عودة الهدوء للأقصى بعد مواجهات بين مصلين وقوات الأمن الإسرائيلية (صور)

ضابط شرطة إسرائيلي أمام مسجد قبة الصخرة في محيط المسجد الأقصى (أ.ب)
ضابط شرطة إسرائيلي أمام مسجد قبة الصخرة في محيط المسجد الأقصى (أ.ب)
TT

عودة الهدوء للأقصى بعد مواجهات بين مصلين وقوات الأمن الإسرائيلية (صور)

ضابط شرطة إسرائيلي أمام مسجد قبة الصخرة في محيط المسجد الأقصى (أ.ب)
ضابط شرطة إسرائيلي أمام مسجد قبة الصخرة في محيط المسجد الأقصى (أ.ب)

عاد الهدوء إلى باحات المسجد الأقصى في القدس، قبل ظهر اليوم (الأحد)، بعد مواجهات بين مصلين وقوات إسرائيلية.

وقال مصور من وكالة «رويترز» للأنباء إنه أُعيد فتح بوابات المسجد القبلي الذي يوجد فيه عشرات المصلين.
وأضاف أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت ما لا يقل عن أربعة شبان من باحات المسجد.

ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات خطيرة فيما وصفتها الشرطة بأنها عمليات إلقاء حجارة من جانب شبان فلسطينيين قالت إنها فرقتهم.
وكان مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني قال في اتصال مع وكالة «رويترز» في وقت سابق اليوم إن قوات إسرائيلية اقتحمت المسجد بعد صلاة الفجر وأطلقت قنابل الصوت والرصاص المطاطي باتجاه المصلين.
وتابع قائلاً: «اقتحم المسجد لغاية أربع مجموعات كل مجموعة أربعين متطرفاً بحماية الشرطة والقوات الخاصة وعدد الشرطة أكثر من عدد المصلين والحراس والموظفين الموجودين لحماية المتطرفين».
ويدخل الأجانب، ومنهم متشددون يهود، إلى ساحات المسجد الأقصى تحت حماية القوات الإسرائيلية ضمن ما يعرف ببرنامج السياحة بالمسجد في أوقات محددة خلال ساعات النهار.
وتأتي المواجهات بعد دعوات من القوى الوطنية والإسلامية للوجود في المسجد الأقصى رداً على دعوات إسرائيلية لاقتحامه ضمن ما يسمى «بذكرى خراب الهيكل».

وانتشرت الشرطة الإسرائيلية منذ المساء عند مداخل البلدة القديمة وأقامت حواجز وفحصت بطاقات المارة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: «هذا الصباح، قرابة الساعة الخامسة بعد صلاة الفجر، بدأ عدد من الشبان برشق قوات الشرطة بالحجارة في ساحة الحرم القدسي، لكنها سيطرت على الوضع».
وأضافت: «عادت الأمور لطبيعتها والهدوء يسود المكان... نناشد الجميع الامتثال لتعليمات الشرطة في الميدان».
وحذرت الرئاسة الفلسطينية «من التصعيد الإسرائيلي الخطير الجاري حالياً باقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، وإغلاق البلدة القديمة أمام المواطنين الفلسطينيين».

وأدانت في بيان «استمرار الانتهاكات الخطيرة للمستوطنين، معتبرة ذلك تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار، واستفزازاً لمشاعر الفلسطينيين، محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد».
وقالت: «هذه الاستفزازات الإسرائيلية تشكل تحدياً للمطالب الأميركية التي دعت للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس».
وأعرب مكتب الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية عن قلقه من الأحداث الجارية في المسجد الأقصى. وقال في بيان: «يجب تجنب أعمال التحريض واحترام الوضع القائم». وأضاف: «يجب على السلطات الإسرائيلية والقادة الدينيين والمجتمعيين من جميع الأطراف التحرك بشكل عاجل لتهدئة هذا الوضع المتفجر».
وقال بيان إسرائيلي رسمي إن رئيس الوزراء نفتالي بينيت وجّه بعد أحداث العنف بأن تستمر زيارات اليهود وفي الوقت نفسه الحفاظ على النظام في الموقع.


مقالات ذات صلة

باريس تدين زيارة بن غفير للمسجد الأقصى

شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في باحة المسجد الأقصى (رويترز)

باريس تدين زيارة بن غفير للمسجد الأقصى

أدانت «الخارجية» الفرنسية زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أمس الخميس، لباحة المسجد الأقصى.

المشرق العربي وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في باحة المسجد الأقصى (حسابه على منصة إكس)

بن غفير يقود اقتحامًا للمسجد الأقصى

أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قاد «اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة».

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي مئات المستعمرين في المسجد الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية (وفا)

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

أفادت مصادر محلية فلسطينية بـ«اقتحام  مئات المستعمرين، اليوم (الخميس)، المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوساً، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج فلسطينيون يتفقدون الدمار جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا في شمال غزة (أ.ف.ب)

السعودية تدين القصف الإسرائيلي لبيت لاهيا في غزة واقتحام الأقصى

أعربت الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واقتحام المستوطنين باحات الأقصى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية فتاة فلسطينية أمام مسجد قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى المبارك بالقدس القديمة بعد صلاة ظهر الجمعة الماضية (أ.ف.ب)

نتنياهو يمنع وزراءه من الوصول إلى «الأقصى» دون إذن مسبق

في جلسة للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر «الكابينت»، قال نتنياهو إنه «لا يوجد تغيير في الوضع القائم بالحرم القدسي».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».