مخطط لإعادة مومياء مصرية إلى موطنها يثير جدلاً بجنوب أفريقيا

تنتمي لبدايات العصر البطلمي لكاهن يدعى «بيتن آمون»

مخطط لإعادة مومياء مصرية إلى موطنها يثير جدلاً بجنوب أفريقيا
TT

مخطط لإعادة مومياء مصرية إلى موطنها يثير جدلاً بجنوب أفريقيا

مخطط لإعادة مومياء مصرية إلى موطنها يثير جدلاً بجنوب أفريقيا

عقب إعلان متحف ديربان للعلوم الطبيعية في جنوب أفريقيا عن نيته إعادة مومياء مصرية ضمن مقتنياته إلى موطنها الأصلي، أثير جدل واسع في جنوب أفريقيا بشأن حجم الخسارة التي سيتكبدها المتحف نتيجة هذه الخطوة.
وهذه المومياء لكاهن يدعي «بيتن آمون» توفي عن عمر يناهز الستين عاماً، وتأتي الرغبة في إعادتها ضمن توجه يكتسب زخماً عالمياً، وهو إعادة القطع الأثرية التاريخية القيمة إلى بلدانها الأصلية.
ويقول إريك أبيلجرين رئيس بلدية (إي ثيكويني) الجنوب أفريقية، في تقرير نشره أول من أمس موقع (iol) الإخباري في جنوب أفريقيا، إنهم ينتظرون اتفاقاً مع الحكومة المصرية لإعادة المومياء القديمة.
ويضيف أن المفاوضات لا تزال في مرحلة مبكرة، وسلطت الضوء على وجود تشريع مصري جديد متعلق بالمتاحف في طور الإعداد، وسيعيد هذا التشريع التفكير في الطريقة التي يتم بها تخزين الرفات البشرية وعرضها في مكان عام.
ويُعتقد أن المومياء أصلها من أخميم بصعيد مصر وتنتمي لأوائل العصر البطلمي (300 قبل الميلاد)، وقد جلبها الرائد ويليام جوزيف مايرز إلى جنوب أفريقيا في وقت ما بعد عام 1889.
وقُتل مايرز، الذي خدم سابقاً في مصر لمدة خمس سنوات، في عام 1899، عن عمر يناهز 41 عاماً، أثناء حصار لاديسميث في حرب البوير الثانية.
ويقول أبيلجرين إنه في حالة عودة مومياء بيتن آمون إلى مصر، فسيكون التحدي بالنسبة لمتحف ديربان هو الحفاظ على الاهتمام بهذا التاريخ دون وجود المومياء، فنحن بحاجة إلى إيجاد طرق لإلهام أطفالنا، لفهم واحترام تاريخنا في القارة، لا سيما تاريخ مصر.
من جانبه، قال المؤرخ المحلي آرثر غاماج: «أنا أؤيد من حيث المبدأ إعادة القطعة الأثرية، وأثق بأنها ستحظى بالتقدير هناك، ويمكن تعويض الخسارة بعرض بسيط على الحائط به صور ونصوص تسجل سنوات المومياء هنا وقرار إعادته إلى وطنه، وهناك خيارات ثلاثية الأبعاد لتنفيذ ذلك».
ويعارض دونال مكراكين، أستاذ التاريخ الفخري بجامعة كوا زولو ناتال هذه الخطوة قائلاً: «هذه المومياء كانت بمثابة أداة تعليمية مهمة لأكثر من 120 عاماً لدرجة أنها أصبحت جزءاً من تراث ديربان الثقافي، آمل أن تسمح السلطات المصرية للمومياء بالبقاء في ديربان، ولكن على سبيل الإعارة الدائمة لأهالي مدينتنا».
يذكر أنه تم إجراء إعادة بناء وجه للمومياء في عام 1990 من قبل الدكتور بيل أولسبروك، الحاصل على درجة الدكتوراه في إعادة بناء الوجه الشرعي.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.