مصر: نقل المصابين عبر «رفح» واتصالات مع واشنطن لإقرار «التهدئة»

سيارات الإسعاف تنقل جرحى فلسطينيين إلى القاهرة عبر معبر رفح (د.ب.أ)
سيارات الإسعاف تنقل جرحى فلسطينيين إلى القاهرة عبر معبر رفح (د.ب.أ)
TT

مصر: نقل المصابين عبر «رفح» واتصالات مع واشنطن لإقرار «التهدئة»

سيارات الإسعاف تنقل جرحى فلسطينيين إلى القاهرة عبر معبر رفح (د.ب.أ)
سيارات الإسعاف تنقل جرحى فلسطينيين إلى القاهرة عبر معبر رفح (د.ب.أ)

في الوقت الذي واصلت فيه مصر، أمس، لليوم الثاني، فتح معبر رفح الحدودي لنقل المصابين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، واصلت البلاد مساعيها الدبلوماسية لسرعة إقرار «تهدئة» بالتنسيق مع دول عدة أبرزها الولايات المتحدة الأميركية التي أجرى وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، اتصالاً مع نظيره المصري، سامح شكري بحثا خلاله «تطورات الوضع المتأزم في الأراضي الفلسطينية».
وتلقى شكري اتصالاً من بلينكن «بحثا خلاله تطورات الوضع المتأزم في الأراضي الفلسطينية»، وبحسب بيان مصري، فإن «الوزير الأميركي ثمّن جهود مصر والاتصالات التي تضطلع بها مع طرفي الصراع في محاولة للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية، وتم الاتفاق على أهمية العمل في إطار من التعاون والتنسيق بين مصر والولايات المتحدة على إقرار السلام والاستقرار في المنطقة».
دبلوماسياً أيضاً، تلقى وزير الخارجية سامح شكري، اتصالين هاتفيين من نظيره اليوناني، نيكوس ديندياس، والهولندي ستيف بلوك، حيث تم التباحُث حول التطورات المتسارعة الجارية في الأراضي الفلسطينية والتصعيد الذي يشهده قطاع غزة. كما تم التطرق إلى «المساعي المبذولة سعياً نحو التهدئة، والدور المصري في هذا الصدد وجهود القاهرة الحثيثة نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء التأزم الحالي».
بدورها قالت سفارة فلسطين في القاهرة، أمس، إن «الجرحى والمصابين الفلسطينيين وصلوا إلى الجانب المصري لتلقي العلاج في المستشفيات»، مشيرة إلى «وجود الأطقم الطبية لاستقبالهم وتصنيف حالاتهم الصحية تمهيداً لتوزيعهم على المستشفيات لتلقي العلاج، وهناك عدد من سيارات الإسعاف المجهزة لنقلهم». وأوضح سفير فلسطين بالقاهرة، دياب اللوح، أمس، أن العمل جارٍ على قدم وساق لنقل بقية الجرحى من قطاع غزة لمصر، آملاً أن يتم ذلك سريعاً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وذلك حفاظاً على حياة المصابين.
في غضون ذلك أفادت وكالة الأنباء الرسمية المصرية، أمس، بأن العديد من الحافلات التي تحمل المساعدات المصرية للشعب الفلسطيني، توجهت في طريقها إلى معبر رفح، مشيرة إلى أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة للوقوف على احتياجاتهم وتلبيتها». كما بدأ أعضاء «برلمان الشباب» في محافظة شمال سيناء، حملة للتبرع بالدم لصالح المصابين الفلسطينيين جراء العمليات العسكرية بقطاع غزة.
ومن جهة أخرى، أجرى الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اتصالاً هاتفياً بالشيخ محمد حسين، مفتي القدس الشريف، للتعبير عن «التضامن الكامل للقدس والمقدسيين ودعم القضية الفلسطينية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.