قالت الفنانة المصرية سلوى محمد علي إن نجاح مسلسل «خلي بالك من زيزي» الذي شاركت به خلال الموسم الرمضاني الأخير يرجع لفكرته المميزة وواقعية أحداثه، وأوضحت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها استمتعت بتقديم شخصية «كوكي» الزوجة التي نجحت في التخلص من علاقة فاشلة، وكشفت أنها عانت من مرض «نقص الانتباه» في طفولتها، مشيرة إلى أنها تؤمن بدور الدراما في طرح القضايا الاجتماعية لتغيير القوانين مثلما حدث في فيلم «أريد حلاً» الذي ساهم في تغيير قانون الأحوال الشخصية.
وتعد سلوى محمد علي، إحدى ممثلات جيل الوسط، وحققت نجاحاً ملحوظاً بأدائها البسيط، وبأدوارها اللافتة، وقدمت بطولات مسرحية وشاركت في أفلام سينمائية، إضافة إلى مشاركتها في أعمال تلفزيونية عدة بأدوار مؤثرة، كما قامت بدبلجة أفلام «ديزني» ومن بينها فيلم «الملك الأسد».
وعن دورها في مسلسل «خلي بالك من زيزي» تقول: «استهواني العمل لأنه حقيقي وواقعي جداً، وتفاصيله تحدث في بيوتنا كل يوم، أما شخصية (كوكي) التي قدمتها فقد أعجبني موقفها وقدرتها على التخلص من علاقة فاشلة، بالطبع هناك مئات مثلها في بعض البيوت قائمة فقط على الاحتياج المادي، فتضطر المرأة للتحمل طول العمر، ولأن عواطف (كوكي) لم تتحقق كزوجة، فقد وضعت عواطفها كلها في ابنتها وأحفادها، وهذه العواطف التعويضية قد تصبح عبئاً على الآخرين مثلما حدث معها».
- قضايا المرأة
وتشير سلوى إلى أهمية طرح الدراما لقضايا المرأة: «بعد نجاح فيلم (أريد حلا) في تغيير بعض مواد قانون الأحوال الشخصية، هناك كثير من الحكايات المسكوت عنها في مجتمعاتنا، وكثير من القوانين في حاجة إلى تغيير، لا أعني إنصاف المرأة على حساب الرجل، لكن لينال كل منهما حقه من دون تجاوز، فهناك بعض الرجال أيضا يتعرضون لظلم كبير من زوجاتهم».
وعما يحكم اختياراتها كممثلة تقول: «عندما كنت طالبة أدرس المسرح كانت أمنيتي تقديم نصوص المسرح العالمي، لكن في هذه المرحلة من عمري ومشواري فإنني أتمنى تقديم شخصية المرأة العادية في كل أعمالي، لأن لها أوجه كثيرة، وتعاني من مشاكل لا تنتهي في مجتمع ذكوري، ومع أولادها، وفي عملها، برغم أنها مؤثرة جداً في المجتمع».
وأرجعت سلوى أسباب النجاح الذي حققه مسلسل «خلي بالك من زيزي» إلى طزاجة الفكرة، فقد تناول مشكلة مرض (فرط الحركة ونقص الانتباه)، والذي لم نكن نعرف عنه شيئا من قبل، فقد عانيت منه شخصياً في طفولتي ربما بدرجة أقل من البطلة، فقد كنت طفلة كثيرة الحركة وقليلة التركيز، وكان المدرسون يشكون مني، وكانت أسرتي تقول إنني «طفلة شقية، بينما هو مرض يمثل ظاهرة يعاني منها أطفال كثيرون».
مشيرة إلى أنه توافر للمسلسل أفضل عناصر الإخراج والتصوير والديكور والملابس والتمثيل بالطبع، فإن أكثر ما أحرص عليه في اختيار أعمالي أن تطرح موضوعات جديدة لم تتطرق إليها الدراما وأن يكون فريق عمل مميز.
وجسدت سلوى في مسلسل «كله بالحب» الذي ظهرت فيه كضيفة شرف، شخصية امرأة تتعدد زيجاتها بحثا عن السعادة وتؤمن بأن فاقد الشيء لا يعطيه وحسبما تؤكد: «أتيح لي في هذا العمل تقديم شخصية مناقضة تماما لدوري في مسلسل (خلي بالك من زيزي)، فالشخصية لامرأة لا تظهر عواطفها نحو أولادها، وهذا التنوع يسعدني كممثلة لأن أدوار الكبار قليلة، ولا يوجد مجال كبير للتنويع فيها».
واشتهرت سلوى محمد علي، بشخصية «الخالة خيرية» التي جسدتها في برنامج الأطفال الشهير «عالم سمسم»، وعن هذا الدور تقول: «جمهور (عالم سمسم) كان من الأطفال، والآن أصبحوا شبابا وما زالوا ينادونني بـ(الخالة خيرية)، فقد كانت شخصية جذابة، في تقديري».
