مصر تسترد 117 قطعة أثرية من فرنسا وبريطانيا

تعود لعصور مختلفة... وتضم تماثيل جنائزية وأواني فخارية

مصر تسترد 117 قطعة أثرية من فرنسا وبريطانيا
TT

مصر تسترد 117 قطعة أثرية من فرنسا وبريطانيا

مصر تسترد 117 قطعة أثرية من فرنسا وبريطانيا

بعد شهور من التنسيق بين مصر من جهة، وفرنسا وبريطانيا من جهة أخرى، أعلنت مصر، مساء أول من أمس، عن استرداد 114 قطعة أثرية من فرنسا، تم تهريبها للخارج بطرق غير مشروعة، وتعود لعصور تاريخية مختلفة، وتتضمن أواني فخارية، وتماثيل جنائزية، إضافة إلى استرداد قطع أثرية من بريطانيا ترجع للعصر الفرعوني واليوناني.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الآثار المستردة ترجع لعصور تاريخية مختلفة تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى الدولة الحديثة والعصر المتأخر والعصر اليوناني الروماني، والعصر القبطي، وتضم أواني فخارية، وقطع من الألباستر والخشب، وغيرها».
وتم استرداد القطع الأثرية في أعقاب تحقيقات مشتركة بين مصر وفرنسا لضبط عصابة كانت تتولى سرقة وتهريب الآثار إلى فرنسا، وفقاً لبيان النائب العام المصري، الذي أوضح أن «عملية استرداد القطع الأثرية تمت بموجب تحقيقات مهمة باشرتها النيابة العامة المصرية، بالتعاون مع السلطات القضائية الفرنسية أسفرت عن استرداد تلك القطع بعد وقف كافة إجراءات عرضها للبيع أو التعامل عليها».
وسلم فريق من المكتب المركزي لمكافحة الاتجار في المقتنيات الفنية بوزارة الداخلية الفرنسية، القطع الأثرية إلى السفارة المصرية بباريس، حيث تم فض تغليف القطع ومعاينتها من جانب لجنة أثرية تحت إشراف النيابة المصرية، تمهيداً لنقلها إلى القاهرة.
وقال السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا، في كلمته خلال الاحتفال بتسلم القطع الأثرية، إن «هذا الحدث يعد إنجازاً يضاف إلى سجل الإنجازات غير المسبوقة على صعيد العلاقات الثنائية المصرية - الفرنسية»، مشيراً إلى «التعاون البناء والتنسيق المستمر بين السلطات القضائية في البلدين على مدى العامين الماضيين، مما كان له الدور الكبير في استرداد هذه القطع الأثرية».
بدوره أوضح وزيري، الذي قام بمعاينة القطع الأثرية عند تسليمها لمصر في العاصمة الفرنسية، أن «الآثار المستردة تضم مجموعة من التماثيل الجنائزية ومجموعة من العقود من حجر الفيانس، وبعض الكارتوناج، وتمثالا رائعا لما يعرف بالروح عند المصري القديم، إضافة إلى تمثال للمعبود بتاح سوكر، ومجموعة من التوابيت الصغيرة تضم مومياء المعبود حورس»، لافتاً إلى أن «أروع قطعة في المجموعة هي تمثال صغير للملك أمنحتب الثالث مكتوب عليه بالهيروغليفية (نب ماعت رع) أو سيد عدالة رع».
ويجرم القانون المصري الاتجار بالآثار وتهريبها، ويعتبرها جريمة لا تسقط بالتقادم، حيث يعاقب بالسجن المؤبد كل من قام ولو في الخارج بتكوين عصابة أو إدارتها أو الاشتراك فيها بقصد سرقة الآثار وتهريبها للخارج.
وقال النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، إن «جريمة تهريب الآثار واحدة من الجرائم التي تشغل جموع الشعب المصري، ومؤسسات الدولة باعتبارها إرثا تاريخياً ثقافياً مهما»، مؤكداً أن «النيابة العامة المصرية تبذل جهوداً كبيرة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، كان من ثمارها استرداد هذه المجموعة الأثرية من فرنسا».
وفي سياق متصل أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان صحافي أمس، عن استرداد ثلاث قطع أثرية من العصرين الفرعوني واليوناني، قبل بيعها في إحدى دور العرض الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن، بعد التأكد من خروجها بطريقة غير شرعية من البلاد، حيث تسلم السفير طارق عادل، سفير مصر في لندن، أمس القطع الأثرية الثلاث قبل بيعها في إحدى دور العرض الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن، بحسب بيان صحافي.
وقال السفير طارق عادل، في بيان «السياحة والآثار» إن «استرداد هذه القطع الأثرية تم بالتنسيق المباشر بين السفارة المصرية، والمتحف البريطاني الذي تواصل مع دار العرض لضمان إتمام عملية تسليم القطع إلى مصر».
وأوضح شعبان عبد الجواد، المشرف العام على إدارة الآثار المستردة أن «القطع المستردة من لندن عبارة عن تمثال مصنوع من الألباستر فاقد الرأس والقدمين يرجع إلى العصر اليوناني الروماني، وجزء من تابوت خشبي ربما يرجع إلى العصر المتأخر»، مرجحا أن «تكون القطعة الثالثة أيضاً جزءا من تابوت».
والقطع الثلاث ليست من مقتنيات المتاحف والمخازن الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، وهي نتاج لعمليات الحفر خلسة، التي يتم الكشف عن بعضها، وتهرب للخارج، وتواجه مصر تحديات عديدة لاستعادة الآثار التي يتم تهريبها وعرضها للبيع في دور المزادات العالمية، حيث إن معظمها من نتائج الحفر خلسة.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.