«ليه لأ 2»... ينجح في إعادة «كفالة الأطفال» إلى الواجهة

المسلسل المصري حظي بتفاعل لافت خلال عرضه على «شاهد»

لقطات من الجزء الثاني من المسلسل المصري «ليه لأ»
لقطات من الجزء الثاني من المسلسل المصري «ليه لأ»
TT

«ليه لأ 2»... ينجح في إعادة «كفالة الأطفال» إلى الواجهة

لقطات من الجزء الثاني من المسلسل المصري «ليه لأ»
لقطات من الجزء الثاني من المسلسل المصري «ليه لأ»

حقق الجزء الثاني من المسلسل المصري «ليه لأ» نجاحاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية، وأحدث ردود أفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع توقيت عرضه، الذي انتهى خلال اليومين الماضيين.
والعمل تمت إذاعته عبر منصة «شاهد» الإلكترونية في عطلة نهاية الأسبوع فقط، ويناقش بشكل مباشر قضية كفالة الأطفال الأيتام في مواجهة الانتقادات الاجتماعية التي يلاقيها الأشخاص الذين يقْدمون على هذه الخطوة. والمسلسل بطولة منة شلبي وأحمد حاتم ومراد مكرم ويارا جبران، وتأليف مريم نعوم وإخراج مريم أبو عوف.
وقالت نعوم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنّها لم تكن تتوقع نجاح العمل بهذا الشكل، أو أن يتفاعل الجمهور مع ما يطرحه بهذه الدرجة على الرّغم من حساسيتها الشديدة في مجتمعنا، متابعة: «دائماً نبذل قصارى جهدنا مع فريق الكتابة كي ينال العمل إعجاب الجمهور، وتأتي النتيجة مفاجئة لنا؛ لكن هذه المرة فاقت التوقعات».
وفي السابق ساهمت أعمال فنية عدة في تغيير قوانين مهمة بالبلاد، ولعل أبرزها فيلم «أريد حلاً» بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين؛ الذي دفع الراحلة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلى المطالبة بتعديل قانون الأحوال الشخصية لتتمكن المرأة بعدها من تحريك قضية خلع لتنفصل عن زوجها، وأطلق آنذاك على هذا القانون اسم «قانون جيهان».
ونفت نعوم أن يكون المسلسل نابعاً من تجربة شخصية، قائلة: «في رمضان 2020 شاركت في ندوة نظمتها جمعية وطنية بالتعاون مع صندوق (سند) وكان موضوعها عن دور الأيتام، وبعد أشهر عدة عندما بدأنا في ورشة الكتابة والتحضير للجزء الثاني من (ليه لأ) اقترحت الكاتبة دينا نجم فكرة (الاحتضان) وتحمست لها مع شركة الإنتاج، وعرضناها بشكل يناسب حساسية القضية».
وتعقيباً على ارتفاع الطلبات المقدمة من مواطنين لوزارة التضامن الاجتماعي لكفالة أطفال أيتام بالتزامن مع عرض المسلسل، قالت نعوم: «سعدت بهذا التفاعل... هدفنا كصنّاع منذ البداية خلق حالة من التعاطف مع الأطفال فاقدي رعاية الوالدين، وتعريف المجتمع بمفهوم الاحتضان، ونحمد الله أن جهودنا جاءت بثمارها».
ومن الأفلام التي أسهمت في تسليط الضوء على قضايا مجتمعية «جعلوني مجرماً» للفنان الراحل فريد شوقي الذي أُنتج عام 1954 وبسببه صدر قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة، وكذلك فيلم «كلمة شرف» عام 1973 الذي دفع السلطات المصرية لتغيير أحد أهم قوانين السجون المصرية ليتمكن المسجون من الخروج من السجن بضوابط محددة ليقوم زيارة استثنائية لأسرته. وأكد استشاري الطب النفسي الدكتور إبراهيم مجدي حسين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» دور (السوشيال ميديا) في إنجاح الأعمال الفنية قائلاً: «مواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في إنجاح هذه النوعية من الأعمال، فلو صُنع مسلسل ولم تهتم به السوشيال ميديا فلن يسمع عنه أحد»، متابعاً: «أقصد أن جزءاً كبيراً من التأثير والتعاطف مع مسلسل (ليه لأ) أن قصته جيدة ومختلفة ولا أنكر ذلك، ولكن (السوشيال ميديا) ساعدته على الانتشار».
وخلال عرض الجزء الثاني من المسلسل، خرجت وزارة التضامن المصرية لتؤكد زيادة عدد الطلبات المقدَّمة من مواطنين للوزارة لكفالة عدد من الأطفال الأيتام، وأكدت الوزيرة الدكتورة نيفين القباج أنّهم تلقوا 2500 طلب منذ يونيو (حزيران) 2020.
واستكمل حسين: «حتى نحكم بشكل صحيح على نجاح عمل فني من عدمه لا بد أن يستمر نفس معدل الطلبات لكفالة الأيتام على الأقل سنة بعد انتهاء عرض المسلسل»، وأضاف: «نفسياً يمكن أن يسبب التعاطف مع قضية معينة زيادة الوعي بها والإقبال عليها، وهذا ما نطلق عليه إدارة الوعي الجمعي، علماً بأن الواقع يختلف كلياً عن المسلسل، لأن كفالة يتيم ليست أمراً سهلاً ويحتاج للتخطيط لأشهر طويلة».
في مقابل ذلك، يرى عدد آخر من رواد التواصل الاجتماعي أن يكون للمسلسل دور مباشر في زيادة الرغبة في الكفالة، وأن دوره اقتصر على عرض القضية فقط، وأرجعوا ارتفاع أعداد هذه الطلبات إلى تخفيف القوانين الخاصة بالكفالة نفسها.
يُذكر أنّ الجزء الأول من مسلسل «ليه لأ» عُرض العام الماضي وقامت ببطولته أمينة خليل وهاني عادل وهالة صدقي، وروت قصته فكرة استقلال المرأة المصرية بعيداً عن أهلها، ما أحدث حالة رفض من كثيرين بدعوى أن الفكرة تتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع الشرقي.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.