مدير عام «غوغل» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن برنامج التدريب في المنطقة العربية، إذ أكد أنّ «غوغل» استطاعت دعم أكثر من 700 ألف شخص ونشاط تجاري في تعلم مهارات رقمية أساسية والاستفادة من الفرص الرقمية، مع استهداف مليون شخص أو أكثر بنهاية 2021. وأسهمت «غوغل» منذ 2018 حتى الآن بإفادة 1.7 مليون شخص ونشاط تجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تعلم المهارات الرقمية وتطوير الأنشطة التجارية، وتسعى للوصول إلى مليوني مستفيد مع نهاية العام الحالي. وستستمر الشركة بتقديم الدعم عبر مختلف البرامج والأدوات التي سيعلن عنها بداية العام المقبل.

تعزيز المهارات الرقمية

لوحظ مع بداية الأزمة تعرض نحو 6 ملايين وظيفة للخطر في العالم العربي، حسب صندوق النقد العربي. وخلال تلك الفترة، سعى الكثير من الأفراد إلى تطوير مهاراتهم للحصول على وظائف تتعلق بالتقنية أو جاءت نتيجة التحول الرقمي المتسارع. وعلى سبيل المثال، سُجل ارتفاع بنسبة مشاهدة عروض الفيديو التعليمية بشكل كبير على «يوتيوب»، إذ أفاد تقرير أعدته شركة Ipsos MORI بدعم من «يوتيوب» بأن 94% من سكان المملكة استخدموا المراجع الإلكترونية للاطلاع على المحتوى التعليمي. وبيّنت الدراسة أيضاً أنّ نحو 95% قد شاهدوا عروض فيديو إرشادية خلال العام الماضي.
ومنذ إطلاق برنامج «مهارات من غوغل» لتعليم الأفراد مختلف المهارات الرقمية، دُرّب الكثير من المستفيدين في المملكة بما يمثل 30% من العدد الإجمالي، وبالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية. وضمّ البرنامج مؤخراً مجموعة جديدة من الدورات التدريبية التي تغطي المهارات التطبيقية ومساعدة المشاركين على إنشاء سيرة ذاتية باستخدام مستندات «غوغل» وإدارة المشاريع بواسطة أدوات رقمية.
وبالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف HRDF) في السعودية، وُفّرت 800 شهادة تدريب مهنية بدعم من «غوغل» تسعى لإعداد الأفراد وظيفياً من خلال أربعة تدريبات رئيسية على منصة «كورسيرا» في أربعة مجالات تشمل دعم تقنية المعلومات وإدارة المشاريع وتصميم تجربة المستخدم وتحليلات البيانات.
كنتيجة لورشات «مهارات من غوغل» واستناداً لاستطلاع أجرته شركة «إبسوس»، أشار 50% من المتدربين إلى استفادتهم من البرنامج إمّا عبر إيجاد وظيفة جديدة وإما بالتطور في مجالهم المهني الحالي أو نشاطهم التجاري، وذلك من خلال تعيين موظفين جدد أو زيادة الربح نتيجة للمهارات المكتسبة من البرنامج.
وبما أنّ المطورين في السعودية يمثّلون القلب النابض للاقتصاد الرقمي المحلي، كان لهم نصيب في برنامج «انطلق بقوة مع غوغل»، إذ دُرّب حتى الآن أكثر من مائة ألف من مطوري البرامج (مع التركيز على النساء) على المهارات الرقمية المتقدمة والتطبيقية، مثل تعلم الآلة. ومن المتوقع الوصول إلى نحو 140 ألف مطور استفاد من الورشات المتاحة والبرامج التدريبية مع نهاية العام.

رقمنة الأنشطة التجارية المحلية
في المملكة وإرشادها
تعزز الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم من الأداء الاقتصادي في المنطقة، حيث تسهم بشكل عام بنسبة تصل إلى 50% في التوظيف و70% في الناتج المحلي الإجمالي، استناداً إلى صندوق النقد الدولي. ومن خلال برنامج «انطلق بقوة مع غوغل»، تم الإعلان عن شراكة جديدة مع البريد السعودي لإدراج مائة ألف نشاط تجاري محلي في السعودية على «نشاطي التجاري على غوغل» وتزويد أصحاب هذه الأنشطة التجارية بالمهارات الرقمية خلال 18 شهراً، مع تقديم التوجيه والإرشاد لأكثر من 100 رائد ورائدة أعمال في المملكة.
وسعياً لمواكبة التحول الرقمي في المنطقة، أطلقت «غوغل» عدة منتجات جديدة من ضمنها أداة «Market Finder» التي تعد منتجاً يساعد الأنشطة التجارية المحلية على تحديد أسواق جديدة واكتساب عملاء عالميين، وهي متوفرة في السعودية والإمارات ومصر. أداة أخرى هي «Grow My Store» التي تسعى لمساعدة الأنشطة التجارية المحلية في تحسين تجربة التسوق على مواقعها الإلكترونية وجذب المزيد من العملاء وتشجيعهم على إجراء المزيد من عمليات الشراء. كما تم منح جميع باعة التجزئة في المنطقة، سواء كانوا معلنين في «غوغل» أم لا، حق الوصول إلى علامة تبويب «Google Shopping» لإدراج منتجاتهم من دون أي تكلفة، ما يساعدهم على التواصل مع المزيد من العملاء.

