احتفاء مصري بآثار مدينة رشيد التاريخية

عبْر مهرجان في ذكرى اكتشاف الحجر الشهير

مدينة رشيد المصرية (الشرق الأوسط)
مدينة رشيد المصرية (الشرق الأوسط)
TT

احتفاء مصري بآثار مدينة رشيد التاريخية

مدينة رشيد المصرية (الشرق الأوسط)
مدينة رشيد المصرية (الشرق الأوسط)

يحيي متحف رشيد الوطني (شمال دلتا مصر) ثلاث مناسبات تاريخية مهمة، أبرزها ذكرى مرور 222 عاماً على اكتشاف حجر رشيد التاريخي، ومرور 62 عاماً على تدشين المتحف، بجانب الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة البحيرة، عبر مهرجان «رشيد الأسطورة الواقعية» الذي يتضمن أنشطة فنية متنوعة، وورشاً للرسم والنحت تعكس تفرد المدينة الساحلية وتاريخها الحافل، الذي يتقاطع مع المناسبات الثلاث في تناغم يبرز تنوع مقتنيات المتحف وصمود المدينة نفسها أمام أحداث تاريخية حافلة ساهمت في صياغة حقب مختلفة من التاريخ المصري، ويفتح المجال لفنانين من الأجيال الجديدة للتعبير عن روح مدينتهم وشخصيتها المتفردة.
ويضم مهرجان «رشيد الأسطورة الواقعية» مجموعة من الأنشطة المتنوعة والورش الفنية، منها ورش بورتريه تجسد شخصيات تاريخية من المدينة باستخدام الخزف، والنحت، والرسم على جذوع الأشجار لأعمال مستوحاة من لوحات الرحالة والمستشرقين الذين زاروا المدينة خلال القرون الماضية، وورش نحت على الأخشاب باستخدام المسامير والخيوط الملونة، والرسم على الفخار والبورسلين، كما تم تنفيذ تابلوه من نسيج الأوبيسون الفرنسي لإحدى لوحات دومينيك فيفان دينون لمدينة رشيد، وهو أحد علماء وفناني الحملة الفرنسية على مصر، فضلاً عن عدد من الورش التعليمية للأطفال، منها ورشة لتعليم اللغة الهيروغليفية.
ويشارك في المهرجان الذي يقام بالحديقة الخلفية لمتحف رشيد الوطني، ويستمر حتى 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار المصرية، مجموعة متنوعة من فناني المدينة، حيث تركز الأعمال على إبراز روح المدينة وتراثها، وتنفيذ نماذج فنية تعكس تاريخها العريق، وتفرد مقتنيات المتحف، وفق سعيد رخا، مدير عام متحف رشيد الوطني، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «أنشطة المهرجان والأعمال الفنية التي يتم تنفيذها تعكس روح المدينة وتراثها وفنونها ومكانتها التاريخية، ومن بين الأعمال الفنية التي يجري تنفيذها، جدارية بالفسيفساء تجسد معركة رشيد؛ تخليداً لذكرى انتصار أهالي المدينة على (حملة فريزر) الإنجليزية عام 1807 ميلادية، وفي نهاية المهرجان سيقام معرض فني للأعمال التي تم تنفيذها».
افتتح متحف رشيد الوطني عام 1959 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويضم مجموعات متنوعة من المقتنيات النادرة التي تعكس تاريخ المدينة وتراثها وفنونها، منها نماذج وصور لمعارك تاريخية، ونص المعاهدة التي وقّعها محمد علي باشا الخاصة بجلاء «حملة فريزر» عن مصر، ومخطوطات تاريخية نادرة، ونسخة من حجر رشيد، وقطع متنوعة للحرف التراثية بالمدينة.
كما قدمت الفنانة سحر سعد النميري، عدداً من الأعمال التي تعبّر عن تراث مدينتها وتاريخها العريق، بينها الرسم على جذوع الأشجار بألوان الزيت للوحات تحاكي رسومات الرحالة والمستشرقين الأوروبيين الذين زاروا مدينة رشيد.
وتم اكتشاف حجر رشيد في 15 يوليو (تموز) عام 1799 ميلادية، حيث عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية، وهو بيير فرنسوا بوشار، وهو عبارة عن حجر مصنوع من مادة البازلت، يبلغ ارتفاعه 113 سنتيمتراً، وعرضه 75 سم، وسمكه 27.5 سم، منقوش عليه نصاً بثلاث لغات مصرية قديمة، هي الهيروغليفية، والديموطيقية، واللغة اليونانية، وهو عبارة عن مرسوم ملكي يعود إلى عام 196 قبل الميلاد، وفي 27 سبتمبر عام 1822 استطاع عالم المصريات الفرنسي، جان فرنسوا شامبليون، فك رموز الهيروغليفية المصرية القديمة، الموجودة على الحجر؛ وهو ما فتح الباب للمرة الأولى لمعرفة اللغة المصرية القديمة، التي لم يستطع أحد قراءة حروفها قبل ذلك، وكان حدثاً تاريخاً وبداية التعرف على معارف الحضارة الفرعونية.
وتخليداً لذكرى قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بافتتاح متحف رشيد الوطني، عام 1959 قامت الفنانة نيرة سعيد الراجحي، بتنفيذ بورتريه بالنحت على الصلصال للزعيم المصري، بجانب العديد من الأعمال الأخرى.
ورغم طلب مصر رد حجر رشيد من المتحف البريطاني بلندن، لوضعه ضمن مقتنيات المتحف المصري الكبير، فإن جميع تلك المطالبات قوبلت بالرفض والتجاهل من الجانب البريطاني.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.