5 خطوات لإزالة تلوث الهواء المنزلي

5 خطوات لإزالة تلوث الهواء المنزلي
TT

5 خطوات لإزالة تلوث الهواء المنزلي

5 خطوات لإزالة تلوث الهواء المنزلي

أفادت الدكتورة وين أرماند، الأستاذة المشاركة في كلية الطب بجامعة هارفارد، بأن مشكلة تلوث الهواء وتبعاته الصحية تمثل حلقة مفرغة ومعقدة، وترتبط بالعديد من المشكلات الصحية. وأضافت ضمن مقالتها العلمية بعنوان «تلوث الهواء: كيف تقلل الضرر الذي يلحق بصحتك؟»، التي نشرتها على موقع كلية الطب بجامعة هارفارد في 13 أغسطس (آب) الحالي، أن ثمة مصادر عدة لتلوث الهواء داخل المنزل Indoor Air Pollution، واقترحت طرقاً عدة لتقليل مستويات تلوث الهواء المنزلي.

- هواء المنزل
وتفيد رابطة الرئة الأميركية ALA قائلة ما ملخصه «اجعل الهواء الصحي في منزلك هو هدفك. كيف؟ أولاً، بتجنب التلوث وإبعاد مصادر التلوث عن منزلك. وأولى خطوات ذلك اجعل منزلك منطقة خالية من التدخين. وحافظ على مستويات الرطوبة أقل من 50 في المائة. واستخدم مزيل الرطوبة أو مكيف الهواء حسب الحاجة. وقم بتنظيف المعدات بانتظام حتى لا تصبح مصدراً للتلوث. وقم بإصلاح جميع التسريبات والقطرات في المنزل؛ لأن المياه الراكدة والرطوبة العالية تعمل على تشجيع نمو العفن والملوثات الأخرى. وقم بتغطية القمامة واستخدم مكافحة الآفات، مثل الصراصير. ولا تستخدم الشموع المعطرة لإخفاء الروائح، بل اكتشف سبب الرائحة، ثم عالجه». وحول أهمية جودة الهواء الداخلي Indoor Air Quality، تفيد الوكالة الأميركية لحماية البيئة EPA، بأن التأثير المحتمل لجودة الهواء الداخلي على صحة الإنسان جدير بالملاحظة لأسباب عدة، منها أن الناس يقضون في المتوسط، ما يقرب من 90 في المائة من وقتهم في الداخل، حيث تكون تركيزات بعض الملوثات في الغالب أعلى بمرتين إلى خمس مرات من التركيزات المعتادة في الهواء الطلق. وأن الأشخاص الأكثر عرضة للتأثيرات الضارة للتلوث (على سبيل المثال، صغار السن وكبار السن والأشخاص المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الجهاز التنفسي) يميلون إلى قضاء مزيد من الوقت في الداخل. ولذا؛ وفي كثير من الحالات، قد يكون الهواء المنزلي الداخلي أكثر تلوثاً من الهواء الطلق. والسبب في ذلك أن ثمة مصادر داخلية عدة تتسبب في مزيد من التلوث، مثل المواد التركيبية والبلاستيكية في الأثاث والمفروشات والدهانات والمذيبات وأجهزة الكومبيوتر، إلخ.

- أمراض التلوث المنزلي
ووفق ما تشير إليه المصادر العلمية، تتكون ملوثات الهواء المنزلي من خمس مجموعات، وهي: مركبات أكسيد الكبريت والنتروجين، غازات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون، المركبات العضوية المتطايرة VOCs التي تنبعث من المواد البلاستيكية الأثاث والدهان والمذيبات والكومبيوترات والأجهزة المنزلية والأسلاك وغيرها، الجسيمات الدقيقة للغبار وغيره، الأوزون.
ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، يمكن لتلوث الهواء الداخلي أن يزيد من مخاطر إصابة المرء بالسكتة الدماغية Stroke بنسبة 34 في المائة، والإصابة بمرض شرايين القلب CAD بنسبة 26 في المائة، والإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن COPD بنسبة 22 في المائة، والتهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال بنسبة 12 في المائة، وسرطان الرئة بنسبة 6 في المائة.
كما أن الاهتمام بجودة الهواء الداخلي شيء مهم لأن تلوثه يُسهم في الإصابة بمتلازمة مرض المباني Sick - Building - Syndrome، والتي من أعراضها السعال، وصفير الصدر، والصداع، والتهاب العينين أو الأنف أو الحلق، وفقدان التركيز والغثيان. ومع أن مكيفات الهواء تقوم عادة بتصفية جسيمات الغبار من الهواء المنزلي، ولكن غالبها قد لا يقوم بإزالة الملوثات الغازية، وربما النباتات الداخلية قادرة على ذلك.
ويقول الدكتور نيكولاس بوسابا، الأستاذ المساعد في طب الأذن والأنف والحنجرة في كلية الطب بجامعة هارفارد «معظم الأشياء (المُلوثات للهواء المنزلي) التي تسبب المشاكل الصحية هي عديمة الرائحة. لذلك؛ في كثير من الحالات لا يوجد شيء لتنبيهك إلى المشكلة. أي أنه لا يوجد شيء آخر غير الأعراض التي يمكن أن تثيرها هذه المواد المسببة للحساسية Allergens، مثل مشاكل الجهاز التنفسي (بما في ذلك نوبات الربو)، والتعب والنعاس، أو حتى مشاكل في الجهاز الهضمي. ويُضيف أطباء هارفارد «يمكن أن يساعدك بذل جهد لتحسين جودة الهواء الداخلي في تجنب نوبات احتدام الربو وأعراض الحساسية والحفاظ على سهولة التنفس. وبينما قد لا يكون من الممكن التخلص من جميع المواد المسببة للحساسية داخل منزلك، يمكنك تقليل عددها وخفض تعرضك لها، عن طريق إجراء بعض التغييرات البسيطة. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتحسين جودة الهواء داخل منزلك ونأمل في تحسين أعراض الحساسية لديك».

