المصريون يطردون غبار الجائحة بروائح «كعك العيد»

احترازات المواجهة تُخيّم على طقوس الصناعة المنزلية

TT

المصريون يطردون غبار الجائحة بروائح «كعك العيد»

وجدت السيدة المصرية إسراء حمزة، ربة منزل، (46 عاماً)، نفسها هذا العام في حيرة لا تُحسد عليها، فقد اعتادت هي وشقيقتها إعداد كعك العيد، بداية من النصف الثاني من شهر رمضان المبارك كل عام، إذ تحضر شقيقتها الأصغر إلى بيتها بعد الإفطار، لتتشاركا مع أطفالهما بمهام «عجن» و«نقش» كعك العيد بكميات كبيرة، وإرسالها إلى أحد الأفران المُجاورة لخبزها، استعداداً لرصّها في أوان خاصة، وتوزيعها قُبيل عيد الفطر على الجيران، الذين يقومون بالتوازي هم أيضاً بالطقس السنوي البهيج ذاته.
إلا أنّ إسراء، المقيمة في إحدى قرى محافظة المنوفية (دلتا مصر) اكتفت هذا العام بمجهودها ومساعدة بناتها الصغار فقط، لعدة أسباب حسب ما تقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا العام لن نستطيع توزيع الكعك على جيراننا، ولا حتى إرساله للخبز في الفرن، فعلى مدار الأشهر الماضية تُوفي عدد من جيراننا الذين تربطنا بهم كذلك صلة قرابة بسبب فيروس كورونا، ومن تقاليدنا في الريف عدم إظهار الاحتفال في فترات الحداد ويشمل ذلك إعداد الكعك».
وتضيف إسراء: «أعددت هذا العام عدداً قليلاً من الكعك وبسكويت العيد، نحو 2 كيلو فقط، وخبزتها في فرن البيت، فقط لتناوله داخل محيط أسرتنا الصغيرة، فلا ذنب لأطفالي في حرمانهم من الاحتفال بالعيد ولو بشكل بسيط».
ويعكس حديث إسراء تلك الحالة التي طالما ارتبطت بإعداد كعك العيد في مصر، وهي حالة الاحتفال التي طالما ارتبطت بتحلّق السيدات و«نقش» الكعك مع نهايات شهر رمضان، والذهاب إلى الأفران التي تقوم بخبزها لهم بسبب أعدادها الكبيرة التي لا يمكن أن تتسع لها أفران البيت.
فيما تتذكر «الجدة» زينب سليمان، (65 عاماً) ذكريات صنع كعك العيد قائلة: «كنا نكتب أسماءنا ونحن أطفال بالطباشير على كل صينية كعك نصنعها، حتى لا تتبدل مع صواني الآخرين في الفرن، وكنا نسعد بتبادلنا الكعك الذي صنعناه مع كعك الجيران»، وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتمنى أن يُعايش أحفادي تلك اللحظات المُبهجة، لكن يأتي العيد للعام الثاني على التوالي وهو يفرض علينا التباعد، خصوصاً في هذه الأيام التي تشدد فيها الدولة على تقليل التجمعات، والإغلاق المبكر».
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، قد أعلن قبل أيام عن «ضوابط» جديدة لمواجهة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، تستمر حتى 21 من مايو (أيار) الحالي، تضمنت تقليص عدد ساعات عمل المحلات والمراكز التجارية والمقاهي والسينمات والمسارح، لتغلق أبوابها بحد أقصى في التاسعة مساء بتوقيت القاهرة، كما شملت تلك الإجراءات ضوابط تخص صلاة العيد، تشمل حظر اصطحاب الأطفال.
وواكب تلك القرارات تصعيد المحال التجارية الشهيرة المُتخصصة في صناعة المخبوزات والحلويات، للترويج لخدمة توصيل «كعك العيد» إلى المنازل لضمان السلامة، في محاولة للمواءمة مع القرارات الجديدة التي قللت من ساعات العمل داخل المحال من جهة، وسط منافسة كبيرة بين العلامات التجارية التي تبرز في العدد الكبير للإعلانات التجارية التي تُزاحم مسلسلات رمضان في التلفزيون والراديو، وكذلك حملات مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتراوح أسعار الكعك ما بين (70 و200 جنيه مصري للكيلو الواحد)، (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، وتختلف عادة حسب العلامة التجارية والمناطق السكنية، وعادة ما تتنوع الأصناف التي تقترن بمخبوزات العيد في مصر وأشهرها «الغُريبة» و«البيتي فور» و«البسكويت»، فيما تتداول كثير من السيدات في مصر «الوصفات» المُجربة لصناعة تلك الأصناف في البيت.
وتقول إيمان السيد، موظفة في شركة خاصة، (34 عاماً)، لـ«الشرق الأوسط»: «قمت هذا العام لأول مرة بعمل الكعك ومخبوزات العيد في البيت، ربما هي ليست بذات مستوى الكعك الجاهز، لكن وجدت أن ذلك أضمن صحياً من شرائها في هذا الوقت الذي نحاول فيه تقليل شراء أي أطعمة جاهزة من خارج البيت»، وتضيف إيمان أن مكونات «الكعك» وباقي أصناف العيد مُكلفة إلى حدٍ ما، خصوصاً أنها تحتاج كميات كبيرة من الزبدة والسمن والدقيق والسكر، إلا أنها تظل أرخص من شراء عبواتها من المحال والسلاسل التجارية الشهيرة.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)
الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)
TT

