البرهان يتعهد حماية الانتقال الديمقراطي في السودان

أكد عزم الجيش على قطع الطريق أمام أي انقلاب عسكري

البرهان لدى إلقاء كلمته في الخرطوم بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيس الجيش السوداني (غيتي)
البرهان لدى إلقاء كلمته في الخرطوم بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيس الجيش السوداني (غيتي)
TT

البرهان يتعهد حماية الانتقال الديمقراطي في السودان

البرهان لدى إلقاء كلمته في الخرطوم بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيس الجيش السوداني (غيتي)
البرهان لدى إلقاء كلمته في الخرطوم بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيس الجيش السوداني (غيتي)

تعهد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بحماية الانتقال الديمقراطي وقطع الطريق أمام أي انقلاب عسكري في البلاد.
وقال البرهان في كلمة له أمس بمناسبة أعياد الجيش السوداني، إن الجيش «سيسد الطريق أمام الانقلاب» على خيارات الشعب، وإن القوات المسلحة حريصة على حماية التغيير والوصول بالبلاد «إلى بر الأمان» والانتقال الديمقراطي، وبناء وطن يسع الجميع، وأضاف: «الشعب هو الملهم والقائد».
ولم تتسرب منذ نحو عام أو أكثر، أي معلومات عن محاولات عسكرية للانقلاب ضد الحكم الانتقالي، لكن منتمين لجماعة الإخوان في حزبيها «الوطني» و«الشعبي»، أعلنوا عن حراك شعبي يهدف لإسقاط الحكومة الانتقالية في 30 يونيو (حزيران) الماضي، التي تصادف ذكرى انقلاب 1989 الذي دبروه بقيادة عمر البشير.
وحذر البرهان في كلمته ممن سماهم «أعداء السودان الذين حاولوا النيل من وحدة القوات المسلحة»، مستدركاً أنهم «لن يفلحوا في ذلك، فالجيش على قلب رجل واحد ولن تنفصل عروته».
وأوضح البرهان أن القوات المسلحة انحازت للقوة المدنية الحية التي صنعت التغيير، استجابة لمطالب الشعب السوداني، وأضاف: «الجيش سيعمل على حمل مبادئ ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة، وسيتحمل مع شركائه في قوى الثورة تحديات الانتقال لبناء وطن الحرية والعزة والسلام والعدالة».
وفي إشارة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام، والأخرى غير الموقعة، قال البرهان إن «أبواب الجيش مشرعة أمام شركاء السلام لبناء السودان»، ودعا غير الموقعين للحاق بما أطلق عليه «ركب السلام وركب بناء الوطن».
وأرسل البرهان رسائل عدة لأعضاء مجلس السيادة، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك وحكومته، أكد خلالها أن «السودان سيظل موحداً وقوياً». وأكد تبعية «قوات الدعم السريع» للقوات المسلحة بقوله: «إنها جزء أصيل من القوات المسلحة، والجيش يمثل قيم الشرف والبطولة والكبرياء والفخر، وإنه سيعمل على صون الشعب السوداني، وحفظ عزته وكرامته، مؤكداً أن رجال الجيش سيظلون باقون على العهد».
وشارك في الحفل الذي أقيم بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيس الجيش السوداني، بجانب القائد العام، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين وقادة الجيش والسفراء المعتمدون في الخرطوم.
يذكر أن الجيش كان قد انحاز إلى الثورة التي أسقطت نظام عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019، وبعد ثلاثة أشهر على ذلك، أي في 24 يوليو (تموز) 2019 أعلن إحباط محاولة انقلابية قادها ضباط إسلاميون واعتقال مجموعة من كبار الضباط والأعضاء في حزب البشير، على غرار رئيس أركان الجيش الفريق أول هاشم عبد المطلب أحمد.
وقال الجيش وقتها إن الانقلاب يهدف لإجهاض الثورة وإعادة نظام البشير الذي أطاح به بثورة شعبية استمرت لعدة أشهر، وذلك بعد أيام من إعلانه اعتقال 12 ضابطاً بينهم متقاعدون، وأبرزهم قائد سلاح المدرعات اللواء نصر الدين، والنائب الأول الأسبق للبشير الفريق أول بكري حسن صالح.
وبرغم التأكيدات المستمرة من قادة الجيش السوداني، ولا سيما العسكريين في مجلسي السيادة والوزراء، وقادة الدعم السريع على عدم نيتهم الانقلاب على الحكم الانتقالي وتأكيدهم دعمه.
فإن وسائط التواصل الاجتماعي، وبعض المحليين النشطاء دأبوا على التحذير من احتمالات انقلاب عسكري، ينفذه ضباط إسلاميون موالون للنظام السابق، أو من صراعات مراكز داخل الجيش نفسه، أو من قبل قوات الدعم السريع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.