إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

إمساك مزمن واحتباس الفضلات
> والدي كان لديه إمساك لفترة ويعاني من آلام في البطن. وبعد إجراء أشعة البطن، ذكر له الطبيب أن لديه تراكماً كبيراً في الفضلات بالأمعاء، ووصف له الحقن الشرجية. ما الكمية المتوقعة للإخراج حتى نتأكد من زوال هذا التراكم للفضلات؟
- هذا ملخص أسئلتك. ويصعب تقدير الكمية المتوقعة، لأن ذلك يختلف باختلاف حجم الجسم والطول والوزن والعمر ونوعية الأطعمة التي يتناولها ومدى شرب السوائل وطول مدة الإمساك. ولذا تختلف المصادر الطبية في ذكر حجم الفضلات التي يُمكن أن «يستوعبها» القولون عند احتباس الإخراج، والإمساك لفترة. وبعضها يشير إلى أنها تتراوح ما بين 2 إلى 8 كيلوغرامات، بينما يذكر بعضها أن ثمة حالات ثبت احتواء القولون على أكثر من تلك الكمية عند الإمساك المزمن. وفي بعض الدراسات التي قيّمت مدى انخفاض الوزن بمجرد تنظيف كامل القولون من الفضلات لأشخاص «لا يُعانون من الإمساك»، تمت ملاحظة أن متوسط انخفاض الوزن يتراوح ما بين 2 إلى 3 كيلوغرامات.
ولاحظ أن المُتوقع صحياً من الإنسان الطبيعي أن يُخرج فضلات بوزن نحو 200 غرام في اليوم.
إن تراكم فضلات الطعام في الأمعاء ليس فقط غير مرغوب فيه للشخص السليم الخالي من أي أمراض مزمنة، ولكنه أيضاً ضار بصحته. ومن مظاهر ذلك زيادة الوزن والشعور بالتعب والإنهاك، وتقلب المزاج. وفي حالات المُصابين بأمراض مزمنة، كضعف الكبد والكلى والقلب ومرضى ضغط الدم وشرايين القلب وأمراض الرئة المزمنة، ربما يكون مضراً بشكل أكبر.
وثمة عدة وسائل علاجية ينصح بها الطبيب لتعجيل إفراغ القولون من الفضلات وإعطاء الراحة المريض.
أما بالنسبة لتقييم نجاح زوال تراكم الفضلات، فإن هذا يتم بالمتابعة المنزلية والإكلينيكية. وتحديداً، رصد مدى زوال الإمساك باتباع طرق الوقاية، عبر: شرب الماء بكمية كافية، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتقليل تناول اللحوم الغنية بالبروتينات، وممارسة المشي، واتباع العادات الصحية في الذهاب إلى المرحاض عند بدء الشعور بالرغبة في إخراج الفضلات وعدم تأجيل الاستجابة لتلك الرغبة للجسم، ومتابعة ذلك كله ممنْ يتولى رعايته المنزلية والاهتمام بجوانب صحته. وأيضاً بالمتابعة الإكلينيكية من قبل الطبيب في معرفة سبب الإمساك واحتباس الفضلات، ومعالجته، ومدى الحاجة المؤقتة لتناول أدوية تُسهّل ذلك. والأهم، هل يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى.
وإذا كان الأمر هو مجرد إمساك مزمن، غالباً، قد لا يضطر الطبيب إلى إعادة إجراء الأشعة للبطن، ومقارنتها بالأشعة السابقة في تقيم مدى زوال تراكم الفضلات.

نزيف الدماغ وبطء النبض
> حصل لوالدي نزيف في الدماغ وسبب له غيبوبة، والآن تم نقله للبيت بعد مكوثه في المستشفى لمدة شهر. ما نصائحكم لتمريضه في المنزل، وما سبب انخفاض نبضات القلب إلى تحت الـ60. وما هو الطبيعي لحالته؟
خالد الزبيدي - بريد إلكتروني

