زعيم حزب إسرائيلي يناشد العرب المساعدة في «حكومة تاريخية»

إزاء تعثر جهود نتنياهو وتقدير فشله في التشكيل

لافتة انتخابية لأحمد الطيبي عضو الكنيست بلدة الطيرة العربية في إسرائيل مارس 2020 (أ.ب)
لافتة انتخابية لأحمد الطيبي عضو الكنيست بلدة الطيرة العربية في إسرائيل مارس 2020 (أ.ب)
TT

زعيم حزب إسرائيلي يناشد العرب المساعدة في «حكومة تاريخية»

لافتة انتخابية لأحمد الطيبي عضو الكنيست بلدة الطيرة العربية في إسرائيل مارس 2020 (أ.ب)
لافتة انتخابية لأحمد الطيبي عضو الكنيست بلدة الطيرة العربية في إسرائيل مارس 2020 (أ.ب)

إزاء تعثر جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، والتقدير بأنه سيفشل في تشكيل حكومة جديدة، جراء الخلافات في معسكر اليمين، توجه زعيم حزب «ميرتس» اليساري، نتسان هوروفتش، إلى قادة الأحزاب العربية في الكنيست (البرلمان)، مطالبا إياهم بعدم تكرار خطأ عدم التوصية على مرشح لرئاسة الحكومة.
وقال هوروفتش: «لقد نشأ وضع تاريخي في إسرائيل بأن يكون العرب لسان الميزان والشرط لنجاح أي حكومة، وأنا أقترح عليهم بكل ودية وجدية، لا تفوتوا هذه الفرصة. أعلنوا لرئيس الدولة أنكم تؤيدون هذه الحكومة أو تلك. قرروا أنتم من يكون رئيس حكومة إسرائيل. وأنا شخصيا أفضل طبعا أن يقرروا ما نؤيده نحن في اليسار وهو إسقاط حكم نتنياهو»، وتابع القول: «سأكون سعيدا إذا قرروا هم أيضا ما قررناه، عندما وافقنا على أن يترأس حتى نفتالي بنيت، اليميني المتطرف، رئاسة الحكومة. فهو يوافق اليوم على عدة مطالب مشتركة لنا نحن والعرب، مثل عدم تنفيذ خطة ضم أراض من الضفة الغربية وغور الأردن، ومثل موافقته على التعامل بمساواة مع العرب».
وقال هوروفتش إن حكومة كهذه ليست فقط الاقتراح الأكثر واقعية اليوم، بل ستكون حكومة تاريخية، يسجل فيها ولأول مرة، توحيد صفوف من اليمين المتطرف حتى اليسار مع أحزاب الوسط والأحزاب العربية.
وكانت أوساط مقربة من نتنياهو قد أعربت عن تشاؤمها، إذ إن نهاية مهلة تكليفه بتشكيل حكومة تقترب ولم يبق له سوى 8 أيام، ولا يبدو في الأفق أن هناك بارقة أمل لإقناع رفاقه في اليمين المتطرف بتأييد حكومة يستند فيها إلى أصوات نواب الحركة الإسلامية. فرئيس قائمة الصهيونية الدينية والفاشية، بتسلئيل سموتريتش، مصرّ على اعتبار الحركة الإسلامية «حزبا متعاطفا مع الإخوان المسلمين وتنظيماتها الإرهابية». ورئيس حزب «يمينا»، بنيت، يصر على أن يتقاسم رئاسة الحكومة مع نتنياهو ولو لسنة واحدة.
وقال بنيت، خلال اجتماع لكتلته البرلمانية، أمس الأحد: «الأفضلية عندي هي في تشكيل حكومة يمين أولا، مع نتنياهو، لكنني لن أنتظره طويلا. فهو لا يسيطر على ائتلافه. وسموترتش يفرض عليه شروطا تقوده إلى الفشل. لذلك، فإنني أعمل بموازاة ذلك على تشكيل حكومة وحدة قومية سوية مع اليسار. هكذا فقط أحاول منع التدهور إلى خيار انتخابات خامسة».
وهاجم سموتريتش، بنيت، من جهته، بسبب مطلبه تولي رئاسة الحكومة، وكتب في «تويتر»، أمس، أن «رئيس حكومة يرأس حزبا ولديه 7 أعضاء كنيست فقط، ليس رئيسا شرعيا. هذا دمار للديمقراطية وتآمر ضد العقلانيين فيها، وأنت في أفضل الأحوال تنتظر على الجدار فشل نتنياهو كي تسعى إلى تشكيل حكومة يسار برئاستك. وما زال الوقت ليس متأخرا كي تتعقل. تراجع وتعال نشبك الأيدي من أجل تشكيل حكومة يمين».
من جهة ثانية، يعاني المعسكر المناوئ لنتنياهو، بعض الخلافات التي تعرقل تشكيله حكومة. فحزب «يمينا»، برئاسة بنيت، يطالب بالحصول على وزارتي القضاء والأمن الداخلي، كونهما ذات قيمة سياسية. ويريد أن يكون لليمين قرار حاسم في هذه الحكومة، حتى لا يغلب عليها الطابع اليساري. أما يائير لبيد، رئيس معسكر التغيير، ونفتالي بينيت، فقد أعلنا أنهما يعتزمان التوصل إلى تفاهمات قبل نهاية الأسبوع الحالي، بهدف وضع خطة واضحة لتشكيل حكومة، قبل أن يعيد نتنياهو تكليفه تشكيل حكومة إلى رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل.
وتجري المحادثات في هذا المعسكر في عدة محاور متوازية. وقناة المحادثات المركزية تجري بين لبيد وبنيت، الذي يتكلم باسمه وباسم حزب «تيكفا حداشا» برئاسة غدعون ساعر. ويُجري لبيد مفاوضات باقي الأحزاب في المعسكر المناوئ، «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، و«يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، والعمل، برئاسة ميراف ميخائيلي، وميرتس برئاسة هوروفتش. وهذه الأحزاب مشتركة، ممثلة في الكنيست بـ58 عضوا. وستكون بحاجة إلى دعم إحدى الكتلتين العربيتين، «القائمة المشتركة» برئاسة النائب أيمن عودة، الممثلة بستة مقاعد، والحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس، الممثلة بأربعة مقاعد.
ووفقاً للخطوط العريضة للاتفاق بين الأحزاب، فإنها ستشكل حكومة من دون بنيامين نتنياهو، يتم التناوب فيها على رئاسة الحكومة بين بنيت ولبيد، على أن يبدأ في رئاسة الحكومة بنيت أولا فيكون الثاني وزير خارجية. وتكون هذه الحكومة متساوية في حق الحسم (فيتو) على قراراتها، ما بين اليمين الذي تمثله «يمينا» و«تيكفا حداشا» (13 مقعدا)، وبين الوسط واليسار و«يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان (ممثلين بـ45 مقعدا).



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.