أسعار الغذاء تواصل الارتفاع للشهر العاشر

مؤشر «فاو» في أعلى مستوى منذ صيف 2014

وصل مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء العالمية لأعلى مستوى منذ صيف 2014 بعد زيادة الأسعار للشهر العاشر على التوالي (رويترز)
وصل مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء العالمية لأعلى مستوى منذ صيف 2014 بعد زيادة الأسعار للشهر العاشر على التوالي (رويترز)
TT

أسعار الغذاء تواصل الارتفاع للشهر العاشر

وصل مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء العالمية لأعلى مستوى منذ صيف 2014 بعد زيادة الأسعار للشهر العاشر على التوالي (رويترز)
وصل مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء العالمية لأعلى مستوى منذ صيف 2014 بعد زيادة الأسعار للشهر العاشر على التوالي (رويترز)

قالت «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)»، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت للشهر العاشر على التوالي في مارس (آذار) الماضي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو (حزيران) 2014، بقيادة قفزات لأسعار الزيوت النباتية واللحوم ومنتجات الألبان.
وبلغ متوسط مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، 118.5 نقطة الشهر الماضي، مقارنة مع قراءة معدلة قليلاً عند 116.1 نقطة في فبراير (شباط) الماضي. وكانت القراءة السابقة لفبراير هي 116.0 نقطة.
وأضافت المنظمة أن أسعار الزيوت النباتية ارتفعت بنسبة 8 في المائة عن فبراير لتسجل أعلى مستوى خلال نحو 10 سنوات مع ارتفاع أسعار زيت الصويا، مما دفع بمؤشرها لأسعار الغذاء للارتفاع رغم تراجع أسعار الحبوب.
وذكر تقرير «فاو» أن الاتجاهات تختلف حسب أنواع السلع، وأن مؤشر أسعار منتجات الألبان ارتفع بنسبة 3.9 في المائة مقارنة بشهر فبراير، مع دعم أسعار الزبد بسبب نقص الإمدادات إلى حد ما في أوروبا المرتبط بزيادة الطلب تحسباً لانتعاش قطاع الخدمات الغذائية، وأشار إلى أن أسعار الحليب المجفف ارتفعت أيضاً مدعومة بارتفاع الواردات في آسيا، لا سيما الصين، بسبب انخفاض الإنتاج في أوقيانوسيا وندرة توافر حاويات الشحن في أوروبا وأميركا الشمالية.
وأكد التقرير أن مؤشر أسعار اللحوم ارتفع بنسبة 2.3 في المائة مقارنة بشهر فبراير مع ارتفاع واردات الصين وزيادة المبيعات الداخلية في أوروبا قبل عطلة عيد الفصح التي تدعم زيادة أسعار لحوم الدواجن والخنازير، فيما ظلت أسعار لحوم الأبقار ثابتة، وانخفضت أسعار لحوم الأغنام بسبب نوبة جفاف في نيوزيلندا دفعت بالمزارعين إلى التخلص من الحيوانات.
ولفت التقرير إلى أنه على النقيض من ذلك، انخفض مؤشر «فاو» لأسعار الحبوب بنسبة 1.8 في المائة، وإن كان لا يزال أعلى بنسبة 26.5 في المائة مما كان عليه في مارس 2020. وأوضح أن أسعار تصدير القمح انخفضت أكثر من غيرها، مما يعكس الإمدادات الجيدة بشكل عام وآفاق الإنتاج المواتية لمحاصيل 2021. كما انخفضت أيضاً أسعار الذرة والأرز بينما ارتفعت أسعار الذرة الرفيعة.
وأكدت المنظمة أن مؤشرها لأسعار السكر انخفض بنسبة 4 في المائة خلال مارس الماضي مدفوعاً باحتمالات الصادرات الكبيرة من الهند، لكنه ظل أعلى من مستواه في العام السابق بأكثر من 30 في المائة.
وقالت «فاو»، ومقرها روما، في بيان، إن محاصيل الحبوب العالمية ما زالت في طريقها نحو تسجيل مستوى سنوي قياسي في 2020، مضيفة أن المؤشرات الأولية تفيد بزيادة جديدة في الإنتاج هذا العام، للسنة الثالثة على التوالي. كما رفعت توقعاتها لموسم الحبوب في 2020 إلى 2.765 مليار طن، من تقدير سابق عند 2.761 مليار طن، مما يشير إلى زيادة اثنين في المائة على أساس سنوي.
وتوقع تقرير «فاو» انخفاض مخزونات الحبوب العالمية في نهاية عام 2021 بنسبة 1.7 في المائة عن مستوياتها الافتتاحية إلى 808 ملايين طن، وقال إنه إلى جانب توقعات الاستخدام، فمن المتوقع انخفاض نسبة مخزون الحبوب العالمي إلى الاستخدام لعام 2021 إلى أدنى مستوى له خلال 7 سنوات عند 28.4 في المائة.
ورفعت «فاو» توقعاتها للتجارة العالمية في الحبوب خلال 2021 إلى 466 مليون طن، بزيادة قدرها 5.8 في المائة على العام السابق مدفوعة بالتجارة الأسرع في الحبوب الخشنة المرتبطة بمستويات غير مسبوقة من مشتريات الذرة من الصين، كما توقعت أن ترتفع التجارة الدولية للأرز بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي.


مقالات ذات صلة

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
المشرق العربي أفراد من القوات المسلحة الأردنية يسقطون مساعدات جوية على غزة 9 أبريل 2024 (رويترز)

طائرات عسكرية أردنية تسقط مساعدات على شمال قطاع غزة

قال مصدر رسمي إن طائرات عسكرية أردنية أسقطت، الثلاثاء، مساعدات على شمال غزة لأول مرة في خمسة أشهر للمساعدة في تخفيف وطأة الوضع الإنساني المتردي في القطاع.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
يوميات الشرق النظام الغذائي النباتي يعتمد بشكل أساسي على الأطعمة النباتية (جامعة كولومبيا)

التحول للنظام النباتي يوفر 650 دولاراً للفرد سنوياً

أظهرت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي نباتي منخفض الدهون يمكن أن يخفض تكاليف الطعام للفرد بنسبة 19%، أي ما يعادل 1.80 دولار يومياً أو نحو 650 دولاراً سنويا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي نزوح سكان شمال غزة في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

المنسق الأممي للسلام: الوضع في غزة «كارثي» مع بداية الشتاء ونزوح سكان الشمال

قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الاثنين إن الوضع في قطاع غزة «كارثي» مع بداية فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.