الصين تطلق صناديق تمويل للبنية التحتية

مؤشرات متضاربة للتعافي الاقتصادي

وافقت الحكومة الصينية على أول دفعة من صناديق الاستثمار في المشروعات العامة (رويترز)
وافقت الحكومة الصينية على أول دفعة من صناديق الاستثمار في المشروعات العامة (رويترز)
TT

الصين تطلق صناديق تمويل للبنية التحتية

وافقت الحكومة الصينية على أول دفعة من صناديق الاستثمار في المشروعات العامة (رويترز)
وافقت الحكومة الصينية على أول دفعة من صناديق الاستثمار في المشروعات العامة (رويترز)

وافقت الحكومة الصينية على أول دفعة من صناديق الاستثمار في المشروعات العقارية العامة، لتعطي الحكومات المحلية وسيلة جديدة لتمويل مشروعات البنية التحتية. ويقدر رأسمال المجموعة الأولى من صناديق استثمار البنية التحتية في الصين بنحو 4.9 مليار دولار.
وأشارت وكالة بلومبرغ الأربعاء إلى أن المجموعة الأولى التي وافقت عليها هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية يوم الاثنين الماضي تضم 9 مشروعات، تشمل قطاعات تتراوح بين الطرق مدفوعة الرسوم إلى محطات معالجة مياه الصرف. وستتيح هذه الخطوة المزيد من مصادر التمويل للحكومات المحلية الصينية المثقلة بالديون، وتسمح لصغار المستثمرين بالدخول إلى سوق تمويل مشروعات البنية التحتية والتي يقدرها بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس بنحو 3 تريليونات دولار، في حالة استمرار نمو هذه السوق بعد نجاح المرحلة التجريبية.
وعلى عكس الدول الأخرى، فإن الصين تقدم إطار عمل يسمح للمستثمرين الأفراد بشراء أسهم في صندوق استثمار مشترك والذي يتم استثمار أمواله بعد ذلك في أوراق مالية مضمونة بأصول لتمتلك بشكل غير مباشر أصولا في مجال البنية التحتية.
ويتعرض الاقتصاد الصيني لبعض الضغوط مؤخرا، إذ تباطأ نمو إنتاج المصانع الصينية في أبريل (نيسان) الماضي عن القفزة التي شهدها في مارس (آذار)، فيما جاءت مبيعات التجزئة دون توقعات المحللين، وهو ما يشير إلى تعرض انتعاش الاستهلاك لمزيد من الضغط.
وأظهرت بيانات المكتب الوطني الصيني للإحصاءات، يوم الاثنين، أن الإنتاج الصناعي نما 9.8 في المائة في أبريل مقارنة مع الشهر المقابل من العام الماضي، وهو أبطأ من 14.1 في المائة في مارس، لكنه يتفق مع متوسط توقعات محللين في استطلاع رأي أجرته «رويترز».
وقال فو لينغوي، المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاءات إن الاقتصاد الصيني شهد تحسنا قويا في أبريل، لكن مشاكل جديدة ظهرت أيضا. وأضاف أن «أساسيات الانتعاش الاقتصادي المحلي ليست آمنة بعد».
وزادت مبيعات التجزئة 17.7 في المائة على أساس سنوي في أبريل، وهي أضعف بكثير من نمو نسبته 24.9 في المائة توقعه المحللون، ونزولا من القفزة البالغة 34.2 في المائة في مارس.
ومن جهة أخرى، ارتفع معدل التضخم بوتيرة أبطأ من المتوقع خلال شهر أبريل الماضي، في حين ارتفعت أسعار المنتجين بأسرع وتيرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع.
وقد ارتفع معدل التضخم ليصل إلى 0.9 في المائة في أبريل، بعدما سجل 0.4 في المائة في مارس الماضي، وفقا لما ذكره مكتب الإحصاءات الوطني الأسبوع الماضي. وانخفضت أسعار المستهلكين على أساس شهري بنسبة 0.3 في المائة، فيما ارتفع معدل التضخم الأساسي، باستثناء أسعار الطاقة والطعام ليصل إلى 0.7 في المائة.
وارتفعت أسعار الأغذية بنسبة 0.7 في المائة، في حين ارتفعت أسعار المنتجات غير الغذائية بنسبة 1.3 في المائة. وارتفع معدل تضخم أسعار المنتجين ليصل إلى 6.8 في المائة مقارنة بـ4.4 في المائة في مارس، وهذا يعد أعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
لكن في المقابل، ذكرت وكالة «بلومبرغ» يوم الأحد أن الأرقام الاقتصادية للصين ستوفر دليلا لما قد تبدو عليه البيانات العالمية، باعتبارها أول دولة رئيسية خرجت من عمليات الإغلاق الوبائي.
وقالت الوكالة على موقعها الإلكتروني إن الزخم الاقتصادي القوي للصين من المرجح أن يستمر في الربع الثاني حيث اتسع نطاق الانتعاش الذي تقوده مصانعها ليشمل المستهلك. وذكر التقرير أنه بالإضافة إلى تقرير هذا الشهر، الذي يُظهر ارتفاعا مستمرا في الصادرات، فإن مثل هذا الدليل على انتعاش أوسع نطاقا سيشير إلى استمرار الصين في كونها واحدة من القوى الدافعة الرئيسية للنمو العالمي هذا العام.
وعززت البلاد من مكانتها كمصنع العالم، كما أن تعافيها السريع من أزمة (كوفيد - 19) العام الماضي لم يعزز الاقتصاد المحلي فحسب، بل عزز أيضا أرباح الشركات العالمية.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، يوم الثلاثاء؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه السندات لا تزال تتداول بأقل من 10 سنتات للدولار، فإنها حققت مكاسب تتجاوز 3 في المائة هذا الأسبوع. وكان سعر استحقاق عام 2031 قد وصل إلى 9.3 سنت للدولار، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2022، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، أشار برونو جيناري، استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة «كيه إن جي» للأوراق المالية الدولية، إلى أن «بعض المستثمرين يتساءلون ما إذا كان الوقت مناسباً للشراء؛ حيث تُعدُّ الهدنة الخطوة الأولى اللازمة لإعادة هيكلة السندات في المستقبل».

ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف، فإن هذا الارتفاع غير المتوقع في قيمة السندات يعد بمثابة انعكاس للرغبة في إعادة تنشيط النظام السياسي المنقسم في لبنان، وإحياء الجهود لإنقاذ البلاد من أزمة التخلف عن السداد.