ريادة الأعمال

أمّا لرواد الأعمال في مجال التقنية، فقدمت «مسرعة غوغل للأعمال الناشئة» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي عبارة عن برنامج رقمي لتسريع الأعمال مدته 3 أشهر يستهدف الشركات الناشئة التقنية التي لا تزال في مراحل التمويل الأوّلي (Seed) والاستثمار الأوّلي (Series A) في المنطقة. وتم حتى الآن إكمال إصدارين، شاركها خلالها «إيجارو» و«OTO» و«صبار» و«ليندو» من المملكة. والتسجيل للإصدار الثالث مفتوح وسيُعلن عن المختارين في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني).
وتدعو «غوغل» الشركات الناشئة في مجال التقنية للتقديم إلى الإصدار الثالث من «مسرعة غوغل للأعمال الناشئة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذي يستمر لمدة 3 أشهر ابتداءً من يناير (كانون الثاني) العام المقبل. وعلى الشركات المهتمة التقديم عبر الموقع الرسمي للبرنامج قبل 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وتعد هذه المسرعة برنامجاً رقمياً لتسريع الأعمال يستهدف الشركات الناشئة التقنية في مراحل التمويل الأوّلي والاستثمار الأوّلي في المنطقة.
وتشمل شروط الأهلية أن تكون الشركة الناشئة تعمل في مجال التقنية، ومقرها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحظى بتمويل أوّلي. ويُؤخذ في الاعتبار أيضاً المشكلة التي تحاول الشركة الناشئة حلها وكيفية عملها على تقديم تجربة قيم للمستخدمين، فضلاً عن استعدادها لاستخدام أحدث التقنيات من أجل حلّ التحديات الحالية والنمو على المدى الطويل.
وسيتضمن البرنامج تقديم خدمات الدعم والتدريب لمؤسسي الشركات الناشئة عن التحديات التقنية والمهنية المختلفة، بالإضافة إلى فرصة للمشاركة في ورش عمل حول تقنيات تعلم الآلة وتصميم المنتجات وتصميم تجربة المستخدم واكتساب العملاء ومهارات القيادة. وسيحصل المشاركون أيضاً على جلسات تدريبية فردية من خبراء «غوغل» ومن شركات تقنية أخرى لمساعدتهم على الترويج لأفكارهم لدى المستثمرين بعد انتهاء البرنامج. ويمكن التقديم والتسجيل للانضمام إلى البرنامج من خلال موقع
https://g.co/AcceleratorMENA
 


مقالات ذات صلة

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

تكنولوجيا شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)

«غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا يمكن تصورها»

طوَّرت شركة «غوغل» شريحة حاسوبية كمومية تتمتع بسرعة فائقة لا يمكن تصورها، حيث تستغرق خمس دقائق فقط لإكمال المهام التي قد تتطلب نحو 10 سبتيليونات سنة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
علوم نظّم بعض موظفي «غوغل» اعتصامات في مكتبين للشركة منتقدين مشروع «نيمبوس» في أبريل الماضي

«غوغل» قلقة من انتهاكات حقوق الإنسان بسبب عقدها التقني مع إسرائيل

ظلّت شركة التكنولوجيا العملاقة «غوغل» تدافع عن صفقتها مع إسرائيل أمام الموظفين الذين يعارضون تزويد الجيش الإسرائيلي بالتكنولوجيا، ولكنها كانت تخشى أن يضر…

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا شعار شركة «غوغل» على أحد مباني الشركة في سان دييغو (رويترز)

كندا تقاضي «غوغل» بسبب ممارسات غير تنافسية في الإعلانات عبر الإنترنت

قالت هيئة مكافحة الاحتكار في كندا، يوم الخميس، إنها رفعت دعوى قضائية ضد «غوغل»؛ بسبب سلوكها غير التنافسي في مجال الإعلانات عبر الإنترنت.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».