تعطل عدد كبير من المواقع الإلكترونية في العالم

شركة {فاستلي} الموفرة للحوسبة السحابية تعلن حل المشكلة

تعطل عدد كبير  من المواقع الإلكترونية في العالم
TT

تعطل عدد كبير من المواقع الإلكترونية في العالم

تعطل عدد كبير  من المواقع الإلكترونية في العالم

بدأت آلاف المواقع الإلكترونية الحكومية والإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي في مختلف أرجاء العالم في الظهور مجدداً أمس الثلاثاء بعد أن تضررت من عطل استمر ساعة، له علاقة بشركة {فاستلي} الأميركية الموفرة لخدمات الحوسبة السحابية.
وقالت {فاستلي}، إحدى أكثر الشركات المستخدمة لتوزيع المحتوى في العالم، إن المستخدمين سيشهدون زيادة في التحميل مع عودة الخدمات العالمية تدريجياً، حسب ما أوردت وكالة {رويترز}. وقال بن وود كبير المحللين في شركة سي.سي.إس إنسايت للاستشارات: «أحداث مثل هذه تسلط الضوء على هشاشة الإنترنت واعتمادها على مزيج من التكنولوجيا المتشرذمة. ومن المفارقات أن هذا أيضاً يلقي الضوء على قوتها وسرعة علاج مشكلتها». وأضاف: «تصدر عطل مثل هذا عناوين الأخبار على مستوى العالم يظهر أنه حدث نادر من نوعه».
وكتب النائب العام بالمملكة المتحدة على {تويتر} في وقت سابق أن الموقع الرئيسي للحكومة البريطانية تعطل، وأرفق مع تغريدته عنوان بريد إلكتروني للاستفسارات. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن العطل ربما يكون قد أثر على مواطنين يسجلون أسماءهم للحصول على لقاح مضاد لمرض كوفيد-19 أو يتلقون نتائج فحوصات.
وأظهر الموقع الإلكتروني لشركة {فاستلي} أن معظم مناطق تغطيتها واجهت «تدهوراً في الأداء» في وقت سابق، حسب {رويترز}. وتعرضت مواقع تديرها مؤسسات إعلامية منها فاينانشال تايمز وذا غارديان وبلومبرغ نيوز لأعطال. وتوصلت المؤسسات الإعلامية لحلول للإبلاغ عن العطل المنتشر على نطاق واسع بعد توقف مواقعها.
وعند بداية العطل، ذكر قرابة 21 ألفا من مستخدمي منصة ريديت للتواصل الاجتماعي أنهم واجهوا مشكلات، بينما أبلغ أكثر من ألفي مستخدم بحدوث مشكلات في موقع أمازون حسبما ذكر موقع {داونديتكتور}.
ولم تحدد شركة «فاستلي» طبيعة الصعوبات التي طرات على خدمات الانترنت، وما إذا كانت مشكلة تقنية داخلية أو هجوماً إلكترونياً خارجياً. إلا أن الفرضية الثانية غير مرجحة بحسب ما أوضح عدد من العاملين في المجال لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقد بدأت المشكلة في الساعة 09.30 بتوقيت غرينتش حين بدأ موقع «داون ديتكتر» المتخصص يسجل إشارات إلى وجود مستخدمين مستائين من تعذّر الوصول إلى مواقعهم الإلكترونية المفضلة (مواقع صحف نيويورك تايمز ولوموند وفايننشيال تايمز وكورييري ديلي سيرا وإل موندو)، بالإضافة إلى مواقع أخرى مثل منصة المراسلات «ريديت» ونظام المدفوعات الإلكترونية «بايبال».
ولم تكن أهمّ المواقع الإلكترونية التابعة لهيئات عامة بمنأى عن العطل. فقد أظهر موقع البيت الأبيض رسالة تقول إن «هذه الصفحة معطلة». وفي فرنسا، تأثرت مواقع إلكترونية عدة بالعطل من بينها موقعا قناة «يورونيوز» ومجلة «لوبس» الأسبوعية وعدة مواقع تابعة لمجموعة «لوموند» من بينها مجلة «تليراما».
و«فاستلي» شركة غير معروفة كثيراً إلا أنها استراتيجية، تقدم لرؤساء المواقع الإلكترونية مساعدة في نشر محتوياتهم على الصعيد العالمي، عبر استضافة مواقع مشابهة للموقع الأصلي في جميع أنحاء العالم. وتسمح خدمتها - على غرار خدمات منافسيها مثل «أكاماي» و«كلاودفلير»... - بتجنّب أن تصبّ جميع الطلبات الموجهة إلى موقع إلكتروني معيّن في المكان نفسه عبر خلق سدادات تحوّل زائري الموقع بعد أن يتجاوز عددهم حداً معيناً، إلى خادم آخر. وبالتالي تتيح هذه الخدمة للمواقع اكتساب سرعة في الأداء. وتُعدّ المواقع التي تنشر محتويات مسموعة ومرئية إضافة إلى مواقع وسائل الإعلام، من أكبر زبائن هذه الشركات، إذ ينبغي أن تكون مستعدة على الدوام ليتصفّحها عدد هائل من المستخدمين.


مقالات ذات صلة

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».