سنوات السينما

غاري كوبر وهيلين هايز في «وداعاً للسلاح»
غاري كوبر وهيلين هايز في «وداعاً للسلاح»
TT

سنوات السينما

غاري كوبر وهيلين هايز في «وداعاً للسلاح»
غاري كوبر وهيلين هايز في «وداعاً للسلاح»

- Farewell to Arms
‪(1932) - ‬
- اقتباس بكائي لرواية همنغواي
- ★★
على صعوبة تحويل روايات أرنست همنغواي إلى أفلام، فإن «وداعاً للسلاح»، الفيلم الذي أنجزه المخرج فرانك بورزايج كواحد من ثلاثة أعمال حققها في العام نفسه (لجانب «بعد غد» After Tomorrow و«أميركا الشابّـة» Young America) هو أكثر الاقتباسات التي تمّ إنتاجها عن تلك الرواية (وهناك حفنة من خمسة) إجادة وتعبيراً عن العاطفة التي يكتنزها الكتاب كقصّـة حب على خلفية الحرب العالمية الأولى. وهو أيضاً الأفضل، ولو إلى حد، بين عملين تم تحقيقهما عن الرواية ذاتها. الأخرى من إخراج تشارلز فيدور وبطولة روك هدسون وجنيفر جونز سنة 1957.
قصّة حب متعرّجة بين مسعف مُجند خلال الحرب العالمية الأولى اسمه فردريك (غاري كوبر في أول أدواره التي تركت أثراً إيجابياً كبيراً على مستقبله) وممرضة (هيلين هايز). اللقاء الأول يتطوّر إلى حب عاصف والأحداث تباعد بينهما حيناً وتجمعهما حيناً آخر باللهفة ذاتها.
يبدأ الفيلم بالطبيب الكابتن رينالدي (أدولف مانجيو) وبطل الفيلم فردريك (غاري كوبر) يلاحظان الممرضة كاثرين (هايز) في وقت واحد، لكن الثاني هو من يفوز بها، مما يُثير غيرة الكابتن الموزع بين صداقته لفردريك وحبه الصامت لكاثرين. يسعى الكابتن لإبعادهما عن بعضهما بعضاً بإصدار أمر لفردريك بالتوجّه إلى الجبهة. كذلك يتدخل لنقل الممرضة من المستشفى الذي تعمل فيه لمستشفى آخر بعيد (يقع في مدينة ميلانو). لاحقاً، يُـصاب فردريك ويتم إعادته من الجبهة لينتهي في المستشفى الذي تعمل كاثرين فيه، حيث تتجدد العلاقة بينهما. الأمور تتعقد عندما يتم اكتشاف زجاجات خمر في حوزة فردريك فيتم إرساله مجدداً إلى الجبهة. حين يصله نبأ أن كاثرين مريضة وعلى شفا الموت بعدما أنجبت منه، يعود سريعاً ولن تستطع أي قوّة منعه من الوصول إليها قبل رحيلها عن العالم وبثّها حبه لها.
الفيلم عاطفي ميلودراماتيكي وما قام به المخرج هو إغراقه بكم من الدموع التي تسيل على وجنتي الممثلة هيلين هايز والتي من المرجّح سالت من عيون بعض المشاهدات حينها. الفيلم نال أوسكارين لكن ليس من بينهما أوسكار أفضل فيلم أو مخرج أو ممثل. الأولى أوسكار أفضل مدير تصوير (تشارلز لانغ) والثانية أوسكار أفضل صوت (فرنكلين هانسن). على كل ذلك، شغل بورزاج مخرجاً وجهده في إدارة ممثليه ومفهومه لإدارة الفيلم فنيّاً كله يكفل عملاً يرتفع عن مستوى المادّة ذاتها.
لم يكن إنجاز هذا الفيلم سهلاً. كتب أرنست همنغواي الرواية على حلقات نشرتها مجلة Scribner‪’‬s Magazine سنة 1929 ثم تحوّلت إلى مسرحية قام بتحقيقها روبن ماموليان (الذي تحوّل إلى السينما لاحقاً). حين بدأت شركة باراماونت (فازت به عنوة عن وورنر ومترو غولدوين ماير) البحث في عملية نقل الرواية والمسرحية إلى فيلم فكّرت بماموليان ثم بجون كروموَل قبل أن تسند المهمّة إلى فرانك بورزايج الذي كان فاز بأوسكار أفضل مخرج عن «السماء السابعة» سنة 1929.
«وداعاً للسلاح» ليس أفضل وأهم من «السماء السابعة» لكنه أشهر منه. وتحويله إلى فيلم مرّ ببعض الصعوبات أيام الرقابة المعروفة بـ«شيفرة هايز» في الثلاثينات هذه عارضت مشهد جراحة قيصرية وطلبت قطعه، لكنها رضت لاحقاً بالتخفيف منه.
بالنسبة لهمنغواي تردد أنه عارض واحداً من النهايات المتعددة التي تم تصويرها قبل اعتماد أحدها. النهاية التي عارضها هي بقاء بطلة الفيلم حيّة كونه لم يرسم نهاية سعيدة لروايته.

★ ضعيف| ★★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
TT

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)

لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها، ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي «وين صرنا؟» الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للممثلة التونسية درة زروق، والذي لفت الأنظار خلال العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأمتين وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.

ويعتمد في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية، حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات، ثم رفح.

وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها، يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.

ويظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميرا الهاتف الجوال وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.

وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفساً له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دُمرت تماماً بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ويتساءل قائلاً: «يا الله... وين كنا ووين صرنا؟!».

وقالت الممثلة درة زروق مخرجة الفيلم قبل عرضه العالمي الأول، أمس (الجمعة)، في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان: «أبطال الفيلم ناس حقيقية من فلسطين... كلنا عملنا الفيلم بحب وإيمان شديد بالقضية الإنسانية اللي بنتكلم عنها».

وأضافت حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «حبيت أقرب منهم من الجانب الإنساني، المشاعر؛ لأنهم عمرهم ما هيبقوا أرقام، هما ناس تستحق كل تقدير، وشعب عظيم».

وينافس الفيلم ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في المهرجان الذي يختتم عروضه يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني).