الأميركيون يستعدون لغزو مليارات حشرات الزيز بعد اختبائها 17 عاماً

عالمة الحشرات في جامعة ميريلاند، بولا شروزبرى، تحمل مجموعة من حشرات الزيز عُثر عليها بحديقة منزل  في كولومبيا بولاية ميريلاند (أ.ب)
عالمة الحشرات في جامعة ميريلاند، بولا شروزبرى، تحمل مجموعة من حشرات الزيز عُثر عليها بحديقة منزل في كولومبيا بولاية ميريلاند (أ.ب)
TT

الأميركيون يستعدون لغزو مليارات حشرات الزيز بعد اختبائها 17 عاماً

عالمة الحشرات في جامعة ميريلاند، بولا شروزبرى، تحمل مجموعة من حشرات الزيز عُثر عليها بحديقة منزل  في كولومبيا بولاية ميريلاند (أ.ب)
عالمة الحشرات في جامعة ميريلاند، بولا شروزبرى، تحمل مجموعة من حشرات الزيز عُثر عليها بحديقة منزل في كولومبيا بولاية ميريلاند (أ.ب)

على أعتاب غزو مرتقب لمليارات حشرات الزيز لمناطق شاسعة في الولايات المتحدة بعد الاختباء سبعة عشر عاماً في باطن الأرض، يتبادل أميركيون كثر النصائح بشأن طريقة مواجهة هذه الظاهرة الطبيعية الاستثنائية التي تثير قلق البعض وحماسة آخرين.
قبل غزو الشوارع والحدائق، اجتاحت هذه الحشرات وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والأحاديث بين السكان خصوصاً في شرق الولايات المتحدة. ففي منطقة تضم نحو خمس عشرة ولاية، يتوقع العلماء وصول مليارات حشرات الزيز بعد الاختباء نحو عقدين في باطن الأرض، بغية التكاثر والإباضة ثم الموت، مع ما يثيره ذلك من ضوضاء هائلة تُحدثها الذكور في مسعاها لجذب الإناث.
وفيما تعود آخر ظاهرة من هذا النوع إلى سنة 2004، يُرتقب تكرارها في وقت قريب، لكن لا يمكن التكهن منذ الآن بالموعد المحدد، إذ يعتمد الأمر على ظروف مناخية خصوصاً درجة حرارة التربة، إذ إن أي برودة محتملة قد تؤخر هذه الهجمة المرتقبة. لكن بعض التوقعات تتحدث عن إمكان حصول ذلك في خلال أيام قليلة اعتباراً من منتصف مايو (أيار) الحالي.
ويرصد بعض السكان منذ أسابيع أي إشارات لوصول الزيز، وهم يتشاركون صوراً لأنفاق حفرتها هذه الحشرات لشق طريق لها إلى السطح حالما تصبح جاهزة للانطلاق.
وبدأ تيم فايفر، التحدث عن الحدث عبر «تويتر». ونشر الشاب البالغ 28 عاماً المقيم في سيلفر سبرينغ بولاية ميريلاند قرب العاصمة واشنطن، مقاطع فيديو لبعض الحشرات المتقدمة على ما يبدو عن أترابها، تزحف على شرفة منزله.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «القلق يغلب الحماسة» لديه، لكنه أشار إلى أنه «رغم شكلها المقرف وهي لا تزال يرقات، فإن رؤيتها تتحول إلى حشرات بالغة في أقل من ساعة أمر مذهل».
وللراغبين في توثيق مشاهداتهم للغزو المرتقب في 2021 أطلق تطبيق خاص يحمل اسم «سيكادا سفاري» يتضمن خريطة يمكن وضع النقاط الجغرافية التي شهدت ظهور الزيز، مع نشر صور لها.
وعلى شبكة «نكستدور» للتواصل الاجتماعي بين الجيران، تتكاثر التعليقات على الموضوع، مع سيل من النصائح بشأن سبل التعايش السلمي مع الزيز حينما ستنتشر هذه الحشرات في كل مكان.
وتقول إحدى المستخدمات: «اشتروا لكم غطاء شفافاً للوجه، ضعوا قبعة واحملوا معكم مضرباً للذباب وأبقوا نوافذ سياراتكم مغلقة عند القيادة».
ويستند البعض إلى خبرة شخصية خلال غزوات سابقة للزيز، إذ لا يقتصر الوضع على إمكان تسببها بحادث إذا تُركت تدخل إلى السيارات في أثناء القيادة. فحتى على الدراجات الهوائية، الحذرُ واجبٌ وفق مستخدم آخر عبر «نكستدور». وهو يحضّ سائقي الدراجات على «الدوس ببطء» لأن «الزيز المنسحق على مسارات التنقل (الخاصة بالدراجات الهوائية) مزعج للغاية».
لكن رغم ذلك، يجب عدم تناسي أن هذه الحشرات غير عدائية، كما أن المقارنات المنتشرة حالياً في زمن الجائحة مع غزوات الجراد ليست في محلها.
وقد يُلحق الزيز أضراراً ببعض الأشجار، لكنه ليس مؤذياً للأشجار والنباتات بصورة عامة.
ويوضح المتخصص في الحشرات بجامعة ميريلاند مايكل ج. راوب لقناة «سي بي إس بالتيمور» ببعض من الفكاهة، أن حشرات الزيز «لا تعضّ ولا تلسع. هي لن تأتي لخطف الأطفال أو الكلاب مثل القردة في قصة (ساحر أوز)».
ويضيف: «هي لن تأتي كذلك لتعكّر عليكم صفو حفلات شواء اللحوم» لأنها تتغذى من «نسغ النباتات. وهي ليست مهتمة بشطائر البرغر ونقانق الهوت دوغ».
في المقابل، يمكن للمغامرين الراغبين في تحويل حشرات الزيز إلى أطباق، الاطلاع عبر الإنترنت على وصفات حضّرتها سنة 2004 عالمة الأحياء جينا جادين، بينها زيز بالفطر أو الشوكولاته.


مقالات ذات صلة

شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

يوميات الشرق لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)

شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

لطالما كانت جميلة تثير الإعجاب ولا تستحقّ هذه المعاملة. إنها أقدم من المنازل، وأقدم كثيراً من ساحة رَكْن السيارات...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المركز يعمل منذ تأسيسه على تنفيذ حزمة من الخطط الفاعلة لحماية الحياة الفطرية (واس)

مجلة عالمية تكشف عن تنوع أحيائي ثري في موائل السعودية

أكدت دراسة علمية حديثة أن موائل السعودية تستضيف تنوعاً أحيائياً ثرياً من الكائنات المفترسة التي تنتشر في عدة مواقع مثل المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ نفوق حيوانات في أميركا بسبب إنفلونزا الطيور (رويترز)

نفوق نمر و20 قطة بسبب إنفلونزا الطيور في محمية بواشنطن

نفقت عشرون قطة، بالإضافة إلى نمر بنغالي، وأربعة أُسود، بعد إصابتها بإنفلونزا الطيور شديدة الضراوة في محمية للحيوانات بولاية واشنطن الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق مجموعة الصيد طاردت الدب إلى شجرة عندما أطلق أحدهم النار عليه فسقط وأصاب أحد أفراد المجموعة (أرشيفية- أ.ب)

أميركيون يصطادون دبّاً من أعلى شجرة فيسقط على أحدهم ويقتله

لم يتخيل صياد أميركي أنه بإطلاقه النار على دب أعلى شجرة بغرض اصطياده، سيتسبب في وفاة أحد رفاقه الصيادين أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

أعلن مسؤولون معنيّون بالحياة البرّية في الولايات المتحدة تمديد دائرة الحماية الفيدرالية لتشمل «الفراشات الملكية» بعد سنوات من تحذيرات أطلقها خبراء البيئة...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)