هل الأدوات المنزلية لتخفيف الألم آمنة؟

بعضها قد يشكل مخاطر صحية

رياضي يستخدم جهازاً للتدليك العميق (جامعة هارفارد)
رياضي يستخدم جهازاً للتدليك العميق (جامعة هارفارد)
TT

هل الأدوات المنزلية لتخفيف الألم آمنة؟

رياضي يستخدم جهازاً للتدليك العميق (جامعة هارفارد)
رياضي يستخدم جهازاً للتدليك العميق (جامعة هارفارد)

يقدم بعض أدوات تخفيف الألم المنزلية وعوداً كبيرة، ولكنها قد تشكل مخاطر صحية معتبرة. ونتعرض فيما يلي إلى ما ينبغي الانتباه إليه بشأن استخدامها.
إن الأوقات العصيبة تستدعي اتخاذ تدابير صعبة... هذا هو ما يشعر به كثير من الناس عندما يعانون ألماً مزمناً، فهم يحاولون تجربة أي شيء للتخلص منه. وبالنسبة إلى البعض، فإن الإجراء اليائس هو ابتياع أداة تَعِدُ بتخفيف الأوجاع والآلام بضغطة زر واحدة. إذا كان هذا هو أسلوبك، فكن على حذر: ربما تأتي هذه الخطوة بمخاطر أكثر من الإغاثة.
أدوات تخفيف الأوجاع
يمكن العثور على مجموعة كبيرة من أدوات تخفيف الألم للاستخدام في المنزل. هناك أجهزة تدعي أنها تقطع إشارات الألم إلى الدماغ بواسطة «هوائيات بيولوجية (bio – antennas)» مدمجة في لصقات جلدية، أو التخلص من الألم باستخدام «القيود الضاغطة (compression cuffs)»، أو التخلص من الألم باستخدام «تقنية الموجات فوق الصوتية ultrasound technology)»، أو «التحفيز الكهربائي (electrical stimulation)»، أو الحرارة، أو أشعة الليزر، أو الاهتزاز، أو الضغط، أو الضوء، أو ترددات الموجات الراديوية (radiofrequency)، أو الأشعة تحت الحمراء، أو «المجالات الكهرومغناطيسية النابضة (pulsed electromagnetic fields)».
وغالبا ما تكون لهذه الأجهزة إعلانات مقنعة وذات مصداقية، تلك التي تروج للأدلة الإكلينيكية وشهادات من بعض الأطباء. وفي حين قد تحمل هذه الادعاءات قدراً من الحقيقة، لكن لا تصدقها دون أن تقوم ببعض الاستعلام والتدقيق أولاً.
يقول الدكتور ديفيد بيندر، وهو اختصاصي الطب الطبيعي ومدير «قسم الابتكار» في «مستشفى إعادة التأهيل التجميعي» التابع لجامعة هارفارد: «المشكلة هي أن هناك أطباء سيقبلون بالمال لإجراء دراسة صغيرة، ثم يقولون إن العلاج مفيد، ولكن هذا ليس دليلاً على شيء. إن نوع التحقق الذي يعدّ مهماً هو إجراء دراسة كبيرة في مجلة طبية تحظى باحترام كبير، وتتم مراجعتها من قبل النظراء المعنيين بالأمر».
مخاطر صحية
ما المخاطر؟ مثل أي قطاع صناعي آخر، هناك بعض اللاعبين السيئين في صناعة تخفيف الألم الذين يفترسون الضعفاء من السكان؛ وذلك لا يعني سوى المتاعب. وإليكم بعض النتائج المحتملة:
* المنتج لا يؤدي عمله ومفعوله: بصرف النظر عن عدد الشهادات الكبيرة التي يتلقاها المنتج، فإنه قد لا يعمل لأنه ليس مناسباً لك أو لحالتك الصحية، أو ببساطة لأنه مجرد «خردة». ومن ثم؛ فإنك تخسر كثيراً من المال بسبب ذلك؛ لأن بعض أدوات تخفيف الألم تكلف مئات أو حتى آلاف الدولارات.
> استخدام المنتج أمر خطير: يتعين على الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية خاصة تجنب بعض أنواع الأجهزة:
- على سبيل المثال: يجب عدم وضع أي شيء يعمل بالتحفيز الكهربائي بالقرب من جهاز تنظيم ضربات القلب.
- يجب على الطبيب أن يقدر الأمر جيداً قبل السماح لك باستخدام الأجهزة التي تضغط على ساقيك، إذا كانت لديك دورة دموية ضعيفة، أو تورم في الساقين، أو تاريخ من الجلطات الدموية.
- إذا كان المنتج يستخدم الحرارة، فيمكنك أن تسبب الحروق لنفسك إذا كان لديك تلف في الأعصاب، ولا تشعر بأن جلدك يصبح أكثر سخونة.
إن استخدام المنتج يمنعك من طلب الرعاية الطبية: ويشير الدكتور بيندر إلى أنه «إذا اشتريت جهازاً لتخفيف الألم وتجنبت زيارة الطبيب للسؤال عن حالتك، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير التشخيص السليم وتلقي العلاج اللازم».
تجنب هذه الأجهزة
كن متشككاً إذا رأيت تقنيات طبية متقدمة في جهاز لتخفيف الألم في المنزل: على سبيل المثال؛ ينصح الدكتور بيندر بالابتعاد عن الأدوات التي تستخدم التقنيات التالية:
> العلاج بالضوء: العلاج الضوئي له استخدامات مهمة عديدة في الطب، لكن فوائده في تخفيف الألم غير معروفة، والأدلة على ذلك ضعيفة، كما يقول الدكتور بيندر.