- خطوات تنقية الهواء
وإضافة إلى تلك التي ذكرها أطباء هارفارد، وبمراجعة المصادر الطبية الأخرى، إليك الخطوات التالية لتنقية هواء المنزل:
> فتح النوافذ وتهوية المنزل. وهي الخطوة الأهم، غير المكلفة، والأكثر جدوى في تنقية الهواء المنزلي. وهذه الخطوة لا تحتاج إلى أي مزيد من التوضيح.
> الحفاظ على نظافة المنزل. قد يكون المنزل النظيف منزلا أكثر صحة، لأن النظافة الداخلية الجيدة يمكن أن تقلل بشكل كبير من الغبار ووبر الحيوانات، كما يقول الدكتور بوسابا. ويجب أن تركز جهود التنظيف على خطوات لتقليل تراكم وبر الحيوانات الأليفة والعفن والغبار المتربص في منزلك. ركز على ما يلي:
- قم بتنظيف السجاد والبسط مرة أو مرتين في الأسبوع على الأقل باستخدام مكنسة كهربائية مزودة بفلترHEPA Filter. وقد يؤدي اختيار الأرضيات الصلبة بدلا من السجاد من الجدار إلى الجدار، إلى تقليل مسببات الحساسية في المنزل.
- تنظيف الفراش والستائر والأشياء الأخرى التي تميل إلى جذب مسببات الحساسية بانتظام. وخاصة إذا كان لديك حيوانات أليفة. وتوصي الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو وعلم المناعة American Academy of Allergy، Asthma & Immunology بالغسيل في ماء لا تقل حرارته عن 55 درجة مئوية، وضع في اعتبارك أيضاً استخدام أغطية واقية من عث الغبار Dust Mite–Proof على الوسائد، وكذلك المراتب، كلما أمكن ذلك.
- إزالة الفوضى في الأثاث، لأنه يحبس الغبار ويحمله، مما قد يؤدي إلى حدوث رد فعل الحساسية.

- نباتات وأجهزة منزلية
> الاهتمام بالنباتات المنزلية. كشفت الأبحاث المكثفة التي أجرتها وكالة ناسا للفضاء، عن أن النباتات المنزلية يمكنها إزالة ما يصل إلى 87 في المائة من سموم الهواء في غضون 24 ساعة. وتظهر نتائج عدد من الدراسات التي أجرتها «مجموعة بحوث النبات وجودة البيئة المنزلية الداخلية» Plant and Indoor Environmental Quality Research في جامعة سيدني للتكنولوجيا، أن وجود النباتات الداخلية يُسهم في الحدّ من تلوث الهواء الداخلي المنزلي، وفي أماكن العمل. وفي نتائج بعض تلك الدراسات، أوصى الباحثون فيها بأن يكون هناك نبات واحد في كل 100 قدم مربعة (9.3 متر مربع) ليشعر المرء بمزاياها في تنقية الهواء المنزلي. ولكن رغم هذا، يمكنها أيضاً جمع وتعزيز نمو العفن، عند عدم الاهتمام بها والعناية بتربتها وكيفية ترويتها بالماء وتشذيب أجزائها. ولذا؛ إذا لم تكن تهتم بها وكانت مسببات الحساسية الداخلية مشكلة، فعليك تجنبها، كما يقول الدكتور بوسابا.
• صيانة مرشحات تصفية الهواء في المكيفات. أنظمة التبريد والتدفئة تتضمن أنواعاً من مُرشحات لتصفية الهواء، ذات الكفاءات المختلفة في درجة دقة عملها. وبعضها يتضمن مرشحات الكهروستاتيكية لضمان احتباس الغبار والمواد المهيجة الأخرى المحمولة في الهواء، بدلاً من إعادة تدويرها في جميع أنحاء المنزل. والبعض الآخر له قدرات أدق. والمهم في جني فوائدها لتنقية الهواء المنزلي هو تفقدها بالصيانة، وتغيير ما يلزم من ذلك لها؛ لأنها عندما تعمل بكفاءة، ستلتقط كميات من الغبار وغيره من الملوثات، وهذه يجب إزالة تراكمها فيها بشكل دوري، وربما تغييرها، كما يقول الدكتور بوسابا.
ويُضيف أيضاً «ضع في اعتبارك أيضاً تنظيف مجاري الهواء لإزالة الغبار المُحاصر. وقد لا يكون هذا دائماً مستحسناً، ولكنه يساعد في بعض الحالات».
> اقتناء في جهاز تنقية الهواء. وهو ما يؤكد جدواه الخبراء في كلية الطب بجامعة هارفارد. ويُضيف الدكتور بوسابا «إذا كنت تعاني من حساسية تجاه مسببات الحساسية في الأماكن المغلقة ولا يمكنك التحكم في مصدر المشكلة، على سبيل المثال الحيوانات الأليفة، فقد يساعدك استخدام جهاز تنقية الهواء». ويقول الخبراء في كلية الطب بجامعة هارفارد «توضع هذه الأجهزة في أكثر المناطق شيوعاً في المنزل، ويمكن أن تساعد هذه الأجهزة، وخاصة أجهزة التنقية الأيونية Ionic Purifiers، في التقاط بعض المهيجات التي قد تؤدي إلى ظهور الأعراض لديك. وربما لن تكون قادراً على إزالة هذه المواد المسببة للحساسية تماماً، ولكن يمكنك تقليلها؛ مما قد يساعد في حل المشكلة».
ويُضيفون «ضع في اعتبارك أيضاً مزيل الرطوبة Dehumidifier في المناطق الرطبة، مثل الطابق السفلي، للمساعدة في منع نمو العفن Mold. وتأكد من أن الحمامات، وهي مصدر محتمل آخر للعفن، جيدة التهوية أيضاً. وقم بإزالة أي عفن مرئي يتجمع في الحمام أو على التركيبات أو الجدران».

