كيف تحمي نفسك من سلالات «كورونا» الأكثر عدوى؟

رجل يرتدي قناع الوجه خلال تجوله في أحد شوارع الهند (أ.ف.ب)
رجل يرتدي قناع الوجه خلال تجوله في أحد شوارع الهند (أ.ف.ب)
TT

كيف تحمي نفسك من سلالات «كورونا» الأكثر عدوى؟

رجل يرتدي قناع الوجه خلال تجوله في أحد شوارع الهند (أ.ف.ب)
رجل يرتدي قناع الوجه خلال تجوله في أحد شوارع الهند (أ.ف.ب)

أصبح المتغيّر الجديد لفيروس «كورونا» الذي نشأ في المملكة المتحدة السلالة السائدة الآن في الولايات المتحدة الأميركية.
وينتشر المتغير «بي 1.1.7» في جميع الولايات الأميركية الخمسين ويسهم في زيادة عدوى الفيروس، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. ولا يبدو فقط أنه أكثر قابلية للانتقال؛ يشير بعض الأبحاث أيضاً إلى أنه يمكن أن يسبب مرضاً أكثر خطورة، مما يعرّض المزيد من الأشخاص لخطر الاستشفاء والموت.
وتطرح المحللة الطبية في «سي إن إن»، الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة في كلية معهد «ميلكن» للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، الخطوات التي يجب اتباعها لحماية أنفسنا من الأنواع الأكثر عدوى من الفيروس.
وقالت وين إن المتغير «بي 1.1.7» أكثر قابلية للانتقال من السلالات السابقة، مما يعني أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر حذراً. وأوضحت: «بعض الأنشطة التي اعتقدنا سابقاً أنها منخفضة المخاطر -مثل الذهاب إلى متجر البقالة وركوب وسائل النقل العام- لديها الآن مخاطر أكبر ترتبط بانتقال الفيروس. وتلك التي كانت عالية الخطورة من قبل -مثل الذهاب إلى الحانات الداخلية أو التجمع في حشود كبيرة- أصبحت الآن أكثر خطورة أيضاً».
وأضافت الطبيبة: «نحن بحاجة إلى توخي الحذر أكثر من ذي قبل. على سبيل المثال، إذا كنت ستأكل في مطعم في الهواء الطلق، فتأكد من أنهم يلتزمون بالإرشادات الموصى بها، وأن هناك مسافة 6 أقدام على الأقل بين الطاولات. يجب على أولئك الذين لم يتم تطعيمهم بالكامل الانتظار حتى يتم تطعيمهم قبل تناول الطعام على مقربة من شخص آخر على مائدتهم».
ومع ذلك، ينتشر هذا المتغير تماماً مثل المتغيرات الأخرى. ولا تزال نفس الإجراءات التي استخدمناها من قبل لمنع انتشار الفيروس التاجي فعّالة الآن. وهذا يعني ارتداء قناع في الأماكن العامة، وممارسة التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات الداخلية مع أشخاص لا نعيش معهم في نفس المنزل.
وأشارت الطبيبة إلى أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نتناول اللقاح بمجرد أن نتمكن من ذلك.
وأكدت وين أن جميع اللقاحات المصرح بها حالياً لديها مستويات جيدة من الحماية ضد سلالة «بي 1.1.7». ولا تزال اللقاحات هي الأداة الحاسمة لمنع انتشار المتغيرات الأخرى أيضاً، وتلك التي قد تتطور في المستقبل.
وللحماية من المتغيرات الأكثر عدوى، تنصح وين الأشخاص الذين لم يتناولوا اللقاح بعد، بمضاعفة جميع الاحتياطات. وأضافت: «مرة أخرى، هذا يعني ارتداء قناع في جميع الأماكن العامة. أظهرت الدراسات أنه من المفيد ارتداء كمّامتين - وضع قناع قماشي فوق القناع الجراحي».
وتابعت: «حاول تجنب الأماكن الأكثر خطورة حيث لا يرتدي الأشخاص أقنعتهم، مثل تناول الطعام في الداخل. يمكنك القيام بنشاطات اجتماعية في الهواء الطلق فقط، مع أفراد من أسر مختلفة، مع الحفاظ على مسافة 6 أقدام على الأقل».
أما بالنسبة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل، فقالت وين إن اللقاحات التي لدينا تعمل بشكل جيد للغاية ضد المتغير «بي 1.1.7»، ويجب أن يعرف الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل أنهم محميون جيداً ضد هذه السلالة. تعني عبارة «التطعيم الكامل» أنه قد مر أسبوعان على الأقل بعد تلقي الشخص الجرعتين من اللقاح.
لكن، بنظر وين، لا توجد حماية كاملة بنسبة 100%. ما يختار الناس فعله بمجرد تلقيحهم بالكامل سيعتمد على قيمهم وخياراتهم. بعد التطعيم، ستكون الأنشطة التي كانت ذات مخاطر عالية أقل خطورة، ولكن ستظل هناك بعض المخاطر. تجب موازنة ذلك مقابل فائدة هذه الأنشطة.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الأشخاص الملقحين بالكامل تمكنهم رؤية بعضهم بعضاً ويمكنهم زيارة منزل آخر مع أفراد الأسرة غير الملقحين، ما دام الأشخاص غير الملقحين ليسوا معرّضين لخطر كبير للإصابة بأعراض شديدة من الفيروس.
ومن الضروري بالتأكيد ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، حتى بعد التطعيم، وتقليل الوقت في الأماكن عالية الخطورة مثل المحلات المغلقة والمزدحمة مع الأشخاص غير المطعمين.


مقالات ذات صلة

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يساعد مرضى الشلل على المشي (رويترز)

أقطاب كهربائية بالدماغ تمكّن مصابين بالشلل من المشي مسافات قصيرة

خلصت دراسة وشهادة، نُشرتا أمس (الاثنين)، إلى أن التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية يمكن أن يساعد بعض المصابين بالشلل على المشي.

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك يرصد البحث أن ارتفاع مستويات الدهون الحشوية يرتبط بانكماش مركز الذاكرة في الدماغ (رويترز)

دهون البطن مرتبطة بألزهايمر قبل 20 عاماً من ظهور أعراضه

أفاد بحث جديد بأن نمو حجم البطن يؤدي إلى انكماش مركز الذاكرة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الخضراوات الورقية تعدّ من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم (رويترز)

مفتاح النوم ومحارب القلق... إليكم أفضل 10 أطعمة لتعزيز مستويات المغنيسيوم

إنه مفتاح النوم الأفضل والعظام الأكثر صحة والتغلب على القلق، ولكن انخفاض مستويات المغنيسيوم أمر شائع. إليك كيفية تعزيز تناولك للمغنيسيوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ استدعت شركة «صن فيد بروديوس» الخيار المعبأ في حاويات من الورق المقوى بكميات كبيرة (إدارة الغذاء والدواء الأميركية)

سحب شحنات من الخيار بعد تفشي السالمونيلا في ولايات أميركية

تحقق السلطات الأميركية في تفشي عدوى السالمونيلا التيفيموريوم المرتبطة بتناول الخيار في ولايات عدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
TT

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)

أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.

تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة (صور تانيا صالح)

وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».

غلاف الألبوم المؤلَّف من 11 أغنية (صور تانيا صالح)

وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».

تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».

تعود إلى لبنان لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه للأطفال (صور تانيا صالح)

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».

تريد الموسيقى والرسوم الوصول إلى الجميع (صور تانيا صالح)

سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.

في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».

وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».

من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».