> ترددات الموجات الراديوية: بالنسبة إلى عملية التخفيف من الألم، يستعمل الأطباء أحياناً الموجات الحرارية الناتجة من ترددات الموجات الراديوية، في تبريد أعصاب معينة في العمود الفقري. ولكن الدكتور بيندر يحذر بأن ترددات الموجات الراديوية لا يمكن اتخاذها علاجاً منزلياً شخصياً.
نصائح الشراء والاستخدام
> قبل الشراء: ينبغي الحديث إلى الطبيب قبل شراء أداة تخفيف الألم. وينصح الدكتور بيندر قائلاً: «اطبع الإعلان وأحضره إلى العيادة؛ إذ يمكن للطبيب أن يقيّم الأمر، وما إذا كان مقبولاً، أو ما إذا كانت هناك نسخة من الوصفة الطبية للجهاز تكون أكثر أماناً، أو ما إذا كان هناك علاج بديل هو أفضل بالنسبة لك».
فكرة أخرى: جرب بعض التقنيات المعينة في عيادة العلاج الطبيعي قبل شراء النسخة المنزلية. ومن الأمثلة على ذلك، التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد، والذي يستخدم صدمات كهربائية صغيرة على الجلد لقطع إشارات الألم. غير أن هذا لا ينفع مع الجميع.
كذلك: تأكد من أن جهاز التقنية العالية معتمد من قبل «إدارة الأغذية والأدوية الأميركية» (مما يعني أنه آمن وفعال)، وليس مجرد أنه «مدرج» أو «مسجل» لدى الإدارة، وهو الأمر المطلوب من جميع أجهزة الصحة المنزلية. ويمكنك البحث عن الأجهزة في قاعدة بيانات «إدارة الأغذية والأدوية» على هذا الموقع: (www.health.harvard.edu-device).
> ما الأجهزة الأكثر ملاءمة لك؟ يعدّ جهاز التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد جهاز تخفيف الألم الوحيد عالي التقنية الذي يشعر الدكتور بيندر بالارتياح عندما يوصي به، وهو يقول: «اسأل الطبيب أو اختصاصي العلاج الطبيعي عن مقدار فرق الجهد الكهربائي (voltage) الآمن الملائم لحالتك الصحية الخاصة». كما لا تستبعدوا هذه الأجهزة ذات التقنية المنخفضة، والتي قد تخفف أيضاً من الألم:
- «الأسطوانة الرغوية (foam roller)» لتمديد العضلات أو شد أربطة الأنسجة.
- «أجهزة التدليك (massagers)»، مثل وسادة التدليك، أو السترات، أو الأجهزة المحمولة يدوياً.
- «الكمادات الساخنة أو الباردة (heat or cold packs)»، أو «اللصقات الجلدية (skin patches)».
سوف تجد هذه الأجهزة في أي متجر كبير. وهي تعدّ آمنة بشكل عام للاستخدام، ولن تستنزف ميزانيتك المالية.
* «رسالة هارفارد الصحية»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
TT

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضةً للوفاة المبكرة.

وكتب باحثون في «المجلة الطبية البريطانية» أن الحالتين الشائعتين بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن تأثيرهما على احتمال الوفاة قبل سن السبعين لا يزال غير واضح، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتبعت الدراسة نحو 110 آلاف امرأة كانت أعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاماً في عام 1989، ولم يكن لديهن تاريخ في استئصال الرحم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. وعانت حوالي 12 ألف امرأة من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة مزمنة تسبب ألماً نتيجة نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، بينما عانت 21 ألفاً و600 حالة من أورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتكون في جدار الرحم.

وتوفيت 4356 امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاماً التالية.

وكانت المعدلات السنوية للوفاة المبكرة بأي سبب، حالتي وفاة من بين كل ألف امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة و1.4 من كل ألف امرأة لم تكن مصابة بهذه الحالة.

وبعد احتساب عوامل الخطر مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31 بالمائة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السرطانات النسائية.

وارتبطت الأورام الليفية الرحمية بازدياد خطر الوفاة المبكرة من السرطانات النسائية، لكن ليس بمعدل أعلى من الوفاة لأي سبب.

وخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم صحة المرأة».