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)
الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو، بعد أن أقنعها بأنه يحبها ويحتاج إلى المال لتلقي علاج لمرض السرطان.

وحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد قالت السيدة البالغة من العمر 53 عاماً، إن «العلاقة» بينها وبين «براد بيت» المزيف، بدأت بعد وقت قصير من تلقيها رسالة من حساب يدَّعي أنه «جين إيتا بيت»، والدة نجم هوليوود، تخبرها فيها أنها «المرأة التي يحتاجها ابنها بالضبط».

وفي اليوم التالي، تحدث إليها المحتال مقلداً شكل وصوت براد بيت باستخدام الذكاء الاصطناعي، وطلب منها معرفة المزيد عنها.

وأضافت السيدة التي تعمل مصممة ديكور، أنه على مدار العام ونصف العام التاليين، كان «حبيبها» المزيف يرسل لها قصائد حب، ويطلب منها في النهاية الزواج منه، إلا أنه أخبرها أنه يتلقى علاجاً لسرطان الكلى، ويريد بعض المال لاستكمال علاجه.

وأخبر المحتال السيدة أيضاً أن زوجة بيت السابقة أنجلينا جولي جمَّدت حساباته المصرفية، ولم يكن لديه إمكانية للوصول إلى ثروته.

وبعد ذلك، تلقت السيدة بريداً إلكترونياً من شخص ادعى أنه طبيب براد بيت الخاص، أكد لها خلاله أن «بيت» يحتضر، ويكافح من أجل البقاء، وعند هذه النقطة حوَّلت السيدة نحو 800 ألف يورو إلى حساب للرجل موجود في تركيا.

علاوة على ذلك، طلبت السيدة الطلاق من زوجها، وهو رجل أعمال مليونير، حتى تتمكن من الزواج من «بيت» المزيف.

وتحقق الشرطة الآن في الخدعة التي تسببت في دخول السيدة إلى المستشفى بعد معاناتها من الاكتئاب.

وقالت مصممة الديكور لوسائل الإعلام الفرنسية: «لقد أحببت الرجل الذي كنت أتحدث معه. كان يعرف كيف يتحدث إلى النساء، وكان الأمر يبدو مقنعاً للغاية».

وعندما حذَّرت ابنة الضحية والدتها من أنها تتعرض للنصب، قالت لها: «سترين عندما يكون هنا شخصياً، ثم ستعتذرين».

ومع ذلك، أدركت المرأة أنها تعرضت للنصب في صيف عام 2024، عندما شوهد بيت الحقيقي مع شريكته الحالية إينيس دي رامون.