- الاهتمام بهواء المطبخ والحمامات... نصائح من «مايو كلينك»
تحت عنوان «التأكد من خلو المنزل من محفزات الحساسية»، استعرض الخبراء الصحيون في «مايو كلينك» عدداً من الخطوات التي يُمكن اتخاذها وتطبيقها على كل غرفة تلو أخرى، لكي يكون مسكنك خالياً من الملوثات ومُسببات الحساسية. ومن بين تلك الخطوات، نقتطف التي تتعلق بالمطبخ والحمامات؛ لأنها مصدر للكثير من تلك الملوثات المُسببة للحساسية.
> وبالنسبة للمطبخ، شملت تلك النصائح من خبراء «مايو كلينك» ما يلي:
- الموقد. احرص على تركيب مروحة شفاط لاستخدامه في التخلص من أبخرة الطهي وتقليل الرطوبة، فمعظم شفاطات المواقد تعمل على ترشيح الجسيمات الناجمة عن الطهي دون إخراجها عبر فتحات التهوية.
- الحوض. اغسل الصحون يومياً. ادعك الحوض والصنابير لإزالة الفطريات وبقايا الطعام من عليها.
- الثلاجة. امسح الرطوبة الزائدة لتجنب نمو الفطريات. تخلص من الأطعمة الفاسدة أو منتهية الصلاحية. احرص على تفريغ وعاء تجميع السوائل المتساقطة وتنظيفه، وكذلك تنظيف موانع التسرب المطاطية المتعفنة حول الأبواب أو استبدالها.
- الخزائن والطاولات. نظّف الخزائن والطاولات بماء مُضاف إليه مادة منظفة. وافحص الخزائن الموجودة تحت الأحواض للتأكد من عدم وجود تسريب من توصيلات السباكة. وخزّن الأطعمة في صناديق مغلقة، بما فيها أطعمة الحيوانات الأليفة.
- فضلات الطعام. ضع القمامة في وعاء مع توفير غطاء مقاوم للحشرات، وتخلص من القمامة يومياً. يساعد تنظيف المطبخ من بقايا الطعام في تقليل وجود القوارض أو الصراصير.
> أما بالنسبة للحمام، فشملت تلك النصائح من خبراء «مايو كلينك» ما يلي:
- التهوية. ركّب مروحة شفاط واستخدمها لتقليل الرطوبة أثناء الاستحمام أو الدش.
- الأرضيات. أزِل السجاجيد واستخدم الأرضيات المصنوعة من البلاط أو الفينيل أو الخشب أو المشمع. استخدم السجاجيد القابلة للغسل.
- الحوائط. أزل ورق الحائط وثبّت بلاطاً على الجدران أو اطلِها بطلاء مينا مقاوم للتعفن.
- الدش والحوض. جفف حوض أو كابينة الاستحمام بالمنشفة بعد الاستخدام. أزِل آثار التعفن من الحوض والدش والصنابير باستخدام مادة تنظيف. نظف أو استبدل ستائر الدش أو ممسحاته التي أصابها التعفن.
- المرحاض والحوض. أزِل آثار التعفن من أدوات وتجهيزات السباكة. أصلِح مواضع التسرب.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».