الاقتصاد الصيني للعودة إلى معدلات النمو الطبيعية

الاقتصاد الصيني للعودة إلى معدلات النمو الطبيعية
TT

الاقتصاد الصيني للعودة إلى معدلات النمو الطبيعية

الاقتصاد الصيني للعودة إلى معدلات النمو الطبيعية

قال محللو بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس غروب» إن الاقتصاد الصيني في طريقه إلى العودة لمعدلات النمو الطبيعية، بعد التعافي السريع من الركود الذي تعرض له نتيجة تداعيات جائحة فيروس «كورونا» المستجد في العام الماضي.
وحسب تقرير أعده محللو البنك الأميركي، وبينهم هوي شان، ونُشر أمس (الثلاثاء)، فإن «الاقتصاد الصيني يبدو أنه عَبَر نقطة تحول... تركيز السياسة (الاقتصادية والنقدية) في الصين تحول أيضاً من مساعدة الاقتصاد على التعافي من التباطؤ الناجم عن جائحة (كورونا) إلى معالجة مشكلات الاستقرار والنمو على المدى الطويل».
وسجل اقتصاد الصين، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، خلال الربع الأول من العام الحالي نمواً بمعدل 18.3% مقارنةً بالربع الأول من العام الماضي، الذي كان قد شهد ما يشبه الشلل الكامل للاقتصاد الصيني بسبب إجراءات الإغلاق الرامية إلى احتواء جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
ومع معدل النمو الاقتصادي المرتفع هناك تباين كبير بين معدلات نمو مختلف الصناعات ومع تحول مستمر في محركات النمو الاقتصادي، حسب تقرير «غولدمان ساكس».
وقال محللو «غولدمان ساكس» في تقريرهم إنه عند المقارنة ببيانات الاقتصاد الصيني عام 2019 لتجنب التشوهات الناجمة عن انهيار النشاط في العام الماضي، فإن الصادرات ومبيعات العقارات هي الأفضل أداءً بشكل واضح، في حين كان أداء قطاع بناء المساكن الجديدة والاستثمار الصناعي دون المستوى.
ورغم تحسن بيانات مبيعات التجزئة في الصين خلال مارس (آذار) الماضي، فإن المحللين لا يتوقعون قفزة كبيرة في الإنفاق الاستهلاكي في ضوء استمرار معدلات الادخار العالية للمستهلكين خلال الربع الأول من العام الحالي.
على صعيد متصل، ونتيجة الطلب الصيني القوي، قفزت أرباح شركة «بي إم دبليو» الألمانية لصناعة السيارات بأكثر من الثلث في الربع الأول من هذا العام، في تعافٍ أقوى من المتوقع من الضرر الشديد الذي ألحقته جائحة فيروس «كورونا» في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي.
وقالت الشركة إن أرباحها قبل الضرائب قفزت بنسبة 370% إلى 3.76 مليار يورو (4.53 مليار دولار) وفقاً لأرقام أولية، بدعم من نمو المبيعات في كل المناطق الرئيسية وفي مختلف الطرز.
وأشارت بصفة خاصة إلى طلب قوي في الصين وأيضاً تطورات إيجابية للأسعار وطلب مرتفع على السيارات المستعملة، وقالت إن الأرباح تجاوزت توقعات السوق.
وفي الأسبوع الماضي، قالت منافستها الألمانية «دايملر» إن قفزة في الطلب الصيني على سيارات «مرسيدس - بنز» الفاخرة وارتفاع الأسعار قادا أرباحاً أعلى من المتوقع في الربع الأول من سنتها المالية. ومن المقرر أن تعلن «بي إم دبليو» الأرقام الكاملة للأرباح في السابع من مايو (أيار).


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.