- المسرح أولاً
وتعشق سلوى المسرح الذي يعتمد على الاسترسال، وعلاقة الممثل بالجمهور، فهو يتيح للممثل أن يمتلك العمل المسرحي بمجرد بدء العرض، وأن يطور أداءه كل ليلة، اعتماداً على النص، وعلى ملاحظات المخرج واجتهاد الممثل ذاته، وكما تقول: «في بداياتي الفنية، وعقب تخرجي من معهد الفنون المسرحية ظهرت أزمة السينما، وفي هذا الوقت كان المسرح أمامي بكل إغراءاته، فقدمت عروضا عديدة بمسرح (الطليعة) و(الهناجر) من بينها مسرحية (صحراوية) التي اعتمدت على خمس ممثلات، وعرض (دقة زار) الذي يعد العمل الوحيد الذي جمعني بزوجي المخرج الراحل محسن حلمي الذي اشترط علي عدم العمل معا بعد الزواج».
وتضيف سلوي: «كنا نعمل كما كبيرا من المسرحيات خلال فترة التسعينات، ونشارك في مهرجان المسرح التجريبي، وحضرنا ورش عديدة في أوروبا، فمسرح التسعينات لم يكن أقل من الستينات، لكن الأخير صاحبته حركة نقدية واسعة ساهمت في إبرازه».
- بطلة الأفلام القصيرة
وفي السينما عملت سلوى في دبلجة أفلام ديزني بصوتها على غرار فيلم «الملك الأسد»، و«أسطورة مريدا»، و«الملكة إلينور»، بينما حققت رصيداً سينمائياً كبيراً مع مخرجين متميزين ومن بينها أفلام: «أحلى الأوقات» لهالة خليل، و«جنينة الأسماك»، «احكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله، و«فيلم هندي» لمنير راضي، «بنتين من مصر» لمحمد أمين، وقدمت من خلالها أدواراً مهمة ومؤثرة في مسيرتها الفنية وتركت أثراً لدى المشاهد، وكما تقول: «لم يشغلني في أي وقت، مساحة الدور بقدر تأثيره، المهم أن أعمل مع مخرجين متميزين، وهناك أفلام قمت ببطولتها مثل «أسرار عائلية»، كما قمت ببطولة نحو مائة فيلم قصير أغلبها بشكل تطوعي دعما لطلبة معهد السينما ومخرجين شباب في تجاربهم الأولى، ومن الأفلام التي أعتز بها كثيراً فيلم «طيري يا طيارة» للمخرجة هالة خليل.
وفي فيلم «حبيب» الذي لعبت بطولته مؤخراً جسدت سلوى دور زوجة تعيش حياة هانئة مع زوجها، ومع تقدمهما في العمر تحلم بأن تلتقط صورة زفافها بالألوان لأن صورتهما الأولى كانت بالأبيض والأسود، وكما تقول: «هذا الفيلم لم يعرض سينمائيا، لكنه عرض على قناة OSN، وقد تحمست له بشدة أنا والفنان سيد رجب منذ أول لقاء جمعنا مع مخرجه الشاب، فمن النادر أن تتطرق السينما لقصة حب بين رجل وامرأة في عمرنا».
وتؤكد سلوى أن التمثيل مهنة صعبة: «بعد الانتهاء من تصوير أي عمل أرقد بعدها لأيام وأشعر أنني ليس لدي طاقة لأي شيء، فأنا طوال الوقت أفكر بطريقة الشخصية التي أقوم بإحلال روحها في جسدي وأتعامل بطريقتها وكل ردود أفعالي صادرة من وحيها، وهذا في حد ذاته يمثل مجهوداً بدنياً كبيراً، لذلك أقول إن التمثيل هو ثاني أصعب مهنة في العالم بعد عمال المناجم».
- تجارب متنوعة
وقامت سلوى بتدريب أبطال الفيلم السوداني «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلاء، وتقول: «عندما ذهبت للسودان اكتشفت وجود مجموعة من البنات وراء وخلف الكاميرا يتمتعن بثقافة وحضور لافت، وتعرفت بشكل أكبر على المرأة السودانية، وقد عملت مع فريق الممثلين على الاسكريبت، كان هناك ممثلون لم يخوضوا تجربتهم الأولى في التمثيل، وهما الشاب والفتاة بطلا الفيلم، فأجريت تدريبات خاصةً لهما، وتحدثنا في رسم الشخصية، لكن بقية الممثلين كانوا محترفين ومعظمهم ممثلين مسرح عظام، وأجرينا بروفات على الأداء مع فريق الممثلين كله».
كما خاضت الفنانة المصرية تجربة تقديم البرامج من خلال برنامج «3 ستات» بقناة «صدى البلد»، وعن هذه التجربة تقول: «التمثيل له الأولوية عندي، لكن تجربتي في هذا البرنامج أتاحت لي التحدث مع شخصيات مهمة عدة».