- هذه مجموعة أسئلتك في رسالتك. وتَحدُث السكتة الدماغية النزفية عندما يحدث تسريب دموي من الأوعية الدموية في الدماغ. ويُمكن أن تُسبب السكتة الدماغية في بعض الأحيان إعاقات مؤقتة أو دائمة، بناءً على المدة التي يَفتقر فيها الدماغ لتدفُق الدم وحسب الجزء المُصاب. وذلك مثل:
- فقدان قدرة تحريك العضلات وعدم القدرة على المشي أو تقليب الجسم على الفراش أو العناية بالذات
- صعوبات في فهم اللغة والتحدث أو البلع
- فقدان الذاكرة أو ضعفها أو صعوبات التفكير
- صعوبات السيطرة الانفعالية أو اضطرابات المزاج والمشاعر أو الاكتئاب،
- الألم أو تنميل أو أحاسيس غريبة أخرى في بعض أجزاء من أجسامهم
- ضعف القدرة على ضبط عمليات الإخراج.
وتجدر ملاحظة أن تأثير السكتة الدماغية على المُصاب يتوقّف على منطقة المخ التي أُصيبت ومقدار الأنسجة التي لحقها الضرر. وإذا أصابت السكتة الدماغية الجانب الأيمن من المخ، فقد يتأثَر كلٌ من الحركة والإحساس في الجانب الأيسر من الجسد. وإذا أصابت السكتة الدماغية الجانب الأيسر من المخ، فقد يتأثَر كلٌ من الحركة والإحساس في الجانب الأيمن من الجسد، وربما أيضاً الكلام واللغة.
وفي المستشفى، يركز العلاج الطارئ للسكتة الدماغية النزفية على التحكم في النزيف وتقليل الضغط على الدماغ داخل الجمجمة، الناجم عن مقدار حجم كتلة دم النزيف. وكذلك معرفة سبب النزيف ومعالجته لمنع تكرار حصول هذه المشكلة، وضبط المعالجة لأي حالات مرضية مرافقة.
وبعد استقرار حالة الوعي لدى المريض، تبدأ عملية إعادة التأهيل، لمساعدة المريض على استعادة أكبر قدر ممكن من الوظائف والعودة إلى عيش حياة مستقلة.
وقبل مغادرة المستشفى، وبالتشاور مع ذوي المريض، سيُوصي الطبيب باتباع برنامج علاجي تأهيلي يُمكن التأقلم معه، استناداً إلى السن ومستوى الصحة العامة، ودرجة الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية، ونمط حياة واهتمامات وأولويات المُصاب، ومدى توفُر مساعدة أفراد العائلة.
وبعد الخروج من المستشفى، يمكن متابعة البرنامج في وحدة إعادة التأهيل في المستشفى نفسه، أو وحدة إعادة تأهيل أخرى كمريض خارجي، أو في المنزل. وتشمل الجوانب الأساسية للتأهيل والعناية: المتابعة الطبية لضبط معالجة أي حالات مرضية موجودة، والتغذية، والعلاج الطبيعي لتنمية قدرات الحركة، ومتابعة عملية البلع والعناية بالفم، والعناية بعمليات الإخراج، والعناية بنظافة الجسم وبوضعية الجسم خلال النوم لمنع تكوّن القروح الجلدية. ويُلحق بها كل من: علاج النطق، والعلاج النفسي، وإعادة التواصل الأسري والاجتماعي والترفيهي.
ويختلِف التعافي من السكتة الدماغية من شخصٍ لآخر، بناء على عدة مُعطيات تتم مناقشتها مع الطبيب المعالج.
ولاحظ أن السكتة الدماغية هي حَدَث يُغيّر مجرى الحياة، ويُمكن أن تُؤثّر على السلامة العاطفية بقدر تأثيرها على الوظيفة الجسدية. ويشعر المريض بالعجز والإحباط والاكتئاب وعدم الاكتراث وتغيّرات في المزاج. ولذا فإن الحفاظ على الثقة بالذات، والأمل، والاتصال بالآخرين، والشغف بالعالم، هي أجزاء أساسية من رحلة التعافي. وفي هذا كله يحتاج المريض دعم أفراد أسرته وتواصلهم معه.
أما بالنسبة لبطء نبض القلب الذي لم يكن موجوداً من قبل، فإن من الممكن أن ينخفض نبض القلب بشكل مؤقت خلال الفترة الحرجة التالية للإصابة بالسكتة الدماغية. أما عند استمراره لهذه المدة التي ذكرت، فإن الأمر يتطلب معرفة السبب. وخاصة حينما ينخفض إلى أقل من 40 نبضة في الدقيقة. وقد يكون ذلك بسبب التقدم في العمر وتلف أنسجة أجزاء من القلب، أو وجود أمراض في القلب، أو تناول أدوية تتسبب بانخفاض النبض، أو وجود اضطرابات في الغدة الدرقية، أو اختلال مستويات بعض المواد في الدم كالبوتاسيوم أو الكالسيوم، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، أو غيره من الأسباب. وهذا الجانب يتعامل معه الطبيب في معرفة السبب بإجراء عدد من الفحوصات، وكيفية معالجته إذا تطلبت الحالة ذلك.


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».