التمويل والتأمين والعقار لدور معزز في النشاط الاقتصادي السعودي

الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق تتصدر ارتفاعات الناتج المحلي الإجمالي

توقعات بأن يكون العقار بين القطاعات المحفزة للاقتصاد السعودي  (الشرق الأوسط)
توقعات بأن يكون العقار بين القطاعات المحفزة للاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)
TT

التمويل والتأمين والعقار لدور معزز في النشاط الاقتصادي السعودي

توقعات بأن يكون العقار بين القطاعات المحفزة للاقتصاد السعودي  (الشرق الأوسط)
توقعات بأن يكون العقار بين القطاعات المحفزة للاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)

توقع باحثون أن ينمو الاقتصاد السعودي خلال العقد المقبل وسط دعم ملموس من قطاعات أهمها التمويل والتأمين والعقارات والأعمال بنسبة 9 في المائة سنوياً مما يزيد حصتها المجمعة إلى أكثر من 12 في المائة من إجمالي النشاط الاقتصادي في البلاد، مفصحين في ورقة عملية بحثية أن تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق تتصدر القطاعات التي ستشهد زيادات كبيرة في حصتها بالناتج المحلي الإجمالي.
ونشر مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» مؤخراً دراسة بحثية لمناقشة التحولات الاقتصادية الكلية والهيكلية وفقاً لرؤية السعودية مع التركيز على التنويع الاقتصادي بهدف تشكيل خارطة الطريق المؤدي إلى اقتصاد وطني متنوع ومستدام.
واستخدمت الورقة البحثية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة حصرية منها، جدول المدخلات والمخرجات الديناميكي للرؤية وطبقت منهجية التوقع المختارة على ثمانية من أهداف التحول الاقتصادي الرئيسية أبرزها زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي ورفع المحتوى المحلي لقطاع النفط والغاز والصادرات غير النفطية وتحسين مكانة الدولة في الخدمات اللوجيستية.
وكشف الباحث ديفيد هافرلاند، عن تصدر تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق بين القطاعات التي ستشهد زيادات كبيرة في حصة الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2020 و2030، يليها النقل والتخزين والاتصالات، ثم التمويل والتأمين والخدمات العقارية، في الوقت ذاته احتل قطاع النفط الخام والغاز الطبيعي المرتبة الأدنى حيث من المتوقع أن يتوسع بوتيرة أبطأ نسبياً مقارنةً بباقي القطاعات المحورية للتنويع.
من جهته، ذكر الباحث المشارك عبد الإله درندري، أن قطاعي التصنيع والخدمات سيصبحان ركائز إضافية للنمو الاقتصادي المستدام وسيقودان عملية التنويع في المملكة وسيؤدي هذا إلى إنشاء طلب على نوع جديد من الخدمات مثل تخزين البيانات وإدارتها والمراقبة المتقدمة لنقل وتوزيع الطاقة.
وأوضح درندري، أن توقعات الورقة أظهرت أن التنويع الاقتصادي سيجعل الاقتصاد السعودي أكثر مرونة في مواجهة الصدمات الخارجية ويساعد على توفير الوظائف التي تتطلب مهارات متقدمة ويؤسس لاقتصاد قائم على المعرفة ويمهد الطريق نحو اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة.
ورغم التأخير في طرح اللقاحات في كل من الاتحاد الأوروبي والدول النامية، وانخفاض فعالية بعض اللقاحات ضد التحورات الجديدة، يتوقع أحدث تقرير من تنبؤات «كابسارك» لأسواق النفط للربع الثاني من العام الحالي زيادة إجمالي الطلب العالمي على النفط بمقدار 4.3 مليون برميل يوميًا ليصل إلى 96.3 مليون برميل وبمقدار 3.2 مليون برميل في اليوم خلال 2022، وأن ينمو إجمالي إمدادات النفط العالمية مليون برميل يوميًا في العام الجاري مع انتعاش أقوى يبلغ 3.4 مليون برميل في عام 2022.
وتوقع كابسارك في تحليله أن يصل متوسط الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى مستويات ما قبل فيروس كورونا المستجد في نهاية عام 2021، موضحةً أن الدول النامية تقود انتعاش الطلب على النفط، في حين أن العديد من أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيصلون إلى مستويات الطلب على النفط ما قبل فيروس كورونا المستجد في عام 2022. كما افترضت تنبؤات كابسارك لأسواق النفط أن (أوبك بلس) تهدف إلى الحفاظ على عجز متواضع خلال الأرباع الثمانية المقبلة.
وأكدت تنبؤات كابسارك لأسواق النفط أن الطلب على النفط في المملكة ينبغي أن ينتعش بمقدار 40 ألف برميل يوميا في 2021، ثم يواصل الارتفاع بمقدار 30 ألف برميل يوميًا خلال 2022، وذلك بسبب زيادة الطلب السعودي الموسمي على توليد الكهرباء، والتي ستؤدي إلى ارتفاع إجمالي الطلب على النفط بنحو 550 ألف برميل يوميًا في الربع الثاني من عام 2021.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».